الكاتب العراقي مثنى العبيدي لـ«المغرب»: «انفصال كردستان سيحفّز النزعة الانفصاليّة في العالـم ما يعني المزيد من الفوضى»

قال الكاتب العراقي مثنى العبيدي في حوار لـ«المغرب» انّ إثارة مسألة الانفصال في كردستان سيحفّز النزعة الانفصاليّة لدى أقليّات أخرى ما يعني المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة . وأضاف العبيدي أنّ استفتاء انفصال كردستان سيفتح الباب البابا امام التدخّل الخارجي في شؤون دول المنطقة ما يزيد الامر تعقيداً واضطراباً .

• أولا لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد الراهن في العراق وتداعيات استفتاء انفصال اقليم كردستان ؟
تشهد الساحة العراقية تطورات وأحداثا متعددة ومعقدة بنفس الوقت ، سياسياً هناك ترقب واستعدادات لاستقبال الانتخابات المحلية والوطنية وبدأ الاعلان عن تشكل احزاب سياسية مختلفة من جهة وانشقاقات في الاحزاب التقليدية من جهة اخرى يضاف اليها تأزم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ، وامنياً يشهد العراق المراحل الاخيرة من الحرب على «داعش» الارهابي بعد تحرير اغلب الاراضي والمناطق التي استولى عليها هذا التنظيم في مرحلة ما بعد 10 جوان 2014 بعد اعلان عمليات تحرير الحويجة ، اما اقتصادياً فيمر العراق بأزمة مالية نتيجة انخفاض اسعار النفط وارتفاع تكلفة الحرب على الارهاب. في خضم هذه الاحداث والتطورات جاء استفتاء اقليم كردستان حول الانفصال عن العراق يوم 25 سبتمبر المنصرم الامر الذي يخشى تأثيره على الجهود العراقية في مجال مكافحة الارهاب وما تحتاجه المرحلة التي تعقب اعادة السيطرة الكاملة على الاراضي العراقية من جهود كبيرة من اجل اعادة اعمار المناطق المحررة وتأمين عودة السكان اليها ، ناهيك عن وجود تداعيات اخرى اقتصادية وامنية واجتماعية بدأت تظهر في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم .

• كيف ترون الخطوات التي يتخذها العراق وتركيا لإثناء كردستان عن المضي قدما في تطبيق نتائج استفتاء الانفصال ؟
تبحث الحكومة العراقية عن مختلف الاجراءات الكفيلة بمنع انفصال الاقليم بقرار انفرادي ومخالف للدستور العراقي لما لهذا الامر من تهديد لوحدة وسيادة وامن العراق وما يمكن ان يتسبب به من تداعيات وربما مشاكل كبيرة من الافضل تلافيها لا الوقوع بها ، بما في ذلك تنسيق العراق مع الدول الاقليمية المعنية بالأمر وهي ايران وتركيا لتوحيد المواقف والإجراءات ازاء الموضوع.

• وهل برأيكم هذه العزلة الاقتصادية التي تحاول بغداد وأنقرة فرضها على اربيل هي الحل؟
الحل لا يكمن في تبني اجراءات اقتصادية بالتنسيق مع هذا الطرف او ذاك بقدر ما يكمن في جزء اساسي منه في عودة الاطراف المختلفة والقوى السياسية في المركز او الاقليم الى طاولة الحوار وتسوية الخلافات بين هذه الاطراف والابتعاد قدر الامكان عن التأثيرات الخارجية ، كما يتطلب الامر عدم التشدد في المواقف والنظر الى مصلحة العراق اولاً وأهمية الحفاظ على وحدته وتغليب هذه المصلحة على المصالح الحزبية والشخصية التي كانت احد اسباب تبني خيار الاستفتاء .

• كيف ترون تأثير الانفصال على واقع المنطقة المضطرب وكيف ترون تداعياته المستقبلية على الشرق الاوسط ؟
تعاني المنطقة من مشاكل وازمات جمة امنية وسياسية واقتصادية ربما تشهدها دول برمتها او تعاني دول اخرى من بعضها ، ومن هنا فإن اثارة مجموعة سكانية معينة او قومية ما في احدى دول المنطقة وبشكل خاص فيما لو كان لها امتدادات في الدول الاخرى لمسألة الانفصال من البديهي ان يحفز النزعة الانفصالية عندهم ما يعني المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة . كما سيفتح ذلك الباب للتدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة ما يزيد الامر تعقيداً واضطراباً .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115