حرب غزة في يومها الـ 153 جهود دولية تسابق الزمن لإرساء وقف لإطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان

عرضت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا معدلا لمجلس الأمن

يدعو لوقف لإطلاق النار يستمر 6 أسابيع في غزة ، في وقت تستمر فيه اجتماعات القاهرة في بحث هدنة قبيل شهر رمضان المقبل .وسبق أن أوقف ''فيتو'' أمريكي في مجلس الأمن قرارا سابقا لوقف إطلاق النار في غزة مما ساهم في استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل رغم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار . ولم يتم التوصل إلى اتفاق هدنة جديد بين إسرائيل وحماس على الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها أكثر من مليون فلسطيني في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 . وجاء خلال شهر فيفري المنقضي رفعت أمريكا فيتو ثالث ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ، وجاء في ظلّ الحصيلة الكارثية للضحايا والدمار الذي خلفته الحرب ،كما تؤكد التقارير المرعبة أن شبح المجاعة يخيم على القطاع المنكوب في ظل نقص حاد في إمدادات الطعام وغياب المساعدات وكارثية الأوضاع الإنسانية. وأمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة، تمارس الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل، ضغوطا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان المقبل .

وقالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار معدل للمرة الثالثة على أعضاء مجلس الأمن الدولي يؤيد الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق سريع وعاجل لوقف إطلاق النار الفوري لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح جميع "الرهائن" بمجرد موافقة الأطراف وفق وسائل إعلام.
وأضافت المصادر أن مشروع القرار الأمريكي المعدل يؤكد دعم المجلس الكامل لاستخدام الفرصة السانحة التي يتيحها وقف إطلاق النار لتكثيف جهود تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية، ولإحلال سلام دائم وفق القرار 2720.وقالت واشنطن إنها تخطط لإتاحة الوقت للمفاوضات الخاصة بمشروع القرار ولن تتعجل في التصويت عليه.
ويحتاج مشروع القرار إلى تأييد 9 دول على الأقل لإقراره، فضلا عن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
من جهتها، قالت وكالة "رويترز" إنّ النسخة التي عرضتها واشنطن لأول مرة قبل أسبوعين كانت تدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن مشروع القرار المعدل المعروض حاليا على مجلس الأمن يعكس تصريحات أدلت بها كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي.
وأضافت الوكالة أن الإدارة الأمريكية تريد ربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، الذين تقدر إسرائيل عددهم بنحو 130.وعرضت الولايات المتحدة مشروع القرار المعدل في مجلس الأمن، في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقترح وقف إطلاق النار بات بيد حركة المقاومة الإسلامية ماس الآن بعد أن وافق الإسرائيليون على مقترح وصفه بالمعقول.
وتوقع بايدن أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان.كما قالت الخارجية الأمريكية أمس إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة والتغلب على العقبات أمر ممكن.وفي السياق ذاته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن إسرائيل تفاوضت "بحسن نية" من أجل التوصل لاتفاق، داعيا حركة حماس إلى قبوله.وحتى الآن ترفض واشنطن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتقول إن ذلك يخدم مصلحة حماس.
ويرى متابعون للشأن الدولي أن ''الفيتو'' الأمريكي السابق في مجلس الأمن ورغم انه كان متوقعا وضع واشنطن اليوم أمام ضغط دولي غير مسبوق ، إذ يزيد من عزلة أمريكا على المستوى السياسي العالمي مع العلم أن دعم بايدن لإسرائيل يواجه رفضا داخليا واستنكارا على المستوى الدولي بحكم أن واشنطن تخطت منذ سنوات – وفق كثير من الآراء- دورها كعرّاب لعمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما يرى متابعون للشأن الدولي أنّ سياسة الرئيس الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية كرست في البداية انحيازا صريحا لصالح "إسرائيل" بعيدا عن الإجماع الدولي المتوافق حول ضرورة وقف الحرب التي تشنها إسرائيل حاليا في قطاع غزة ، إلاّ أن سياسة الإدارة البيضاوية شهدت متغيرات تدل على وجود خلافات بين الطرفين .

يشار إلى أن مجلس الأمن رفض سابقا مشروع قرار جزائري لوقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة، حق النقض (الفيتو) مرة أخرى ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.وأفشلت الولايات المتحدة مشروع القرار باستخدام "الفيتو"، فيما حظي مشروع القرار بتأييد 13 دولة وامتناع بريطانيا ومعارضة الولايات المتحدة.
مفاوضات الهدنة تتواصل
من جهة أخرى تدخل المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يومها الرابع في القاهرة وسط ضغوط لا سيما أميركية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان.في الأثناء تتواصل الضربات والقصف على الأرض في قطاع غزة حيث الوضع الإنساني يتفاقم يوما بعد يوما والمجاعة "وشيكة" بحسب الأمم المتحدة.
وأغرقت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر بين جيش الإحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، قطاع غزة في أزمة إنسانية حادة ولا سيما شماله الذي يصعب الوصول إليه وحيث بلغ الجوع "مستويات كارثية "بحسب برنامج الأغذية العالمي.وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أمس الأربعاء بسقوط "83 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال وبينهم رضع ونساء وكبار السنّ، جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين، ولايزال عشرات المفقودين تحت الأنقاض''.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن إحدى قوافله للمساعدات الإنسانية تعرضت للنهب من قبل "حشود يائسة" بعدما منع حاجز الجيش الإسرائيلي مرورها إلى شمال القطاع.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

 

تواصل القصف والضربات
ميدانيا اندلعت الحرب إثر هجوم نفّذته حركة حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد وفق وكالة فرانس براس بالاستناد إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتوعّدت إسرائيل حماس ب"القضاء" عليها بعد الهجوم، وبدأت قصفا مدمرا على قطاع غزة أتبع بعمليات برية ما تسبّب بمقتل 30631 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.وعلى الأرض، قال الاعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش الإسرائيلي شن "أكثر من 40 غارة جوية، مع استهداف منازل على ساكنيها في مدينة حمد، وبلدة بني سهيلة بخانيونس، ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا ،وحي تل الهوى بمدينة غزة".
وأشار إلى "قصف مدفعي على المغراقة وجحر الديك (قرية وادي غزة)، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء، وتدمير أكثر من 38 منزلا ومبنى بقطاع غزة".
وأفاد شهود عيان بحصول "اشتباكات عنيفة في غرب خان يونس وبلدة بني سهيلة والمغراقة والزيتون بغزة".
مزيد من المساعدات
وأمام تدهور الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة شدد الأميركيون لهجتهم في الأيام الأخيرة.وطالب بايدن إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات معتبرا أن "لا أعذار" لدى إسرائيل في مواصلتها منع دخول شاحنات المساعدات المتوقفة عند الحدود مع مصر.
وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة "شبه حتمية" تهدّد 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هو عدد سكان القطاع، بينما المساعدات التي تدخل شحيحة جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة.
والوضع حرج خصوصا في شمال قطاع غزة حيث يعيق الدمار الواسع اللاحق به والقتال المستمر، وصول المساعدات.وقال برنامج الأغذية العالمي إن قافلة له تضم 14 شاحنة كانت تنتظر عند حاجز وادي غزة في جنوب شرق قطاع غزة لمدة ثلاث ساعات قبل أن يمنعها الجيش الإسرائيلي من مواصلة طريقها.
وأضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه بعد قرار الجيش الإسرائيلي منع مرور المساعدات، أوقفت القافلة "من جانب حشود كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا المواد الغذائية" وقد استحوذوا على حوالي 200 طن من المواد الغذائية.

وكانت هذه أول محاولة للبرنامج لإدخال قافلة مساعدات إلى شمال قطاع غزة بعدما علق توزيع المساعدات في شمال قطاع غزة في 20 فيفري إثر تعرض قافلة تابعة له للنهب وإطلاق نار.
وفي 29 فيفري أدى تدافع ترافق مع إطلاق نار إسرائيلي خلال توزيع مساعدات إلى مقتل العشرات في هذه المدينة.وأعلن الجيش الأردني أن ثماني طائرات عسكرية هي ثلاث أردنية وثلاث أمريكية وواحدة فرنسية وأخرى مصرية ألقت مساعدات في قطاع غزة في أكبر عملية من هذا النوع منذ بدء الحرب.وحضّت الأمم المتحدة العالم على "إغراق" غزة بالمساعدات لإنقاذ الأطفال "الذين بدأوا يتضورون جوعا" في منطقة انهار فيها النظام الصحي.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة، متسببًا بأكبر أزمة إنسانية في الأراضي المحتلة منذ عقود، غير مكترث بالمطالب الدولية المنادية بضرورة وقف آلة الحرب التي تركت وراءها عشرات الآلاف من الضحايا، فضلا عن دمار غير مسبوق في جميع مناحي حياة أهالي القطاع.
موقف حماس
من جهته قال أسامة حمدان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مسار المباحثات مع إسرائيل للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة “لن نسمح بأن يكون مفتوحا بلا أفق” في وقت يجهد فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال قبل بداية شهر رمضان.
وأكد حمدان خلال مؤتمر صحافي في بيروت “لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا” مشددا على أن “ما فشل العدو في تحقيقه في ميدان القتال، لن يحققه على طاولة المفاوضات”.
وأوضح حمدان، أن عملية تبادل للمحتجزين والأسرى لا يمكن أن يحدث إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار.وتحدث القيادي في حماس، موجها حديثه للرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية أن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح أهم من إرسال المساعدات إلى غزة. وقال حمدان: “إن العدو لا يزال يمارس نفس أساليب المماطلة في التعامل مع مبادرات وقف العدوان”.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115