Print this page

كواليس النات: دردشة افتراضية على المسانجر بين الأستاذ والرئيس !

بعد ان أٌسدل الستار نهائيا عن الانتخابات الرئاسية .. دنت ساعة الحقيقة .. حقيقة المسافة الفاصلة بين قيس سعيد

الأستاذ وقيس سعيد الرئيس ساكن قرطاج الجديد ، إذا لما لا نٌحاول تمثّل دردشة افتراضية بينهما على المسانجر باستخدام مزدوج للدردشة النصية والرمزية للنات المتعارف عليه بلغة Smiley .
• الأستاذ:
أهلا وسهلا بتوأم روحي..كل التهاني بتحقيق هذا الانتصار الانتخابي الساحق !
• الرئيس:
شكرا على لطفك..فى الحقيقة أنت من تستحق التهاني، لولاك لم يكن ذلك ممكنا أن يحصل على الإطلاق !
• الأستاذ:
العفو سيد الرئيس ..أنت فقط مدين لإرادة الشعب وللشباب لا غير، وبالتحديد لجمهورية الفايسبوك التى لم يتفطن إليها العديدون .. أعي جيدا انك لازلت تحت وقع الصدمة كيف لا والفارق بينك وبين منافسك المباشر يٌعدّ بالملايين ووزنك الانتخابي بلغة الأصوات يفوق بكثير وزن المجلس النيابي بجميع نحله وملله...
• الرئيس:
صحيح.. لكن هناك مسألة تؤرقني..كيف لي أن أتدبّر أمري من دونك ؟ الم نتورّط كثيرا بتبنّي شعار «الشعب يريد» ؟
• الأستاذ:
قطعا لا .. اطمئن سيّدي الرئيس، فالسيول البشرية التى انتخبتك لن تخذلك على الإطلاق ..فبعد أن حقّقت «مجتمع القانون» وأنجزت «ثورة ثقافية عظيمة» فى سبعة أيام فقط هى قادرة بنقرات فايسبوكية متتالية ان تٌغيّر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نحو مجتمع أفضل...
• الرئيس:
كيف يمكن حدوث ذلك ؟
• الأستاذ:
بمنتهى البساطة أنت لم تعد أحدا بشيء.. بدوري كنت قد أكدت مرارا وتكرارا رفضي المطلق لمنطق الوعود الانتخابية الزائفة، وحتى أن حملتي كانت تفسيرية تكفّل شباب جمهورية الفايسبوك بإدارتها .. اذا لا يملك أحد مسوّغ لمساءلتك بأي حال من الأحوال.. تأكد بان شباب الفضاء الأزرق سينير لك السبيل وسيتولى حراستك بكل شراسة من الذئاب المتربصة هنا وهناك...
• الرئيس:
معذرة أستاذ ! لكن ما فى كل مرة تسلم الجرة.. أنسيت ما تعرضّت إليه مبادرة الاقتطاع على الأجور من نقد لاذع بلغ حدود السخرية ..عليك مستقبلا التحري أكثر فى المبادرات الشبابية القاعدية قبل ان تصدع بها للعموم ..
• الأستاذ :
لا تحمل همّا .. من حولنا طبقة سياسية لازلت فى حالة توحّد مزمنة، لم تستوعب الدرس بعد .. كالمعتاد تتشاجر على المباشر فى البلاتوات التلفزية.. تستنزف ما تبقى من طاقاتها في معارك دونكيشوتية وهمية فى حين أن البساط سحب من تحت أقدامها بشكل نهائي…
• الرئيس :
عفوا لم أفهم ما تقصد !
• الأستاذ :
انتخابك على هذا النحو الجارف الغير مسبوق أعاد السلطة نهائيا إلى قرطاج ..عدّل النظام السياسي فى العمق دون الحاجة الى تعديل دستوري وذلك فى إشارة الى ان روح دستور 2014 تحكمه سبعة أرواح مسكونة بين أروقة قصر قرطاج ولا غير قرطاج...
• الرئيس:
إذن هم بصدد التنافس على مجرد وهم ؟ حقا إنه أمرا مثيرا للدهشة...
• الأستاذ :
بالتأكيد.. فكل مشروع قانون غير منسجم مع شعار جمهورية «الشعب يريد» سنسحقه سحقا بفضل الروح القدس الرئاسية للدستور.. واذا حاول أحدهم المخاتلة او الامتناع سنوجه له رصاصات الاستفتاء الفايسبوكية القاتلة...
• الرئيس:
برأيك أستاذي الجليل ما هي الخطوة القادمة ؟
• الأستاذ :
لا شيء الآن، فقط أريد أن استمتع بلحظة الانتصار ..فى الأثناء سنتركهم يستكملون عنترياتهم الوهمية فى انتظار ان يأتى أساقفتهم أفواجا أفواجا صاغرين طالبين منك المساعدة والإسناد..بعدها لكل حادث حديث ...
• الرئيس:
المسألة ليست بهذه البساطة ..صدقّني منذ ان دخلت القصر تغيرت الكثير من الأشياء ..لدي إحساس بأن جدران القصر ترمقني بتوجّس وارتياب... ومٌجسّم «بورقيبة» يحاصرني من كل جانب، نظراته الحادة تلاحقني، تٌذكّرني بأن المجازفة بالدولة ممنوع وان الرّقص على أنغام «الشعب يريد» مغامرة محفوفة بالمخاطر...
• الأستاذ:
يبدو انك مرهق ..إنها مجرد تهيّؤات لا غير.. ستعتاد على المكان.. اعتقد انك تحتاج الى بعض الوقت لاستيعاب ما حصل...
• الرئيس:
توقف عن الهذيان.. إنني أعى جيّدا ما أقول ...
• الأستاذ :
عفوا سيدي الرئيس لم اقصد ذلك.. فقط أٌذكّرك بأننا على نفس المركب ..أشرعته «الشعب يريد» ، ووجهته استكمال مشروع «البناء الجديد».. من يدرى قد ننجح حين أخفق الآخرون ...
• الرئيس:
قد تكون محقا ؟ لكن المشروع الذي حلمنا سوية بتحقيقه قد يقودنا إلى العنوان الخطإ ..الم تٌفكّر فى هذه الفرضية ؟
• الأستاذ:
صراحة لم أفكّر لحظة فى ذلك لسبب بسيط بما أن المنوال المجتمعي الحالي فى طريق مسدود.. وان ساعة التغيير دقت، والبنّاؤون الجٌدد على الخطّ .. كيف لنا أن نفرّط فى هذه الفرصة التى لن تتكرر؟ أرجوك فكر جيدا فى الأمر ولا تتسرّع...
• الرئيس :
عفوا أستاذي..اعترف انى تتلمذت عليك الكثير فى القانون الدستوري .. ما يربكني حقا ان نفس الدستور الذي سنعمل على قلب فصوله من أسفل الى أعلى خصّص بابا كاملا «للسلطة المحلية» مٌدجّجا بجميع آليات الديمقراطية المباشرة التى نتحدث عنها، غير بعيد إطلاقا عن مشروعنا المجتمعي الجديد .. ألسنا بصدد الحرث فى البحر ؟
وفى لحظة باغتت الجميع، توقف التواصل الفايسبوكى عبر تطبيقة «المسانجر» بين الأستاذ والرئيس بالرغم من ان جهاز «الويفى» على الجانبين لازال يشتغل بشكل جيّد !
زعمه شكون «بلوكا لآخر» ؟

المشاركة في هذا المقال