محمد مارديني المسؤول الإعلامي في مكتب أطباء بلا حدود الإقليمي لـ "المغرب": "توفير الرعاية الصحية أصبح مستحيلاً تقريباً في غزة حيث لا يوجد أي مكان آمن من القنابل"

"نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في غزة حيث يحاول الآن 1.5 مليون شخص البقاء على قيد الحياة"

"واجب علاج المرضى والجرحى وحماية الطواقم الطبية والمرافق الطبية يقع في صميم القانون الدولي الإنساني"

قال محمد مارديني المسؤول الإعلامي في مكتب أطباء بلا حدود الإقليمي في لبنان

للمغرب أن المرافق التابعة للمنظمة في قطاع غزة تعرضت للقصف والحصار والمداهمة بشكل متكرر منذ بدء الحرب.وأضاف أن منظمة أطباء بلا حدود دعت مراراً وتكراراً السلطات الإسرائيلية إلى رفع الحصار اللاإنساني والسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الأساسية داخل غزة بأمان ودون عوائق.

أولا كيف ترون ظروف عمل بعثتكم في قطاع غزّة خاصّة بعد استهداف للاحتلال لطواقم تابعة لكم؟

في الأشهر الخمسة الماضية، تعرضت مرافق الرعاية الصحية لأوامر الإخلاء وتعرضت للهجوم والحصار والمداهمة بشكل متكرر. وقد تم اعتقال الطاقم الطبي والمرضى وإساءة معاملتهم وقتلهم أثناء رعايتهم للمرضى. ويشمل ذلك خمسة من موظفينا: فني المختبر محمد الأهل، الذي قُتل في نوفمبر 2023 في غارة جوية مع أفراد من عائلته؛ والممرض المتطوع علاء الشوا، الذي أصيب برصاصة في الرأس أثناء عملية إخلاء مخطط لها لقافلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في نوفمبر 2023؛ والطبيبان محمود أبو نجيلة وأحمد السحار، اللذان قُتلا إثر غارة على مستشفى العودة في نوفمبر 2023؛ يُعتقد أن الأمينة المساعدة لمجلس إدارة منظمة أطباء بلا حدود في المملكة المتحدة، ريم أبو لبدة، قُتلت في منزلها في خان يونس مع أفراد عائلتها في ديسمبر 2023. كما قُتل العديد من أفراد عائلات موظفي منظمة أطباء بلا حدود ولا يزال عدد من موظفينا في عداد المفقودين. بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت القوات الإسرائيلية أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود عند نقطة تفتيش أثناء محاولته مغادرة مستشفى ناصر في 15 فيفري ولا يزال محتجزًا لديها.

إن واجب علاج المرضى والجرحى، وما يرتبط بذلك من حماية الطواقم الطبية والمرافق الطبية، يقع في صميم القانون الدولي الإنساني.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن خمس مرافق الرعاية الصحية الأولية فقط هي التي تعمل، و12 من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيا، مع متوسط معدل إشغال الأسرّة يقدر بنحو 295 في المائة (منظمة الصحة العالمية). لقد أصبح توفير الرعاية الصحية مستحيلاً تقريباً في غزة، حيث لا يوجد أي مكان، ولا حتى أماكن الرعاية الصحية، محترم وآمن من القنابل. منذ أكتوبر 2023، تم توثيق 406 هجمات (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية) ضد المرافق الصحية والعاملين في المجال الطبي.

لا تزال المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من مرافق الرعاية الصحية تخضع لأوامر الإخلاء مما يعرض المرضى والموظفين وأفراد المجتمع النازحين للخطر. لقد أصبح الحصول على الرعاية الصحية أمراً صعباً على نحو متزايد بالنسبة للجرحى والمرضى في غزة، مما يزيد من الخسائر المروعة التي خلفتها هذه الحرب. لا يوجد حاليًا أي مرفق صحي في غزة قادر على التعامل مع تدفق كبير من الجرحى، وذلك بسبب أوامر الإخلاء المنهجية حول المستشفيات والعيادات والأضرار الناجمة عن القتال أو الضربات.

ما المطلوب اليوم لتسهيل مهامكم في القطاع؟

قد انقطعت المساعدات إلى حد كبير عن شمال غزة منذ أشهر، مما ترك الناس محاصرين وليس لديهم خيار سوى محاولة البقاء على قيد الحياة على كميات ضئيلة من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية. لقد تم قصف وتدمير أحياء بأكملها. على الرغم من أن منظمة أطباء بلا حدود لديها رؤية محدودة للوضع الإنساني والصحي العام في الشمال، إلا أن عددًا قليلاً من موظفينا ما زالوا محاصرين هناك ويصفون الوضع الكارثي الذي اضطروا فيه إلى اللجوء إلى تناول طعام الحيوانات الأليفة. إننا نعتبر إسرائيل مسؤولة عن حالة الحرمان الشديد واليأس السائدة في غزة، وخاصة في الشمال، حيث رفضت السلطات الإسرائيلية معظم طلبات وصول المساعدات الإنسانية.
وقد دعت منظمة أطباء بلا حدود مراراً وتكراراً السلطات الإسرائيلية إلى رفع الحصار اللاإنساني والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطريقة آمنة ودون عوائق. إن السماح بمرور المساعدات عبر الحدود البرية الحالية هو الطريقة الأكثر فعالية لضمان وصولها إلى الأشخاص المحتاجين. إن خطر انتشار سوء التغذية على نطاق واسع حقيقي. جميع العوامل موجودة: نقص الغذاء، ونقص التغذية الأساسية والمتوازنة، والظروف المعيشية المزرية، وعدم الحصول على الرعاية الصحية المناسبة. النساء الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال الصغار وكبار السن معرضون للخطر بشكل خاص.

كيف ترون واقع المشهد الصحي في غزة؟

إننا نشعر بقلق بالغ إزاء نقص المساعدات الإنسانية الواردة إلى غزة، واستمرار التهجير القسري للناس إلى منطقة رفح المكتظة أصلاً بالسكان، حيث يحاول الآن 1.5 مليون شخص البقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من توافر المواد الغذائية إلى حد ما في رفح، إلا أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير. على سبيل المثال، سعر كيلو الأرز في رفح الآن حوالي 25 يورو. المنتجات مثل اللحوم والوقود اللازم للطهي تكاد تكون غير متوفرة على الإطلاق. وقد دعت منظمة أطباء بلا حدود مراراً وتكراراً السلطات الإسرائيلية إلى رفع الحصار اللاإنساني والسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الأساسية داخل غزة بأمان ودون عوائق.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115