حرب غزة في يومها الـ 102.. .. الحصيلة تتجاوز 24 ألف شهيد "جبهة" البحر الأحمر تشتعل ...فهل تنجح المبادرة الصينية للتهدئة ؟

تدخل الحرب الدامية التي تشنّها قوّات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة يومها الـ102 ،

وسط دعوات دولية آخرها الصادرة عن الصين بضرورة عقد مؤتمر سلام واسع النطاق بشأن الحرب في غزة ولوقف العدوان الصهيوني المستمر منذ الـ7 من أكتوبر المنقضي. استمرار التصعيد داخل القطاع المحتل يتزامن مع تصعيد خارجي سواء في جبهة لبنان الجنوبية او في اليمن الذي يتعرض لضربات أمريكية بريطانية استهدفت جماعة الحوثي ممّا يهدّد بمزيد تفجّر الأوضاع وتوسع رقعة الحرب . وفي الوقت نفسه فان حمام الدم لا يتوقف واقترب عدد ضحايا العدوان من 24 ألف شخص قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي وأكثر 60 ألفا وفق وزارة الصحة في غزة .

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد شنتا الضربات فجر الجمعة ويوم أمس الإثنين، بدعوى ردع هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، والتي لها علاقة بإسرائيل ردّا على الحرب الدامية التي تشنها في قطاع غزة.وقال الجيش الأمريكي إن مقاتلاته أسقطت أمس صاروخ ''كروز'' مضادا للسفن أطلق من مناطق الحوثيين في اليمن باتجاه مدمرة أمريكية في جنوب البحر الأحمر.
وتهدف التحركات الحوثية الداعمة للمقاومة في فلسطين الى الضغط على ورقة " الملاحة الدولية " للضغط على إسرائيل من وجهة نظر الحوثيين مما يشكل تهديدا مباشر للمصالح الامريكية والبريطانية في المنطقة.
وفي خضم هذا المشهد يبدو ان هناك دورا متصاعدا للصين من خلال المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الصيني خلال زيارته للمنطقة والتي شملت تونس امس وعبّر خلالها عن المبادرة الصينية بشأن عقد مؤتمر للسلام بشأن غزة. فقد دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في تصريحات أدلى بها أمس الأول في مصر، إلى "صياغة جدول زمني محدد وخريطة طريق لتنفيذ ’حل الدولتين’ ودعم الاستئناف الفوري لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية". ومن المتوقع ان تلقى مبادرة الصين تفاعلا مع الفاعلين الإقليميين خاصة ان بكين تراهن على دبلوماسيتها الناعمة لكسب رهان ثقة الأطراف المحللين وتنويع الشراكات التي تهدف الى دعم الاستقرار وهي أيضا ليس لها ارث استعماري في المنطقة بعكس القوى الأخرى. .
''وحدة الساحات''
في نفس السياق قال الكاتب السوري د. خيام الزعبي لـ''المغرب'' أنّ ''المشهد اليمني عاد إلى الواجهة من جديد، خاصة بعد أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات عسكرية ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن رداً على هجمات الحركة على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية مروراً في البحر الأحمر، وهو ما يمثل توسعاً إقليمياً للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ عدة أشهر''
وتابع ''تعهدت حركة أنصار الله اليمنية المتحالفة مع إيران بالرد على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة، بذلك ستشعل هذه الهجمات الغربية حربا إقليمية كبرى بعد أن نفذت فصائل المقاومة هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسورية، في وقت واصل الحرس الثوري التحشيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة، إعلامياً وعسكرياً'' وفق تعبيره .
وأكد الكاتب السوري ''في الوقت نفسه، بدأت ترتفع وتيرة تفاعل حركات المقاومة “العراقية والسورية واللبنانية مع الحدث معلنة أن “كل القواعد الأمريكية في العراق وسورية باتت هدفاً مشروعاً” لها، وبالفعل استهدفت “المقاومة الإسلامية ” قاعدة “عين الأسد” الجوية الأمريكية في محافظة الأنبار و قاعدة “حرير” الجوية بإقليم كردستان، كما استهدفت قاعدتي الاحتلال الأميركي في حقل العمر النفطي في سوريا'' . وأشار إلى أنه ''في ظل ما يحدث الآن ، فصائل المقاومة بصدد تشكيل ما يسمى بغرفة عمليات مشتركة مع المقاومة الفلسطينية نفسها وهذه الغرفة تضم 3 دول هي إيران ولبنان وسوريا والتي تعمل على تعزيز و تفعيل خيار “وحدة الساحات” لاسيما مع طول أمد العدوان الإسرائيلي، وهذا يعنى تفعيلاً لمحور المقاومة والممانعة، ومؤشر إلى تزايد رقعة الصراع الإقليمي، وأن دولاً مثل إيران والعراق ولبنان وسورية ليست ببعيدة عن هذا الصراع''.
وتابع ''مع ملاحظة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني في معرض إجابته عن تساؤلات بشأن “ساعة الصفر” التي ستقوم فيها المقاومة بالرد على أفعال الولايات المتحدة وإسرائيل ، قال إن حالة التنسيق بين الفصائل في أكمل صورها، وأن كافة السيناريوهات والاحتمالات بشأن تفاعلها مع الكيان الإسرائيلي محسوبة بدقة، وأن الرد على الاحتلال سيكون قوياً وسيغير ليس فقط من خريطة الأراضي المحتلة، ولكن أيضاً من قواعد التفاعل الإقليمي ككل.هكذا تبدو المهمة الأمريكية في الإقليم عسيرة، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، وحتى مع استخدامها للضربات العسكرية ودعمها لإسرائيل المتطرفة كورقة ضغط، فإنها ليست لصالحها لأن لا أحد يملك كيفية امتداد هذه الحرب وتأثيراتها ونتائجها، وإن المنطقة برمتها ستدفع ضريبة هذا الصراع والذي سيرسم طبيعة العلاقات في الشرق الأوسط في المرحلة القادمة '' على حد قوله.
وأكد ''بالتأكيد إن أمريكا بارتكاب حماقتها باستهداف المقاومة تكون قد فتحت جبهة مباشرة مع محور المقاومة، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك، كما جاء في بيان الجيش اليمني، الذي أكد أن العدو الأمريكي يتحمل تبعات هذه الجريمة وتداعياتها، وأن تحركات الأمريكي العسكرية في البحرِ الأحمرِ لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من تأدية واجبِه دعماً لفلسطين وغزة.ويبقى أمام واشنطن وحلفائها فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابي يتمثل في إمكانية تغيير سياستها في المنطقة من خلال اجبار الصهاينة على ايقاف الحرب على غزة، خاصة بعد فشل استراتيجيتها التي اتبعتها لإسقاط غزة، وهي لم تحقق ما كانت أمريكا وإسرائيل وغيرهما تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على إسقاطها بفضل شجاعة وسمود رجال المقاومة الفلسطينية''
وختم محدثنا ''يمكن القول إن عملية "طوفان الأقصى" ألقت بتبعات كبيرة على فصائل المقاومة في كل من العراق ولبنان وسوريا وايران باعتبارها جزءاً من محور المقاومة والممانعة، وأن استهداف الولايات المتحدة الأخير لحركة المقاومة اليمنية فتحت المجال أمام تلك الفصائل للقيام بعمليات استهداف عسكري للقواعد والمصالح الأمريكية في كل من العراق وسوريا كرد على الدعم اللامحدود الذى تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل الإرهابية''.
وفي أحدث تطورات الأعمال القتالية في غزة، ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) التابعة لحماس أمس الاثنين أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت خان يونس في الجزء الجنوبي من القطاع.ويقول جيش الإحتلال الإسرائيلي إنه انتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز على الطرف الجنوبي من غزة حيث يعيش حوالي مليوني شخص الآن في خيام وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة بعد أن ركزت المرحلة الأولية على تطهير الطرف الشمالي من القطاع لا سيما مدينة غزة.ويتجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار .
وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يدور تبادل مستمر وبوتيرة محدودة لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله ، قال جيش الإحتلال الإسرائيلي إنه قتل أربعة مسلحين كانوا يحاولون عبور الحدود.

ومن جهتها دعت ثلاث منظمات رئيسية تابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، إلى إيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل "أسرع وأكثر أمانا".وفي بيان مشترك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إنه "مع تزايد خطر المجاعة، وتعرض المزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة، هناك حاجة ماسة لخطوة تغيير أساسية في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وحذرت المنظمات الأممية من "نقص شديد" في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية في شمال القطاع، وفق البيان.
وقالت إن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية "تمكنت حتى الآن من تقديم مساعدات إنسانية محدودة" إلى القطاع.وبحسب البيان، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن "الناس في غزة يواجهون خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من شاحنات مملوءة بالأغذية".وأضافت: "كل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر" وفق مانشرته ''الأناضول''.
وأوضحت ماكين أنه "يمكننا أن نبقي المجاعة بعيدة، إذا تمكنا من إيصال الإمدادات الكافية وتوفير وصول آمن إلى جميع المحتاجين أينما كانوا".وجددت المنظمات الأممية الدعوة إلى "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، لتمكين عملياتها الإنسانية من العمل، وفق البيان.ويعاني نحو 800 ألف فلسطيني يتواجدون في مدينة غزة ومحافظة شمالي القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه بسبب منع القوات الإسرائيلية وصول المساعدات إلى هذه المناطق.كما كشف تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، في نوفمبر الماضي، أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاما، جعل 80 بالمائة من سكانه يعتمدون على المساعدات الدولية.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115