اصدارات: حكايات شعبية من تونس لـ الناصر البقلوطي: الخرافة وما ترسخه في الأذهان من قيم

الحكايات الشعبية موروث ثقافي. فمن منا لم ينصت إلى جدته عندما كان صغيرا وهي تحكي له مساء حكاية من الحكايات الشعبية المتداولة في المجتمع..

حكايات تشد إليها الطفل وتهدف إلى ترسيخ قيم ومبادئ في ذهنه ..المرحوم عبد العزيز العروي كانت له أيضا حكايات يرويها لنا من خلال المذياع وقد صدرت مجمعة في كتاب تضمن ثلاثة مجلدات وفي الخليج العربي تم مؤخرا الشروع في إعادة نشرها حتى تكون بين أيدي القراء هناك.
تناول هذه المسالة مرده الإصدار الهام الذي تولت نشره دار الكتب الوطنية وهو بعنوان « حكايات شعبية من تونس» قام الأستاذ الناصر البقلوطي يجمعها والتقديم لها وعددها سبع وعشرون حكاية من عناوينها : الغول والطفلة اليتيمة /حبة الرمان / زوجات السلطان /العزوز والغولة /السلطان والطير/الغول والثلاث بنات/وغيرها من الحكايات وفي الكتاب أيضا مجموعة من الرسوم من ابتكار الفنان اسامة الطرودي بالإضافة إلى تصدير بقلم الدكتورة رجاء بن سلامة وتقديم أول بقلم الدكتور محمد حسين فنطر وتقديم ثان بقلم الأستاذ الناصر البقلوطي من بين ما جاء فيه قوله « في هذا الكتاب نقدم عددا من الحكايات الشعبية التي وقع جمعها في من مراجعها اعتمادا على التسجيل السمعي ثم النسخ في مدين صفاقس خاصة وفي ريفها وفي مدينة قابس وغيرهما وقد تم نقلها كما وردت على السنة رواتها بالعامية التونسية» فالحكاية الخرافية الشعبية خطاب شفوي يجمع بين بات ومتلق ويؤسس عند الجماعة المعنية تفكيرا ذاتيا ويجسد منظومة القيم التي تنظم علاقات أفرادها بعضهم ببعض ويعبر عن مشاعرهم ووجدانهم كذلك فإن الحكاية الخرافية كلام منظم له قواعد بنائية ترتب وحداته السردية ضمن بناء مضبوط ومحدد وهو يعتمد على السحر والخوارق كمحرك للأحداث والأفعال أما نهايات الحكايات الخرافية فهي أيضا ذات الدلالات رمزية عميقة ينتهي بعض منها لمحكم وأقوال مأثورة وبعضها الآخر بأمثال شعبية متداولة أو بعبارات تفاؤلية .وقدم الأستاذ الناصر البقلوطي نموذجا لبداية الحكاية وآخر لنهايتها .
من جانبه أشار الدكتور محمد حسين فنطر الى ان عالم الخرافة هو عالم عجائبي تتجلى فيه تجربة الإنسان في أزمنة مختلفة وفي الحكاية الشعبية نجد النماذج والعبر وتصورا لثروة والكسب والسعادة والبطولة فيها نجد عطفا جزيلا على المستضعفين ممن لاحظ لهم فيصارعون القدر ولا عتاد لهو سوى الإيمان فيستجيب لهم القدر .

أما الدكتورة رجاء بن سلامة المديرة العامة لدار الكتب الوطنية فقد جاء في تصديرها لهذا الكتاب «حكايات شعبية من تونس» ان لهذه الخرافات بعد تطهيري وعلاجي فهي تخلص سامعها أو قارئها –حتى وإن كان طفلا – من دواعي العنف وإيذاء الآخرين كذلك فإن هذه الخرافات خارج صورة الغل والغولة تقترب كثيرا من التعبير عن الواقع المعقد ..وتضيف في تصديرها لقد استهوتني غرابة هذه الخرافات فهي تختلف الى حد يعيد عن خرافات سمعتها وانا طفلة في منطقتي الساحل والعاصمة ولكن المهم هو ان في جمعها خدمة جليلة للثقافة وللذاكرة .
خلاصة القول ان هذا الإصدار للحكايات الشعبية وكذلك إصدار دار الكتب الوطنية لكتاب سلمى الجلاصي «أغاني التونسيات في بلدة الكنايس» يعكس اهتمام هذه المؤسسة الثقافية يجمع تراثنا الثقافي والمحافظة عليه .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115