الحرب في يومها الـ182 .. ''إسرائيل'' تقتل 4 أطفال كل ساعة في غزة استهداف البعثات الإنسانية في غزّة يزيد عزلة إسرائيل دوليا

 

أثارت المجزرة الإسرائيلية الجديدة التي استهدفت قافلة منظّمة ''المطبخ المركزي العالمي''

في دير البلح وسط قطاع غزة، والتي راح ضحيتها 7 يحملون جنسيات أجنبية ، غضبا دوليا متزايدا في خطو ستزيد من عزلة كيان الإحتلال حيث طالبت دول غربية بتحقيق سريع، فيما استدعت بريطانيا وأستراليا سفيري ''إسرائيل'' لديهما للاحتجاج. ويرى مراقبون أنّ المجزرة الأخيرة التي تتزامن مع دخول الحرب شهرها السادس ، ستزيد من الضغوطات الدولية المفروضة على إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها في قطاع غزة.
وأصبح وصول المساعدات الإنسانيّة لقطاع غزة صعبا للغاية بعد أن أوقف المطبخ المركزي العالمي المزود الرئيسي للمساعدات للقطاع عملياته.وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستوقف التحركات لمدة 48 ساعة على الأقل لتقييم الوضع الأمني.والدول التي طالبت بفتح تحقيق في مجزرة المطبخ العالمي هي أستراليا وبولونيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين ،وأعلنت المنظمة تعليق عملياتها لنقل المساعدات، معربة عن شعورها ''بالصدمة''. وأوضحت أنه ''رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح ''.
يواجه العاملون في المجال الإنساني في قطاع غزة أوضاعا كارثية مما دفع المنظمات الأممية والدولية للتحذير مرارا من الأوضاع معتبرة أن تقديم المساعدات الحيوية للفلسطينيين بات شبه مستحيل ، ورغم الدعوات الدولية المحذرة من وصول القطاع إلى مرحلة خطيرة على كافة الأصعدة إلا أن إسرائيل تستمر في إعاقة وصول الإمدادات الرئيسية والحيوية للمدينة المنكوبة . فوفق ووفق منظمات دولية يعيق الحصار الإسرائيلي المشدّد على غزة دخول الإمدادات الحيوية إلى القطاع. وفي الوقت نفسه، فإنّ توفير المساعدات داخل القطاع شبه مستحيل بسبب تجاهل إسرائيل التام لحماية البعثات الطبية والإنسانية وطواقمها وسلامتهم بل واستهدافهم ، ومنع وصول الناس إلى المساعدات المنقذة للحياة. يتسبب هذا الواقع في إحالة الاستجابة الإنسانية في غزة إلى مجرد وهم.
وإلى جانب الوضع الصحي الكارثي وتعطل عمل عدد لايستهان به من المستشفيات في قطاع غزة ودخول البعض الآخر في حالة فشل إما جزئي أو كلي في غياب للأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة ، ومع دخول الحرب في غزة شهرها السادس، تعالت الأصوات الدولية المنددة بالمجزرة التي ارتكبها الإحتلال مؤخرا ضد بعثة "المطبخ الدولي " التي تعنى بتقديم مساعدات لأهالي القطاع.
وتتعمد إسرائيل استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة وتنفذ سلسلة اقتحامات لها وتنفذ اعتقالات في صفوف الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بداخلها، وفق وزارة الصحة الفلسطينية..وتصف منظمات دوليّة وإنسانية الوضع في غزة بالكارثي والأكثر دموية منذ عقود. وتزيد المنظمات من نسق تحذيراتها في ظلّ الصعوبات التي تواجهها لممارسة مهامها من تقديم خدمات حيوية وأيضا إيصال مساعدات للمدنيين من أغذية وأدوية وغيرها في ظلّ تضييقات مستمرة من الإحتلال .وتدعو المنظمات المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية إلى ضرورة التحرك وإيقاف الغطرسة الإسرائيلية المتمادية في جرائمها ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية .
وطالب مؤسس المنظمة، الشيف الإسباني خوسيه أندريس، المجتمع الدولي بـ''وقف جرائم إسرائيل العشوائية''.وزعم رئيس الوزراء في كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي قتل ''عن غير قصد'' سبعة من عمال الإغاثة.واتهم مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي، خوسيه أندريس، القوات الإسرائيلية باستهداف عمال الإغاثة التابعين للمنظمة في غزة "بشكل ممنهج، وقصفت سيارة تلو الأخرى".وأضاف أندريس أن ضربة يوم الاثنين الماضي، التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي المنظمة لم تكن خطأً، مكرراً أنه تم إبلاغ القوات الإسرائيلية بتحركات الفريق التابع له.وبحسب المؤسسة الخيرية، فقد تعرضت قافلة المساعدات للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح، "حيث قام الفريق بتفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تم جلبها إلى غزة عبر الطريق البحري".

مواقف دولية منددة
دوليا، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى تحقيق ''سريع ومحايد'' وذلك خلال مؤتمر صحافي في باريس، بينما كان إلى جانب نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وقال ''تحدثنا مباشرة إلى السلطات الإسرائيلية، لقد طالبناهم بإجراء تحقيق سريع ومحايد لنفهم ما حصل بالضبط''.
وبين وزير شؤون التنمية وأفريقيا البريطاني أندرو ميتشل ''أعبر عن إدانة الحكومة القاطعة للقتل المروع لسبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، من بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين'' .وتابع ''طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف يعرض على المجتمع الدولي، وتحقيق محاسبة كاملة'' .
إلى ذلك، قال كريس غونيس، كبير المتحدثين السابق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وفق ''القدس العربي'' إن الجيش الإسرائيلي أعاق وصول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة كانت تتجه إلى شمال قطاع غزة.وأوضح أن القافلة كانت تضم فرقا من الوكالة، وأن موقف وكالات الأمم المتحدة في غزة بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي، بات يصر على إشراك «الأونروا» في أي عملية إنسانية منسقة للأمم المتحدة.
وقالت متحدثة باسم منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين الخيرية، إن الغارة التي استهدفت قافلة مساعدات في غزة يوم الاثنين "تثبت مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن" في القطاع.
وتحدثت أسيل بيضون وفق ''بي بي سي'': "سواء كنت فلسطينياً أو بريطانياً أو أي جنسية أخرى، فإن غزة هي أخطر مكان في العالم الآن بالنسبة لعمال الإغاثة".
ورداً على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل تستهدف عمدا قوافل المساعدات، قالت بيضون إنها لا تزال "غير متأكدة" لكنها دعت الحكومة الإسرائيلية إلى توفير "الشفافية".
وأدان الرئيس الأمريكي، جو بايدن الغارة، واتهم إسرائيل بعدم القيام بما يكفي لحماية عمال الإغاثة.وقال بايدن: "لقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل مراراً وتكراراً على الفصل بين عملياتها العسكرية ضد حماس وبين العمليات الإنسانية، من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين".كما تحدث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع نتنياهو ووصف خلال المكالمة الوضع في غزة بأنه "لا يطاق على نحو متزايد" و"طالب بإجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف" في مقتل عمال الإغاثة.
وأضاف سوناك أن إسرائيل بحاجة إلى إنهاء القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وفقا لبيان داونينج ستريت.وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز إنه "أعرب عن غضب أستراليا وقلقها" في مكالمة هاتفية طويلة مع نتنياهو، وأنه يتوقع "تفسيراً كاملاً ومناسباً لكيفية حدوث ذلك".
وأشار وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، إلى أنه طالب نظيره الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بإجراء تحقيق مستقل.وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن هناك حاجة إلى "المساءلة الكاملة"، مضيفاً أنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يقتل الجيش الإسرائيلي عمال الإغاثة".
وقالت المؤسسة الأمريكية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، والتي كانت تعمل بشكل وثيق مع المطبخ المركزي العالمي، لبي بي سي إنها ستجمد عملياتها في غزة.
استهداف البعثات الدولية
وقُتل أكثر من 196 من عمال الإغاثة في غزة منذ أكتوبر ، وفقا لقاعدة البيانات الأمنية لعمال الإغاثة التي تمولها الولايات المتحدة، والتي تسجل حوادث عنف كبيرة ضد موظفي الإغاثة، ولم يُقتل الجميع أثناء أداء واجبهم.
وتعرض جزء كبير من قطاع غزة للدمار خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
ولا يزال حوالي 130 من الرهائن في الأسر، ويُفترض أن 34 منهم على الأقل في عداد الموتى.
''إسرائيل'' تقتل 4 أطفال كل ساعة في غزة
ميدانيا أفاد جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (رسمي)، أمس الخميس، بأن إسرائيل تقتل 4 أطفال كل ساعة في غزة منذ بدء حربها على القطاع في 7 أكتوبر 2023.وخلفت هذه الحرب المتواصلة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني، في بيان، إن إسرائيل قتلت منذ 7 أكتوبر الماضي 14 ألفا و350 طفلا يشكلون 44 بالمائة من إجمالي عدد القتلى في غزة.وأوضح أنّ إسرائيل تقتل 4 أطفال في غزة كل ساعة.كما أفاد جهاز الإحصاء الفلسطيني بأن "70 بالمائة من المفقودين في غزة هم من الأطفال والنساء، والبالغ عددهم 7 آلاف شخص".وأصبح نحو 17 ألف طفل في غزة أيتام بعد أن فقدوا الوالدين أو أحدهما منذ بدء الحرب، حسب تقدير سابق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وبالنسبة للضفة الغربية المحتلة، قال مركز الإحصاء الفلسطيني إن إسرائيل قتلت أكثر 455 فلسطينيا، بينهم 117 طفلا، فيما جرحت 724 طفلا من أصل 4 آلاف و700 جريح.كما أفاد بتهجير ألف و620 فلسطينيا، بينهم 710 أطفال، في الضفة الغربية، واعتقال ألف و85 طفلا منذ بداية 2023، بينهم 500 طفل بعد 7 أكتوبر الماضي.
ومن المتوقع، حسب البيان، أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف العام 2024 في فلسطين مليونين و432 ألفا و534 طفلا، أي قرابة 43 بالمائة من إجمالي عدد السكان.وفي 5 أفريل 1995، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التزامه باتفاقية حقوق الطفل الدولية، معتمدا ذلك التاريخ يوما للطفل الفلسطيني.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115