بعد انعقاد مجلسه الوطني أول أمس لم يستحسن مسألة الانصهار وابتعد عن فكرة تكوين حزب موحد، وسط تكتمه عن فحوى هذا المجلس وعدم إصداره لبيان في الغرض إلى حدّ كتابة هذه الأسطر.
الحزب السياسي الموحد، إن كتب له أن يولد بسبب حالة المخاض التي يعرفها من حين إلى آخر، سيجمع فقط حزبي التكتل والتحالف الديمقراطي إلى جانب عدد من المستقلين، دون التيار الديمقراطي الذي أعرب عن تخوفه من خوض مغامرة الانصهار والتحالف مع أحزاب فقدت تموقعها السياسي في البلاد بسبب خسارتها في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
عدم المغامرة والنجاح غير مؤكد
قرر حزب التيار الديمقراطي إيقاف المشاورات فيما يتعلق بالاندماج مع حزبي التكتل والتحالف الديمقراطي في حزب موحد وترجع مصادر من التيار لـ»المغرب» أن السبب هو عدم جاهزية الحزب الآن للاندماج في هذا التحالف فضلا عن تخوف أعضاء المجلس الوطني من المجهول ومستقبل هذا التحالف وأنه من الأفضل عدم المغامرة لأن النجاح غير مؤكد وأن أعضاء المجالس الوطنية للأحزاب لا تعرف بعضها جيدا وبالتالي تقرر انه من الأفضل إعطاء مزيد من الوقت مع المحافظة على العلاقات الطيبة بين الأحزاب والقيام بالأنشطة المشتركة لمدّ جسور التواصل والثقة لفترة من الزمن قد تصل إلى سنة أخرى لأخذ القرار النهائي.
وعن وجود أسباب أخرى وراء ابتعاد التيار عن فكرة التحالف على غرار مسألة قيادة هذا الحزب أو التحالف الجديد أو الاسم، قالت المصادر ذاتها إن هذه المسالة تم تجاوزها منذ الأيام الأولى للمشاورات وتم الاتفاق على أن يتولى شخصية أخرى قيادة هذا التحالف إلى غاية تنظيم المؤتمر وهو العياشي الهمامي .وفي ما يخص التحالف الديمقراطي والتكتل فإن الحزبين سيواصلان مسألة الاندماج وفق ذات المصادر، وتجدر الإشارة إلى أن التيار الديمقراطي يعكف حاليا على التحضير لمؤتمره الوطني نهاية الشهر الجاري، وقد بلغ عدد الترشحات للأمانة العامة التي تغلق في 18 من الشهر الجاري 3 ترشحات علما وان الأمين العام الحالي للحزب محمد عبو أعلن منذ مدة انه لن يترشح لهذا المنصب وذلك في إطار التداول على المسؤوليات وتقديم رؤية جديدة للحزب إلا أن ذلك لا يمنع من الترشح إلى خطط أخرى في المكتب التنفيذي أو غيره.
موقف غير واضح
من جهة أخرى، أفادت مصادر من حزب التكتل لـ»المغرب» أن التكتل والتحالف ينتظران الموقف النهائي لحزب التيار، مشيرة إلى أن موقف هذا الأخير بخصوص مسألة الاندماج مازال غير واضح ورغم عقده لمجلسه الوطني فإنه لم يعلن عن أي قرار ولم يعط الضوء الأخضر أسوة بالتكتل والتحالف لتكوين الحزب الجديد ويبدو أن التيار قد ابتعد عن الفكرة والعديد من المؤشرات تدل على ذلك منها تبريره بأن المؤتمر الوطني للحزب هو سيد الموقف والقرار سيتم اتخاذه فيه والغموض الذي يحوم حول اجتماع مجلسه الوطني إلى جانب عدم مشاركته الاجتماع الذي تمّ عقده مؤخرا والذي ضمّ حزبي التكتل والتحالف إلى جانب مجموعة من المستقلين وتمّ إصدار بيان مشترك حمل فقط توقيع الحزبين المشاركين وسط غياب إمضاء التيار.
ووفق هذه المصادر فإنه في صورة انسحاب التيار، فإن المشاورات ستتواصل بين التكتل والتحالف ومجموعة من المستقلين للمّ شمل العائلة الديمقراطية الاجتماعية أضف إلى ذلك هناك تقارب وتشابه كبير بين الحزبين على مستوى التوجهات والانطباعات والمواقف والمبادئ أكثر منه مع التيار، وسيعمل الحزبان على إنجاح هذا التحالف الجديد.