Print this page

الكاتب والمحلل الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ" المغرب ": إسرائيل تريد غزة بلا إعمار وبلا سلاح وبلا سيادة أيضاً

أكد الكاتب والمحلل الفلسطيني مصطفى إبراهيم

ان إسرائيل ترفض الانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة لأنها تتطلب انسحاباً واسعاً من مناطق تفرض عليها سيطرة عسكرية تكاد تكون مطلقة. وأوضح انه بالنسبة لها، الانسحاب مخاطرة غير ضرورية، وتقويض لواقع تعتبره مثالياً ويتعلق باحتلال نصف القطاع بشكل مباشر فيما النصف الآخر غارق في دمار يمنع أي إعادة إعمار جدي.

وقال :"بهذا الواقع، تستطيع إسرائيل تمديد التجويع والحصار والاغتيالات المنخفضة الوتيرة بلا مقاومة سياسية أو عسكرية حقيقية."
اما عن خطة ترامب أجاب بالقول :"الحقيقة أن إسرائيل لا تريد خطة، بل تريد فراغاً سياسياً: وضعاً مجمّداً يتيح استمرار السيطرة من دون أن تُحاسَب أو تُجرّ نحو التزامات. فمرحلة الإعمار، أي إعمار ، تعني شروطاً، ورقابة، ونقاشاً حول مستقبل غزة. وإسرائيل تريد كل شيء إلا هذا المستقبل."
وعن مقترح القوات الدولية أجاب :" لا تتوقف المخاوف الإسرائيلية عند فكرة الانسحاب. فمجرد طرح "قوات دولية" يثير قلق المؤسسة العسكرية بشكل كبير لأنه يعني عيناً رقابية فوق الرأس، حدوداً على النار، وشركاء في الميدان لا يمكن إسكاتهم. ولذلك ترى إسرائيل أن أفضل طريقة لعرقلة هذا المشروع هي التصعيد المدروس: ضربات محسوبة ترفع كلفة المشاركة وتجعل الدول المرشحة تعيد النظر في التزاماتها." وتابع محدثنا :"إسرائيل تريد غزة مسرحاً مغلقاً، لا قوات دولية، ولا مراقبين، ولا شركاء. تريد حرية كاملة في القتل والتجريف والهدم، تحت غطاء سياسي أمريكي لا يخفي دعمه. تشير التقديرات إلى أن إدارة ترامب لا تجد سبباً للتدخل، طالما الهدوء النسبي مستمر، وما دامت إسرائيل تتحرك ضمن الحدود المقبولة. والأخطر أن واشنطن لا تعارض عمليات الاغتيال والضربات الموضعية، بل تراها جزءاً من الضغط الذي قد يسهّل التقدم السياسي."
وأضاف :"وسط هذا المشهد، يكشف دبلوماسيون أوروبيون عن توتر حاد داخل مركز التنسيق الدولي المدني الأمني في كريات غات، حيث يشكو الأوروبيون من أن إسرائيل تفرض فيتو على أي دور للسلطة الفلسطينية وتُجمّد الملفات الأساسية، فيما تُتخذ القرارات الحقيقية في واشنطن لا في الميدان."
واكد محدثنا ان الهدنة تتحول إلى غطاء، ووقف النار إلى مساحة قتل منخفض الإيقاع، والضغط السياسي إلى تفويض بعمليات تصفية."
وقال ان دولة الاحتلال تقدّر أن حماس، رغم محاولاتها ترميم ما أمكن، لا تريد كسر وقف إطلاق النار. فالهدوء بالنسبة للحركة هو نافذة البقاء الوحيدة، وفرصتها لإعادة بناء جزء من قوتها. كل خياراتها صعبة: عدم الرد يعزز استهدافها، الرد القوي يبرر حرباً جديدة، والرد الرمزي يثبت سقف ردودها المنخفض."
أما عن آفاق المشهد الراهن أجاب :" أخطر ما في المشهد أن إسرائيل تعتبر اللحظة الحالية مثالية، أي استمرار وقف إطلاق النار بلا إعمار، بلا رقابة دولية، ضعف الوسطاء، وتردد حماس. لذلك بدأت إسرائيل فعلياً بتحديث خططها العملياتية لنزع سلاح غزة بنفسها، مستندة إلى رفض حماس التخلي عن السلاح وتفويض أمريكي غير معلن للعمل العسكري المباشر، إضافة إلى تعثر القوة الدولية ورفضها لأي دور تركي".
وقال ان إسرائيل تبني قواعد المرحلة المقبلة وتقوم على غزة بلا مقاومة، بلا إعمار، وبلا أفق سياسي، بل مجرد مساحة ميتة تُدار بالاغتيالات، الجوع، والخوف."
وأشار الى ان القاهرة تتحرك لمحاولة كسر الجمود، وزيارة وفد حماس الأخيرة كانت محاولة للبحث عن مخارج. وأوضح ان كل هذه الجهود تصطدم بجدار صلب فإسرائيل لا تريد حلولاً أو ترتيبات أو تعهّدات، بل سياسة واحدة فقط، واضحة ومباشرة وهي استمرار السيطرة، وتفكيك القوة الفلسطينية، وبقاء غزة بلا إعمار، بلا سلاح، وبلا سيادة."

المشاركة في هذا المقال