قرار مهزوز ويد مرتعشة… الاتحاد الأوروبي ينقلب على "إسرائيل"

يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حالة تخبّط وهستيريا وهذيان!

فأين يمكن أن تأخذه حالة كهذه؟ في سياق الإجابة على هذا التساؤل إن سياسة إسرائيل العدوانية على جميع الجبهات ربما يؤدي، كما هو متوقع، إلى اشتعال حرب عسكرية إقليمية كبرى ضد الكيان الصهيوني وتشكيل تحالفات جديدة مناهضة له، ولا يقتصر قلق إسرائيل على ما تقدم من تطورات وتغيرات في المنطقة، وإنما يزيده تنامي القوة الصاروخية للمقاومة، وتحديداً تلك الموجهة إلى تل أبيب والتي قد تودي بإسرائيل إلى الزوال.

لذلك فإن الاحتلال يقف الآن أمام مقاومة صلبة وعنيدة كونها تملك الخطط العسكرية الحديثة والمتطورة التي ستمكنها من إلحاق ضربة قاسية بإسرائيل، ومن جهتها تدرك إسرائيل إن المواجهة مع محور المقاومة غير بعيدة، وإنها لا تستطيع الصمود في حرب طويلة لإفتقادها للعمق الاستراتيجي، وهي لذلك تحشد الرأي العام العالمي وتقوم بالمناورات العسكرية لمواجهة هذه الاحتمالات وتركز من جهة أخرى على تنبيه المجتمع الدولي لخطورة استمرار محور المقاومة في المنطقة.
وعلى الطرف الأخر أصبحنا نسمع أصواتاً من داخل أوروبا تعبر بكل صراحة عن مدى الاعتراف والشعور بالإحباط وخيبة الأمل من الفشل الذريع الذي ترتكبه إسرائيل من خلال استراتيجيتها في غزة، إذ فقدت الكثير من الخيوط وقدمت خسائر فادحة لم تكن في حساباتها، بالمقابل بدأ الدعم الإقليمي والدولي المطلق لإسرائيل بالانخفاض والتآكل، نتيجة مواصلة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة و ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل التي لا يمكن إخفائها عن الرأي العام.
في وقت قريب كان الاتحاد الأوروبي يتدخل بعمق في مفردات الصراع في فلسطين وكان من أكبر الداعمين لإسرائيل في حربها على غزة فيما أسماه ” حقها في الدفاع عن نفسها أمام هجمات حركات المقاومة الفلسطينية”، واليوم أصبح الحديث يدور عن تصحيح الاتحاد الأوروبي لمواقفه السابقة، حيث بدأ يميل إلى الاعتراف بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه، بعد التحول الكبير في التعاطي السياسي مع الحرب على غزة، فالصحوة الخجولة لبعض المسؤولين الغربيين والأوروبيين وتغيير تفكيرهم إزاء ما تمر به غزة يظهر بما لا يدع مجالاً للشك صحة استراتيجيات غزة ومقاومتها دفاعاً عن قناعات شعبها وقد تمثل ذلك من خلال دعوة إسرائيل إلى التوقف عن قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمر الذي شكل العامل الرئيسي بمراجعة شاملة لسياسات بعض الدول الأوروبية حول تعاطيها مع الحرب في غزة.
في هذا السياق أعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق من السياسات الإسرائيلية التي تؤدي لتهجير السكان الفلسطينيين قسراً، محذراً في الوقت ذاته من تداعيات عنف المستعمرين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وأكد دعمه لعمل محكمة العدل الدولية، مشدداً على أهمية طرح مبادرة أوروبية جديدة، تهدف لاستئناف المسار السياسي.
وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب أنه يواجه الكثير من الضغوط الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الإخفاقات المتتالية التي منيت بها السياسة الإسرائيلية المكلفة تجاه غزة، فضلاً عما يجري ميدانياً ولا سيما الانتصارات الكبيرة والسريعة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية، هذه العوامل والحسابات مجتمعة تشير إلى أنه من المنطقي والبديهي أن يراجع الاتحاد الأوروبي سياسته في غزة، لأنّ الحرب على غزة باتت استنزافاً دون نتيجة وليس ثمة جدوى منها
بالتالي إن قرار الاتحاد الأوروبي بشأن غزة يعتبر إنجازاً للشعب الفلسطيني وإنتصاراً لضحاياه الذين سقطوا نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي إرتكبها وما يزال منذ إنشاء كيانه على أرض فلسطين، كما يعتبر خطوة أولى من قِبل المجتمع الدولي لعزل الكيان الصهيوني الغاصب، ورفع الحصانة والغطاء عن جرائمه ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي نفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
من هنا أود التأكيد على أن غزة لهذه الأسباب ستظل رقماً صعباً يفرض على الآخرين طبيعة الاهتمام بها ووضعها في حساباتهم السياسية، وإذا ما وقفنا أمام ما يحدث اليوم في الساحة الفلسطينية من صراع وتعاطي بعض الدول لفرض أجندات مكشوفة لتحديد مساراتها، سنجد أن تلك التدخلات لا يمكن أن تحصد سوى الخيبة والهزيمة، لأن غزة اليوم غير غزة الأمس من خلال صمود أبنائها وهذا ما ستثبته الأيام والحقائق والوقائع القادمة، لان غزة قهرت الأعداء عبر تاريخها، وستظل الرقم الصعب والعصي على أن ينال منه الآخرون.
وأختم مقالي بالقول، لقد أغلق رجال المقاومة الفلسطينية الأبواب بإحكام … وأبقوا على فتحات إستنزاف الكيان الصهيوني الإرهابي وحلفاؤه، ليقع في الفخ الذي نصب لهم في غزة، في إطار ذلك إن نصر غزة على الإرهاب سينعكس إيجاباً على المسرح الإقليمي والدولي، بالتالي فإن إسرائيل التي أدارت الصراع في غزة خسرت رهانها من إعادة خلط الأوراق وإحداث فوضى عسى أن تتمكن من إسقاط المقاومة أو غير ذلك، ولكن كل هذه الأوهام تلاشت وإنهارت لأن أبناء الشعب الفلسطيني على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً لمقاومة إسرائيل وطردها من أرض فلسطين الغالية على قلوب جميع السوريين.

المشاركة في هذا المقال

تعليق1

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115