Print this page

نتنياهو في الأمم المتحدة: خطاب بلا مضمون سياسي وسط عزلة دولية متنامية

في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة،يوم الجمعة المنقضي

قدّم رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضًا دعائيًا بصريًا، خاليًا من أي مبادرة سياسية جديدة، في وقت تتعرض فيه إسرائيل لموجة متصاعدة من الانتقادات الدولية على خلفية استمرار الحرب في غزة.

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد اعتلى نتنياهو المنصة مزوّدًا بمجموعة من الأدوات الاستعراضية، أبرزها "باركود" مُثبت على طية سترته، يؤدي مسحه إلى موقع يعرض صورًا من هجوم 7 أكتوبر، يظهر فيها قتلى من المدنيين الإسرائيليين. وزعم أن هذه الصور تمثل السبب في استمرار القتال، محاولًا تقديم مبرر عاطفي للحرب، وسط تجاهل واضح لتبعاتها الإنسانية في قطاع غزة.
كما عرض نتنياهو خريطة وُضعت عليها إشارات "V" للدول التي وصفها بـ"أعداء إسرائيل المهزومين"، واستشهد بنتائج استبيان أمريكي لمحاولة الربط بين أعداء إسرائيل وأعداء الغرب، في خطوة اعتُبرت موجهة بالأساس للرأي العام الأمريكي والإدارة الأمريكية الحالية.

الرد داخل قاعة الجمعية العامة لم يكن في صالح نتنياهو؛ إذ انسحبت وفود عدد من الدول الإسلامية والأفريقية واللاتينية، احتجاجًا على مضمون الخطاب. وغابت وفود عربية وإسلامية بارزة، فيما انسحب الوفد الإسباني من القاعة، وتغيب الوفد الإيرلندي تمامًا. في المقابل، بقيت وفود معظم الدول الأوروبية، بالإضافة إلى ممثلي الإمارات والبحرين، في مقاعدهم.
الخطاب لم يخلُ من زلات لفظية، أبرزها خلط نتنياهو بين "إيران" و"إسرائيل"، وذكر "النمسا" بدلًا من "أستراليا"، قبل أن يصحح نفسه. وعلى الرغم من الطابع الاستعراضي، لم يحمل الخطاب أي جديد بخصوص مستقبل الحرب، أو إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أو وقف إطلاق نار. كما ألغى نتنياهو مؤتمره الصحفي مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، مؤجلًا تصريحاته إلى ما بعد لقائه المرتقب في واشنطن.
في ختام كلمته، هاجم نتنياهو الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مجددًا رفضه الصريح لحل الدولتين، رغم دعمه السابق له. كما أثار جدلًا واسعًا بمقارنة غير موفقة بين سياسات إسرائيل والنظام النازي، نافيًا ارتكاب بلاده لإبادة جماعية في غزة.

خطاب نتنياهو، الموجه داخليًا لجمهوره اليميني وخارجيًا للبيت الأبيض، جاء في وقت تتعمق فيه عزلة إسرائيل الدولية، دون أن يقدم أي رؤية حقيقية لإنهاء الحرب أو معالجة الكارثة الإنسانية في غزة.

بقلم: مصطفى إبراهيم

المشاركة في هذا المقال