Print this page

في مائدة مستديرة حضرها ثلة من الخبراء التغيرات المناخية وآليات مجابهتها على الصعيدين العالمي والعربي

نظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات  تونس

مائدة مستديرة بعنوان "التفاعل المجتمعي وبناء السياسات المستدامة" ضمن فعاليات "سيمنار مقاربات متعددة الاختصاصات: التغيّرات المناخية والعلوم الاجتماعية" وجمعت الجلسة ثلّة من الخبراء والباحثين من مجالات متعددة من أجل مقاربة شمولية للتغيّرات المناخية تربط بين العلوم الاجتماعية والاقتصادية.
أدار الجلسة الأستاذ جامعي والباحث في علوم المناخ زهير الحلاوي، ، الذي افتتح النقاش بالتأكيد على أنّ "ما تمت مناقشه اليوم هو كيفية النظر إلى تحدّي التغيّرات المناخية من زاوية العلوم الاجتماعية، وهو موضوع بات يحظى باهتمام عالمي وعربي متزايد، ليس فقط في الأوساط الأكاديمية، بل كذلك في الإعلام والاقتصاد والمجتمع".
وأضاف الحلاوي أنّ هذه المائدة تأتي في سياق الحلقة الرابعة من السيمنار، بعد ثلاث حلقات سابقة خُصّصت أولا للإطار النظري والتأسيسي لمفهوم التغيّرات المناخية من منظور العلوم الاجتماعية.ثانيا الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للظاهرة من خلال مقاربات علم النفس والاقتصاد الاجتماعي. ثالثا استراتيجيات المواجهة والتكيّف والتخفيف من آثار التغيّر المناخي على المجتمعات.
وأشار إلى أنّ الجلسة الحالية تهدف إلى تفكيك العلاقة بين المجتمع والتغيّرات المناخية وبحث كيفية بناء سياسات مستدامة تستجيب لحاجيات الراهن ولرهانات المستقبل معا.
الإعلام والتغيّرات المناخية: نحو رؤية إصلاحية
قدّمت أستاذة التعليم العال المختصّة في علم المناخ الجغرافي لطيفة هنية، ، مداخلة تناولت فيها دور الإعلام وكيف يمكن للاعلام أن ينظر للتغيرات المناخية وماهي الهنات التي يمكن أن تكون لدى الفعل الاعلامي . كما قدمت مقترحات اصلاح لنظرة وتفاعل الاعلام مع هذه مسألة التغيرات المناخية. وأشارت إلى أنّ الخطاب الإعلامي حول التغيّرات المناخية ما يزال يشكو من نقائص على مستوى الدقة العلمية والعمق التحليلي، ما يحدّ من قدرته على التأثير في السلوك المجتمعي وصنع القرار. وقدّمت هنية جملة من مقترحات الإصلاح لتحسين تفاعل الإعلام مع الملف المناخي.
كما تطرقت الاستاذة الما حفصي مختصة في علم النفس الى كيفية التفاعل المجتمعي بين السياسات المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية من منظور علم النفس الاجتماعي ، وكيف يمكن ان يفكك هذه الرابط بين المجتمع والتغيرات المناخية والغاية من ذلك هي بناء سياسات فاعلة ومستدامة.
اختتمت المائدة المستديرة بتأكيد المشرفين والمشاركين أنّ مواجهة التغيّرات المناخية تتطلب مقاربة متعددة الاختصاصات تجمع بين العلوم البيئية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، وأنّ إشراك المجتمع في صياغة السياسات يمثّل شرطا أساسيا لضمان فعاليتها واستدامتها.
وقد شكّلت هذه الجلسة فرصة لعرض رؤى متقاطعة حول كيفية بناء سياسات مستدامة عربية تتناسب مع خصوصيات المجتمعات المحلية وتستشرف مستقبل التحديات المناخية المتسارعة.

المشاركة في هذا المقال