Print this page

بعد حادثة "الحريق" في إحدى السفن "المثيرة للجدل": فرقة أمنية خاصة تتعهد بالملف...وأسطول "الصمود" يتمسك بالإبحار اليوم مهما كانت الظروف

تصاعد الجدل في تونس، بخصوص حادثة "الحريق" الذي

نشب بإحدى السفن الراسية بميناء سيدي بوسعيد التابعة لأسطول الصمود العالمي في ظلّ تباين الروايات بشأن ملابسات الحادثة التي وثّقتها مقاطع فيديو لكاميرات المراقبة على متن السفن الراسية بالميناء، حيث تحدثت هيئة تسيير الأسطول عن استهداف طائرة مسيرة لإحدى السفن ما أدى إلى حريق في جزء منها في المقابل نفت الإدارة العامة للحرس الوطني الخبر في بلاغ لها، وأوضحت أنه خلافاً لما يتم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص وجود "مسيرة" استهدفت إحدى البواخر الراسية بميناء سيدي بوسعيد والقادمة من إسبانيا والتابعة لأسطول "الصمود"، فإن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة.
بحسب المعاينات الأولية، فإن سبب الحريق يعود إلى اندلاع النيران في إحدى سترات النجاة على متن الباخرة المذكورة، نتيجة اشتعال قداحة أو عقب سيجارة ولا وجود لأي عمل عدائي أو استهداف خارجي، وفق الإدارة العامة للحرس الوطني التي شددت على حرصها على مدّ المواطنين بالمعلومة الصحيحة ودعت إلى استقاء الأخبار من المصادر الرسمية وتجنب الانسياق وراء الإشاعات. بدورها أكدت وزارة الداخلية في بلاغ، إن ما تم تداوله حول سقوط مسيرة على إحدى السفن الراسية بميناء سيدي بوسعيد لا أساس له من الصحة. وأضافت الوزارة، أن الوحدات الأمنية المختصة قد تولت معاينة آثار نشوب حريق في إحدى سترات النجاة سرعان ما تمت السيطرة عليه، ولم يخلف لا أضرار بشرية ولا أضرار مادية باستثناء احتراق عدد من السترات.
الحادثة تكتسي صبغة سرية
في الوقت الذي يستعد فيه أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة للانطلاق اليوم الأربعاء 10 سبتمبر الجاري ما لم تطرأ أية تطورات أو مستجدات مفاجئة، ينشب حريق بإحدى السفن ، وقد عقدت هيئة تسيير الأسطول ندوة صحفية للحديث عن هذه الحادثة دون تقديم أية تفاصيل حولها باعتبار أن الملف قد تعهدت به فرقة خاصة وقد أصبحت الحادثة تكتسي صبغة سرية لتعلقها بأمن دولة وفق عضو هيئة تسيير "أسطول الصمود العالمي" غسان الهنشيري الذي شدد على أنه تم تسخير فرقة أمنية مختصة لمباشرة الأبحاث والتحقيقات المتعلقة بحادثة "الحريق" ، مشيرا إلى أنه لا يمكن تقديم المزيد من الإيضاحات حول الحادثة لفسح المجال أمام التحقيقات الأمنية الجارية. وأكد أن القضية الأصلية هي المعركة لكسر الحصار عن غزة وما حدث لن يثني عزائم جميع أعضاء الأسطول في بلوغا الهدف، فالتركيز موجه اليوم نحو الاستعداد لانطلاق الأسطول نحو غزة، فالقضية الفلسطينية هي قضية مركزية ورئيسية ووجه الدعوة إلى كل التونسيين للحضور بأعداد غفيرة إلى ميناء سيدي بوسعيد لتوديع الأسطول بأنه ببساطة الدم الفلسطيني ومنذ سنة 1948 مختلط بالدم التونسي والقضية الفلسطينية تعيش في وجدان الشعب التونسي، قائلا "نريده توديعا مهيبا ونعد بمواصلة المسار إلى آخر نقطة حتى الوصول إلى غزة وإرادتنا كبيرة وعزيمتنا أكبر ولم ترهيبنا هذا الكيان المحتل وإرادة الشعوب لا تقهر" .
"لن يتم تأجيل موعد انطلاق الأسطول المقرّر اليوم"
من جهته قال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وائل نوّار إنه وعلى اثر ما حدث في إحدى السفن لن يتم تأجيل موعد انطلاق أسطول الصمود المقرّر اليوم الأربعاء بسبب العوامل الجوية وأن الانطلاق سيكون من ميناء سيدي بوسعيد اليوم على الساعة الرابعة مساء. وأضاف أن الجهات الأمنية قد أخذت الموضوع بجدية بعيدا عن التسرّع الذي حدث في البداية وقد قامت بالاتصال بأعضاء هيئة الأسطول وأرسلت فرقة مختصة على عين المكان بميناء سيدي بوسعيد، مشيرا إلى أنهم قد وفّروا لهم كل المعطيات التي أدلوا بها وأن الموضوع الآن بات من مشمولات فرقة خاصة ولم يعد مسموح لهم الإدلاء بأي تفاصيل في الموضوع خاصة وأنهم يحترمون سرية، فالموضوع يتعلق بالأمن القومي. هذا وأدان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأشد العبارات ما تعرض له أسطول الصمود العالمي من اعتداء جبان استهدف سفينة "العائلة"، أكبر سفن الأسطول، في محاولة يائسة لعرقلة المهمة النضالية والإنسانية التي يحملها هذا الأسطول إلى العالم. ودعا في بيان له إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات المتكررة بحق المبادرات السلمية والإنسانية التي تهدف لوقف الإبادة والتجويع ومن أجل فكّ الحصار عن الشعب الفلسطيني، الى جانب استمرار التعبئة والدعم لأسطول الصمود، والوقوف إلى جانب هذه المهمة حتى تحقيق أهدافها.

 

المشاركة في هذا المقال