Print this page

الكاتب والناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ"المغرب'' "هجوم الدوحة عزز قناعة حماس بأن كل مبادرة أمريكية ليست سوى فخ"

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى ابراهيم لـ"المغرب''

أنّ هجوم الدوحة قد يعزز قناعة الحركة بأن كل مبادرة أمريكية ليست سوى فخ. وأضاف أن نتنياهو نجح في رفع منسوب التوتر الإقليمي وزيادة عزلة "إسرائيل"، دون أن يواجه أي مساءلة أو عقاب دولي. وأكد ابراهيم أن ''ما يسمى “المفاوضات” ليس أكثر من أداة لتغطية الاغتيالات وإطالة أمد الحرب'' .

لو تقدمون لنا قراءة في تداعيات الاستهداف الصهيوني لقادة حركة حماس في قطر؟

هذه الضربة، مهما كانت نتائجها المباشرة، تحمل دلالات أبعد من مجرد استهداف تقني، فهي تكشف حدود الرهان الإسرائيلي على سياسة الاغتيالات، كما تفضح هشاشة الموقف الأمريكي في التغطية على حرب الإبادة. العملية لم تكن الأولى ضد قيادات حماس في الخارج، لكنها اكتسبت خصوصية من كونها استهدفت اجتماعاً قيادياً خُصص لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير بشأن صفقة الأسرى. هذا التوقيت دفع محللين للاعتقاد بأن الغارة لم تكن سوى محاولة لاستدراج الوفد المفاوض واغتياله، لا خطوة لفتح مسار سياسي جديد. ترامب نفسه تحدث عن “إنذار أخير” وجّهه لحماس، فيما كشفت القناة 12 وموقع “أكسيوس” أن المقترح الأمريكي لم يكن خطة لاختلال غزة كما يطمح نتنياهو وكاتس، بل صيغة جزئية لتبادل الأسرى.
بهذا المعنى، يظهر أن ما يسمى “المفاوضات” ليس أكثر من أداة لتغطية الاغتيالات وإطالة أمد الحرب، وهو نهج استخدم سابقًا ضد أطراف أخرى: اغتيال حسن نصرالله أثناء انتظار رد تفاوضي، وضرب إيران قبيل جلسة محادثات مباشرة.وواصل نتنياهو وكاتس زعم أن الضربة كـ”إنجاز كبير” يعزز فرص تحقيق النصر الوهمي. لكن محللين عسكريين أشاروا إلى أن هذه اللغة الدعائية لا تخفي الخطر المباشر على مصير الرهائن الإسرائيليين، الذين تزداد حياتهم تهديدا مع كل عملية اغتيال أو توسع بري. كبار المسؤولين الأمنيين، وعلى رأسهم رئيس الأركان أيال زامير، شددوا قبل أسابيع على أن التقدم في ملف الأسرى أجدى من مغامرة الاحتلال الشامل للقطاع. كما حذّر مسؤول ملف الرهائن نيتسان ألون من أن أي عملية برية واسعة ستضاعف المخاطر على المحتجزين.
كيف ستكون تداعيات هذا الاستهداف على الدور القطري في مسار المفاوضات؟

أثارت الضربة توترا سياسياً مع قطر، الدولة التي تُعد الوسيط الأبرز في أي تفاوض. في المحصلة، لم تغيّر العملية كثيرا في ميزان القوى. فهي لم تُضعف قيادة حماس بما يكفي لإجبارها على التنازل، ولم تفتح أفقاً سياسيا جديداً في الوقت الحاضر قد يتغير لاحقاً، لكنها أضافت مزيداً من الغموض حول مستقبل المفاوضات، وربما عززت قناعة الحركة بأن كل مبادرة أمريكية ليست سوى فخ. أما نتنياهو، فقد نجح في رفع منسوب التوتر الإقليمي وزيادة عزلة إسرائيل، دون أن يواجه أي مساءلة أو عقاب دولي.

كيف سيكون المشهد بعد هذا الهجوم ؟
في ظل الغطرسة الإسرائيلية وانتهاكها جميع الأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني والدبلوماسية، تذهب "إسرائيل" بعيدا في زعزعة الاستقرار، بينما يقف العالم صامتا أمام جرائمها. ومع ذلك، فإن محاولة اغتيال القادة في الدوحة لم يكن “إنجازًا” كما يدّعي قادة إسرائيل، بل مغامرة محفوفة بالمخاطر قد تقرّبهم من فشل سياسي أكبر، فيما يبقى الثمن الأفدح هو استمرار نزيف الدم الفلسطيني وتبديد أي أفق لحل تفاوضي حقيقي.
كما أظهر الهجوم هشاشة الموقف العربي وسهولة اختراقه، في ظل غياب قرارات حاسمة ضد ''إسرائيل'' تجعلها تدفع ثمنا سياسيا لعنجهيتها. لكن من الواضح أن هذا الحلم بعيد المنال، في ظل غياب إرادة عربية قادرة على وقف الإبادة وفرض كلفة حقيقية على الغطرسة الإسرائيلية.

المشاركة في هذا المقال

تعليقات40