Print this page

أولوياتنا

بقلم: عز الدين الفرجاني
من المهم جدا اليوم – وتونس تمر بمحطة إنتخابات - أن نقف على أولويات الوطن فالسياسة ليست

سبر آراء وإطفاء حرائق، السياسي الحديث يصنف الأولويات ويأتي بالحلول حتى يحدث التغيير النوعي بالمضي إلى الأمام ودفع العجلة الفعلية للتاريخ.

أولويتنا إقتصادية بالأساس
تونس اليوم يعتمد إقتصادها: فسفاط وسياحة وفلاحة وبعض الصناعات التحويلية.
وجب أن نحيي أولا إنجازات روني الطرابلسي
هكذا يفعل السياسي الوطني الفاعل الذكي سياحتنا في إنطلاقة جديدة.

الفسفاط مشلول منذ 9سنوات وجب تغيير التمشي راديكاليا. لم يعد من الممكن أن نبقى أصماء أمام أوجاع العاملين وسكان الجهة في حين أن الفسفاط يعد ثلث خيرات البلاد "الأقربون أولى بالمعروف". وجب أن نعتمد تمشيا اجتماعيا براقماتيا وواقعيا من واجب السياسي أن يجعل عامل الفسفاط إنسانا مقتنعا بدوره الريادي فخورا بما يوفره للتونسي: بتوفير الضروريات له من دخل محترم جدا وإحاطة صحية وتأطير للأبناء وتوفير أسباب الراحة والترفيه كما يجب أن تكون الجهة أول المستفيدات من خيراتها ذلك هو المعنى العميق للتنمية والتنمية المستدامة وجب أن ترقي عامل الفسفاط إلى بطل يحيه الوطن ويكرمه ولا أن يتركه في صورة المعدم المظلوم!!

الفلاحة اليوم وتحويل منتوجها بالاستفادة من العلوم والتكنولوجيا تنويع، بحث عن القيمة المضافة تصدير قانوني (ولا إجرامي) تحلية المياه عقلنة الاقتصاد تونس تتمتع بتربة من افضل ما وجد ومناخ رائع، فيها التنوع وفيها المعرفة التقليدية الضاربة في التاريخ ولديها المهندسون والخبراء فلنعمل!!

أزمة السياسة في تونس قديمة فعندما هرم بورقيبة دخلنا مرحلة فساد السياسة واليوم تونس قادرة على خلق المادة والتكتلات والأحزاب شرط أن نعي معاني كل هذا.

القائد لا يصنع نفسه بل يصنعه الناس كل من ارتأى في نفسه صفات القيادة وجب أن يراها في نظرة الناس وكلام الناس وإحساس الناس التكتلات تحدث لما ننظر إلى الواقع بذكاء.

أنا المركز والآخر هو الإلكترون المعلق حولي هذه فلسفة تؤول إلى الفشل الذريع. أنا ذرة ومع ذرة أخرى أصنع موليكولوة بالتفاعل الفعلي والعملي والوقعي هكذا تعلمنا الطبيعة ومن فهم الطيبة فهم الكثير وارتقى!!

في مجتمعنا اليوم صراخ وألم الناس يريدون راحة البال والطمأنينة من الأم ليات تغيير خطاب الإعلام والإنطلاق فعلا في تربية التوانسة على جدوى النظافة واحترام الآخر وجب أن تستفيق التلفزة العمومية من سباتها وأن توظف الأموال الطائلة التي يضحي بها المواطن من أجلها في البدء في إعلام حقيقي وعصري أساسه التربية وعمق التحليل.

وإشاعة المعرفة والجمال الفكري والثقافي وجب أن تمتلك التلفزة الوطنية دورها الريادي: استقطب أفضل الإعلاميين تفتح الأبواب للمفكرين والمبدعين، تفهم طبيعة المنتوج في القرن الواحد والعشرين!!
إسلامنا!

هذه قضية جوهرية لم تكتب لنا حداثة وراحة نفسية جماعية إن نحن لن نفرض على الساحة القراءات العميقة التي هي أساس لكي نكون كمسلمين داخل التاريخ ولا خارج بواباته.

لقد قدم أركون وجعيط وآخرون كثيرون أعمالا جيدة وتمثل إلى اليوم المدرسة الصوفية المسلمة أرقى مراكز الروحانيات في تاريخ الأديان وفلسفات الوجود وجب أن لا تترك الإسلام للجهلة ولا للمجرمين القتلة.المدرسة التونسية قادرة أن تساهم في إشاعة صورة إيجابية في عالم اليوم عن المسلم وجب تحويل هذه الأفكار إلى فعل براقماتي. في حل مصلحة التفاعل مع الدين خلاصنا.

وخلاصة القول أن كل شيء ممكن. يمكن ان نتحالف وان تبنى السياسات وأن نطبقها حتى يرتقي مجتمعنا. الظواهر السلبية تضعف شيئا فشيئا حتى درسناها وفككناها وأتينا بالحلول بناءا على العلوم والبراقماتية والنظرة الإستراتيجية الثقافية. فلنعمل!

المشاركة في هذا المقال