Print this page

وجهة نظر: فيروس كورونا: كيف يمكن تجنب سيناريو الكارثة ؟

بعد أن تقرّر رسميا الانتقال الاستباقي من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة من مقياس فيروس كورونا الوبائى.. وبٌعيد حزمة

الإجراءات المتخذة من قبل رئيس الحكومة من غلق كامل للحدود البحرية الخ الخ...
وبما أنّ الفيروس في حالة صعود تدريجي مستمر في سٌلم الحالات المؤكدة أو تلك المشتبه بها، وأن سيناريو تخطي عتبة المئة اصابة -لا قدر الله- سـتٌقحمنا لا محالة في قلب الدائرة الجهنمية لهذا الفيروس نظرا للضعف اللوجستي الواضح لمنشاتنا الصحية ...
وبما أنّ ثقافة إدارة الأزمة غائبة تماما عن العقل الجمعي التونسي العاجز الى اليوم عن ترشيد استهلاكه او التقيد بمحاذير «العزل الذاتي» او الإقلاع عن «شيشته» المقدّسة وقبلاته الرّذاذية المسترسلة للأقارب والأحبّاء كلّفه ذلك ما كلّف...
وبما أنّ الكمّمات والقفازات الصحية والمواد المعقمة دخلت بيت طاعة بورصة المضاربة ومصّاصي الدم...
وبما أنّ الومضات الاشهارية بمحاملها التقليدية لم تعد تستهوي أحدا في عصر شبكات التواصل الاجتماعي ...
وبما أنّ الفيروس سريع الانتشار في الأماكن المغلقة أو تلك المفتوحة الشديدة الازدحام على وجه الخصوص، فانه بات من الضرورى للجهات الرسمية الاستئناس دون استنساخ بالتجارب المقارنة الناجحة في مواجهة هذا الوباء العالمي...
فلئن كانت للصين ترسانة تكنولوجية متطورة وضخمة وشعب منضبط ومتعاون مكنها من السيطرة على الفيروس بنسب عالية من خلال استخدام مكثف للذكاء الاصطناعى، والطائرات دون طيار وآخر ما جادت به المؤسسات الناشئة من تطبيقات ومنصات رقمية ذكية، فإن لبلادنا أيضا مداخل رقمية متعددة، من شأنها إذا يتم تثمينها الحدّ من الانتشار الواسع المرتقب للفيروس...
1 - على مستوى الشبكة:
- الاستعجال بتصميم تطبيقة موبايل stop-coronavirus تهدف الى التحسيس التفاعلى بخطورة هذا الفيروس، وتتضمن خارطة مٌحيّنة للتمدد أو الانحسار الجغرافي للوباء وقسم مخصص للرصد والاعلام عن المخالفات والخروقات المسجلة...
- الزام عدد من المصابين بالفيروس ممن ثبت خرقهم المتعمد «للعزل الذاتى» من حمل سوار الكتروني bracelets électronique يٌمكّن السلط الصحية من مراقبتهم عن بعد...
2 - على مستوى الزمن الإدارى:
- لمَ لا يتم الانطلاق بشكل استثنائب باعتماد نظام الحصّة الواحدة لمحاصرة هذا الوباء؟ إلى جانب ما سيحققه ذلك من مزايا تفاضلية أخرى على مستوى المردودية والاقتصاد في الطاقة وحماية المحيط...
3 - على مستوى العمل الادارى الروتينى:
- بالتوازي مع نظام الحصة الواحدة، لمَ لا يتم اعتماد أكثر على الية «العمل عن بعد» Télétravail من خلال تشغيل مٌعمّم لمنظومة «عليسة» المتخصصة فى التصرف الإلكترونى للمراسلات بين مختلف الوزارات والمنشآت العمومية ؟.. منظومة إذا تم تأمينها أكثر ستحدّ حتما من تنقل قسم كبير من الإداريين إلى مقرات عملهم ومن تحجيم اكتساح الفيروس لمناطق جديدة...
4 - على مستوى الخدمات الإدارية المباشرة:
- لمَ لا يتم الاعتماد الحصرى طيلة هذه الفترة على الفوترة الإدارية عن بعد la facturation à distance من ماء وكهرباء وهاتف، وجباية وغيرها من الخدمات ذات العلاقة المباشرة بالمواطن، وتعليق خلاص قسم منها إلى تواريخ لاحقة لمن لا يتمتع بالتغطية الاتصالية الكافية ؟
5 - على مستوى القطاع الخاص:
- لمَ لا يتم توظيف منظومة Intranet فى العمل عن بعد بشكل يحد من الاحتكاك المباشر بين مختلف العاملين داخل هذه المؤسسات...
6 - على مستوى قطاع التربية والتعليم العالى:
بعد أن تم اتخاذ قرار غلق مدارسنا وجامعاتنا في التوقيت المناسب، ما ادرانا أن لا تتواصل صولات فيروس الكورونا الرهيبة لأشهر أخرى لاسيما وإن تقارير «المنظمة العالمية للصحة» لا تنفي هذه الفرضية.
إذن، كيف سنواجه هذا السيناريو المحتمل ان حدث ؟ هل يمكن لمنظومتنا التربوية أن تتحمل سنة بيضاء ؟ ولما لا يتم الاستفادة من الفرص الكبيرة التى يتيحها التعليم عن بعد L’enseignement à distance؟
في نطاق التعليم الأساسى والثانوي، من الأكيد أن خبرات «المركز الوطنى لتكنولوجيات التربية» قادرة على تصميم «دروس مفتوحة عن بعد» MOOC في غضون اسابيع قليلة بغاية مساعدة التلاميذ عل تحضير اختبارات نهاية السنة...
أما في مجال التعليم العالي، الا يمكننا الاستفادة من التجربة الطويلة «لجامعة تونس الافتراضية» Université Virtuelle de Tunis التي راكمت تجربة ثرية منذ تاريخ انطلاقها سنة 2002 في مجال التكوين الجامعي المفتوح عن بعد ؟
بالنتيجة ، أليس بالامكان ان نحوّل هذا التهديد الوبائي الخطير الى فرصة حقيقية قد تٌسرّع من خٌطى التحوّل الرقمي transition numérique الذي ننشده جميعا ؟

المشاركة في هذا المقال