Print this page

مقارنة بالأشهر السابقة تنامي مختلف أشكال العنف ...بيئي ، افتراضي ...

على غرار تصاعد نسب مختلف المؤشرات المتعلقة

بالوضع الاجتماعي كارتفاع معدل الاحتجاجات ، والحراك الاجتماعي بصفة عامة ، فان معدلات أحداث العنف ترتفع من شهر إلى اخر .

ارتبطت بعض "أحداث العنف" خلال شهر اكتوبر 2025 ، بالحراك الاحتجاجي البيئي، وبالأخص في ولاية قابس بسب الاستعمال المفرط للقوة تجاه المحتجين حيث اشار تقرير المرصد الاجتماعي التونسي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الى تواصل الانتهاكات البيئية في ولاية قابس وما وصفه " بالعنف البيئي"، الذي يتشابك في مجمله مع العنف المؤسساتي وغياب الخدمات الصحية، لتعيش الجهة يوميا وعلى امتداد شهرين حالات اختناق نتيجة التلوث الهوائي وفي ظل حالة من الانكار وعدم اكتراث الهياكل الرسمية، في المقابل جوبهت .هذه التحركات باستعمال مفرط للغاز المسيل للدموع من قبل قوات الامن التي تعمدت القاؤه داخل المنازل والفضاءات المغلقة ما يخلق تضاعف لوضع الاختناق.

هذه الاحداث التى عرفها شهر أكتوبر ، تعمقت اكثر خلال شهر نوفمبر وتتواصل خلال شهر ديسمبر والدليل على ذلك ما حدث امس من تسجيل حالات اختناق جديدة في صفوف التلاميذ في المدارس القريبة من المجمع الكيميائي بقابس ..

عموما وثق تقرير شهر أكتوبر للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية احداث عنف وسرقة وبراكاجات واعتداءات جنسية وتحرش واغتصاب وترهيب وهرسلة واحداث قتل بما فيها تقتيل النساء اين سجل الشهر نحو الخمس حالات، وعنف زوجي مع حضور واضح للعنف الرقمي الذي ما انفك يتجه نحو التوسع ويكون العنصر النساء هدفه الاساسي..

كما افاد ان العنف يحافظ على نفس ملامح التشدد والرغبة في التشفي ومن ذلك نرى انه يرتبط في أسبابه الدافعة، بالسرقة والترهيب والانتقام والتحرش والاعتداء الجنسي والهرسلة ولا يقتصر العنف على الفضاء العام والخاص فقط بل يشمل الفضاء الافتراضي والمؤسساتي والتربوي، ووسائل الإعلام والفضاءات السياحية والترفهية ووسائل النقل.

وغالبية مرتكبي أعمال العنف كانوا من الرجال، ومثلوا أكثر من 85% من المعتدين. في حين تم تسجيل نحو 13% من أعمال العنف في شكل مختلط، وارتكبت النساء أقل من 2% فقط من أحداث العنف المرصودة.

ويتخذ العنف الشكل الإجرامي في الجزء الاهم من الحالات الموثقة، ويكون هدفه الاعتداء او السرقة، وبدأ العنف في شكله البيئي يتخذ حجم اكبر مقارنة بالأشهر السابقة اين ارتبط باحتجاجات وتحركات اجتماعية تطالب ببيئة وحياة سليمة.

وسجل شهر اكتوبر بدوره حالات عنف في مراكز الإيقاف والسجون، اين شهد حالتا وفاة مسترابة أحدهما لمريض نفسيا تم رفض نقله لمستشفى الرازي، كما عرفت مراكز الإيقاف بقابس حالات تعذيب وسوء معاملة للموقوفين عاينها هيئة الدفاع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عند الزيارات التي قامت بها. هذا ويشمل العنف المسجل اعتداءات جنسية وعنف زوجي، وعنف في الفضاء الافتراضي عبر التشويه والتقليل من القيمة والتقزيم.

وتتوزع حالات العنف المرصودة على مختلف ولايات الجمهورية، وتنتشر في فضاءات مختلفة منها المسكن والسجون ووسائل النقل وفضاءات الترفيه والمؤسسات الاقتصادية.. مع هيمنة للشارع، باعتباره الفضاء الذي دارت فيه غالبية أعمال العنف المسجل...

المشاركة في هذا المقال