Print this page

كان عند 40 مليون لتر في فترات سابقة: تدحرج لافت للمخزون الاستراتيجي لمادة الحليب إلى 5 مليون لتر مع نهاية جانفي 2024...

بضعة أسابيع تفصلنا عن شهر رمضان ولايزال نسق إنتاج مادة الحليب متعثرا

مما إنعكس سلبا على مستوى المخزون الاستراتيجي الذي هبط إلى أدنى مستوياته ،حيث كشفت معطيات صدرت حديثا عن المرصد الوطني للفلاحة عن تدحرج مخزون الحليب المعقم بتاريخ 23 جانفي 2024 حوالي 4.7 مليون لتر وهو ما لايضاهي المخزون الفني.

يشهد المخزون الاستراتيجي لمادة الحليب تراجعا مستمرا بفعل تقلص عدد القطيع و هبوط متوسط المردودية الفردية،ويعد الهبوط المسجل الثاني بعد المستوى المسجل خلال سنة 2022 والتي هبط إلى مستوى 7.2 مليون لتر مقابل 32 مليون لتر في 2021 و 39 مليون لتر في 2020 خلال فصل الشتاء أما عن باقي الفترات من السنة فإن مستوى المخزون يصل إلى 50 مليون لتر ويتزامن النقص المسجل خلال هذه الفترة مع إقتراب شهر رمضان الذي يتسم بإرتفاع نسق استهلاك مادة الحليب ومشتقاته مع العلم ان نسق التزود قد شهد تحسنا خلال الفترة الأخيرة بعد أشهر من الاضطراب ،ويرى أهل القطاع أن عودة النسق الطبيعي للإنتاج ستكون مع نهاية الشهر الحالي وهو مايمكن أن يخفف من تداعيات هبوط المخزون.
وتبين معطيات المرصد الوطني للفلاحة تراجع الإنتاج الوطني من الألبان إلى حوالي 1330 مليون لتر بعد تقلص القطيع ب9% وتراجع متوسط المردوية الفردية ب3% تبعا لما تميزت به الفترة الصيفية لسنة 2022 بتراكم العوامل الداخلية والخاريجية التي أفضت إلى إرتفاع كلفة الإنتاج إلى مستويات قياسية ،أماعن سنة 2023، فإن تراجع مردود الزراعات العلفية يلعب الدور الأبرز في تراجع إنتاج الحليب المقدر مبدئيا بحوالي 8% مقارنة بسنة 2022.
ولفتت وزارة الفلاحة إلى إمكانية وجود خطر صحي خاصة بعد تزايد مظاهر الغش و قبول حليب غير مطابق للمواصفات التونسية مما أدى إلى تسجيل اضطرابات في تزودي السوق بمادة الحليب المعقم المدعم.
وفي مايتعلق بالتجميع ،فقد تراجعت الكميات المجمعة للسنة الثالثة على التوالي و قد قدر التراجع إلى غاية شهر ديسمبر 2023 بنسبة 3.4% مقارنة بالفترة ذاتها 2022و 8% مقارنة بالفترة ذاتها من 2021.
لا تعد الأزمة التي تعيشها منظومة الألبان حديثة العهد إذ تعود الى سنوات ماضية تم التحذير فيها من انهيار المنظومة نتيجة سياسة الدولة تجاهها وعدم ايلائها الاهتمام لضمان ديمومتها وتعد منظومة الألبان في السنوات الماضية من انجح المنظومات حيث كانت تونس تحقق اكتفاءها الذاتي من الحليب الا ان الالتجاء الى التوريد في مناسبات عديدة أثار الشكوك حول قدرتها وصمودها امام هذه الخطوات التي يعتبرها المنتجون غير محسوبة.
وتعد كلفة الإنتاج وارتفاعها المتواصل ابرز العوامل التي تدفع نحو ضعف منظومة الألبان في تونس ذلك أن حلقة الإنتاج تمر منذ 2020 بوضعية خطيرة حذر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من انهيارها يل حذر من انهيار كامل لجميع حلقات المنظومة إنتاجا وتجميعا وتصنيعا، وترجع أسباب هذه الوضعية الحرجة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج الناتجة عن ارتفاع تكلفة الأعلاف بجميع أنواعها مقابل البيع بأسعار عند الانتاج لا تغطي التكاليف .

المشاركة في هذا المقال