Print this page

قهوة الأحد: هل للسخرية مجال بعد تجربة برج الرومي ؟

يعتبر تيودور أدورنو أو Theodor w.Adorno أحد أهم المفكرين الألمان في القرن العشرين .

وقد جمع في اهتماماته عديد المجالات الفكرية والإبداعية فقد كان من أهم الفلاسفة الألمان . كما اهتم إلى جانب الفلسفة بعلوم الاجتماع والدراسات الموسيقية وكان مؤلفا وملحنا موسيقيا مبدعا قام بتلحين عديد القطع الموسيقية .
وقد عرف أدورنو في ألمانيا وعلى المستوى العالمي بتأسيسه إلى جانب هربرت ماركوز Herbert Marcuse وماكس هوركماير Max Horkheimer لمدرسة فرانكفورت Ecole de Francfort والتي تعتبر إلى اليوم احد أهم مراكز التفكير النقدي والقراءات النقدية للمجتمع وللظواهر الاجتماعية والسياسية . وقد بدأت هذه المدرسة أعمالها في عشرينات القرن الماضي في غمرة الحراك الاجتماعي والسياسي والثقافي في فترة جمهورية قايمار في ألمانيا .

وقد أغلقت هذه المدرسة أبوابها مع صعود النازية ليتفرق اغلب مفكريها كلاجئين في عديد البلدان وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ساهموا في دفع البحث والتدريس في العلوم الاجتماعية ثم سيعود اغلبهم إلى ألمانيا اثر سقوط النازية ليساهموا في إعادة بناء مدرسة فرانكفورت والتجربة النقدية في الفكر الاجتماعي .
ولأدورنو عديد المؤلفات (في عديد الميادين الفكرية ) من أهمها Dialectique de la raison الذي كتبه مع رفيقه ماكس هوركماير وعديد الكتب الأخرى والتي أثرت كثيرا في الفلسفة الحديثة .كما كتب عن الكتب في مجالات مختلفة ومتنوعة ومن ضمنها كتب عن موسيقيين كبار ومن ضمنهم فاقنر «Wagner» وقوستاف ماهلر «Gustave Mahler» .

وقد كان لأدورنو تأثير كبير في الحياة الفكرية في ألمانيا وعلى المستوى العالمي لا فقط من خلال كتبه ومحاولاته الفلسفية بل كذلك من خلال مواقفه ومقالاته . ولعل من أهم الأفكار التي أثارت الكثير من الجدل هو ما قاله في إحدى مقالاته مباشرة اثر اكتشاف معسكرات الموت والتي وضعتها القوات النازية لإبادة اليهود والشيوعيين وغيرهم من الشعوب والمجموعات التي لا تنتمي إلى الجنس الآري أمام حصول المأساة وبشاعة الكارثة والتي دفعت بالنازيين إلى وضع حل نهائي لإبادة الآخر كتب أدورنو في إحدى مقالاته سنة 1949 «Apres Auschwitz on ne pouvait plus écrire de poèmes» أو « بعد تجربة معسكر الموت في اوشفيتز والذي كان احد أبشع واكبر معسكرات الإبادة التي وضعها النازيون لا يمكن لنا كتابة الشعر والقصائد.

أراد أدورنو في رأيي من خلال هذه الجملة البسيطة التأكيد على بشاعة المجزرة التي ارتكبها النازيون لا فقط تجاه اليهود بل كذلك تجاه الإنسانية . وبالتالي لا يمكن للشعراء التغني بالأمل وبالحياة بعد ما وصلت إليه الإنسانية من جنون مدمر دفع بالبعض إلى محاولة إبادة الآخر لاختلافه ومحاولة نفي مبدأ التعدد والاختلاف والذي شكل احدى ركائز الإنسانية ومبادئها .
أثار هذا الموقف الكثير من الجدل والنقد العنيف تجاه أدورنو واعتبره العديد استسلاما لهمجية وبربرية النازية ودعوة منه لهزيمة الشعر أمام الجنون المدمر لبرابرة الحرب العالمية الثانية .

وقد حاول أدورنو بكل قواه الفكرية الدفاع عن موقفه وتأكيد أن الشاعر يعجز في مواجهة بشاعة هذه التجربة عن الإصداح والتغني بالأمل والحلم . إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل مما اضطر أدورنو الى التراجع عن هذا الموقف بعد بضع سنوات ليؤكد في جملة شهيرة في إحدى مقالاته « يجب علينا كتابة الشعر والقصائد في المعنى الذي أشار له هيقل في كتابه Esthétique أي طالما هناك وعي بالألم والمعاناة عند الناس يجب أن يوجد الفن كشكل وتعبير موضوعي عن هذا الوعي».

خطرت في بالي هذه الفكرة عند انتهائي من قراءة الرواية الأولى لفتحي بلحاج يحيى تحت عنوان «الحبس كذاب والحي يروح- دفاتر في الزمن البورقيبي» والتي صدرت منذ سنوات – لقد مثلت هذه الرواية في رأيي منعطفا هاما في تجارب الكتابة السجنية . فقد تعودنا على نمط ونموذج معين من الكتابة في هذا المجال يتم التركيز فيه على التعذيب ومعاناة المساجين السياسيين وصمودهم أمام زبانية النظام . تركت هذه الكتابة فينا الكثير من التأثر بشاعة وعدم إنسانية هذه التجربة ولئن ولدت شيئا من الهلع والخوف في نفوس البعض فإنها رسخت القناعة بأهمية الخيار الديمقراطي وضرورة نبذ الاستبداد والتعذيب من مجالنا السياسي .

إلا انه مع النص الأول لفتحي وجدت نفسي مع اثر مختلف من حيث الكتابة والسرد والمحتوى . فالنص هجين بين الرواية والتجربة الذاتية والتقرير الصحفي ليحدث ثورة في الكتابة الكلاسيكية للرواية السجنية. أما الجانب الثاني والأهم ويخص المسافة التي وضعها الكاتب مع تجربته الذاتية والحرية مع معاناة الذات إلى درجة اللجوء إلى السخرية والازدراء والاستهزاء ضاربا عرض الحائط بمبادئ النقاوة والاحترام «الثوري» لهذه التجربة . وكأدورنو سألت نفسي : هل للسخرية مجال بعد تجربة برج الرومي ؟ لقد أشارت اغلب الكتابات السجنية لمناضلي الحركة اليسارية وأبناء برسبكتيف والعامل التونسي من جلبار النقاش ومحمد صالح فليس والصادق بن مهني والشريف الفرجاني وأبناء الحركة الإسلامية إلى قساوة هذه التجربة لا فقط من الناحية البدنية بل كذلك من الناحية الفكرية والمعنوية . ليبقى السؤال الاهم وهو كيف سمحت دولة الاستقلال بهذه المأساة وكيف وضعت خيرة أبنائها لقمة سائغة في أيدي زبانيتها وسجانيها . والسؤال الأخر الذي لا ازال اطرحه على نفسي الى اليوم هو هل يحق لنا تناول هذه التجربة بالسخرية والازدراء خاصة من الذين عاشوها وذاقوا أهوالها .

بعد رواية فتحي بن الحاج يحيى الأولى جاءت رواية عزالدين الحزقي «نظارات أمي» ثم كتاب الصادق بن مهني « سارق الطماطم أو زادني الحبس عمرا» لتنحوا نفس المنحى السردي الهجين ونفس الكتابة الحرة والتي تتعالى على جراح الذات ومعاناتها للوقوف عند التجربة الإنسانية وفهم خصائصها .
ويعود فتحي بلحاج يحيى من جديد بقصته الجديدة «كيبروكو» ليكبر معي السؤال : هل يمكن للازدراء والسخرية أن يشكلا منهجا لفهم وقراءة التجربة الإنسانية ؟

طبعا ليست هذه السردية بجديدة في مشروعنا الثقافي بل شكلت على مدى التاريخ إحدى ركائز تميزها وخصوصيتها . ونجد هذا النوع من الكتابة الهزلية في عديد المنابر ومن ضمنها الجرائد التي اختصت في هذا النوع من الكتابة ومن ضمنها جريدة «الفرززو» لصاحبها الهادي العبيدي وجريدة «الشباب» التي أصدرها الشاعر محمود بيرم التونسي زمن نفيه من قبل الاستعمار البريطاني إلى تونس . وسنجد هذه الكتابة وهذه السردية في عديد الأعمال الأخرى وفي عديد المجالات الإبداعية ومن ضمنها المسرح والسينما لتصبح احد خصائص المشروع الثقافي التونسي وطريقة وقوفه وصموده أمام عبثية الواقع وتعقيداته .

وقد شكل هذا المنحى الذي اتبعه فتحي بن الحاج يحيى في روايته الثانية «كيبروكو» نقطة تواصل مع المشروع الثقافي التونسي ومنطلقا للانخراط فيه. وعمل الكاتب في هذا المؤلف الجديد على فهم المشهد السريالي وفي بعض الأحيان العبثي الذي تمر به بلادنا منذ سنوات . فاستدعى إلى بلادنا ثلاثة من منظري أهم التيارات الفكرية العالمية وهم كارل ماركس للحركة الشيوعية وأبو العلاء المودودي للحركة الإسلامية وسيقموند فرويد للحركة والتحليل النفسي لإعانتنا على فهم هذا الواقع المستعصي . والتقى كل منهم مع احد مريديه في بلادنا للغوص في المجتمع وإعانتهم على فهم تعقيداته وفك رموزه وأسراره وهم : حمة الهمامي لكارل ماركس وراشد الغنوشي لابو العلاء المودودي ورجاء بن سلامة ليسغموند فوريد لتنطلق رحلة البحث عن المعنى لزمن ما بعد الثورة .

وقد أشار الكاتب في تقديمه أن هذه الرواية ليست دراسة سوسيولوجية بالمعنى العلمي للكلمة بل هي قراءة ذاتية للحركة الاجتماعية ولتحركات بعض الأفراد والشخصيات البارزة في محاولة يائسة للسيطرة على المعنى وفك شفرات الواقع السريالي الذي نعيشه .
وكانت السخرية والازدراء والاستهزاء أدوات الكاتب ومنهجيته للوصول إلى المعنى وفي رحلة البحث عن أحلام الثورة وآمالها .

وقد نجح الكاتب إلى حد كبير في هذا العمل في تقديم عبثية وسريالية هذا الواقع الذي عجزت بعض الدراسات السوسيولوجية عن فك شفراته وألغازه . ويمكن أن نشير إلى جانبين مهمين واللذين سيمكنان الكاتب من التقدم بعض الخطوات في رحلة البحث عن المعنى .
الجانب الأول يخص بعض المواقف والوضعيات التي يقف عندها الكاتب والتي طبعت الواقع الذي نعيشه منذ الثورة . وأول هذه المواقف هو الرد القاسي لراشد الغنوشي لأحد الكوادر الوسيطة لحركة النهضة عندما هاتف شيخه ليعلمه بوجود أبو العلاء المودودي بباب سويقة ويروي الكاتب « لم يفقه الكادر الوسط ردة فعل شيخه لعلاقة بين المقدس والمدنس تفوق مداركه بأربعة عشر قرنا . ظل يبحث عن كلماته لكن الزعيم علق السماعة ولم يكن له متسع من الوقت لإفهام المناضل المندفع في السياسة وإستراتيجية المراحل وفق السلم التطوري بداية من مرحلة التعريف بالفكرة واختيار طلائع الجماعة فمرحلة تكوين هيكل تنظيمي قوي وإعداد الكوادر وتعبئة الموارد وصولا إلى مرحلة التمكن ومنها يبدأ الجهاد وبسط أستاذية الإسلام على العالم . والحقيقة أن صاحبنا الكادر قرأ هذا التعليمات لكنه لم يعرف في أي المراحل يوجد الآن تحديدا».

وكان الكاتب أراد من خلال هذه القراءة واستحضار هذه المواقف الخوض في صعوبات تحول الحركات الإسلامية من مشروع الدعوة لبناء دولة الخلافة إلى المشروع الديمقراطي واحترام الدولة المدنية .

يمكن كذلك أن نشير إلى التحولات الكبرى التي عرفتها بلادنا في سنوات ما بعد الثورة وخاصة ظهور التيار السلفي الجهادي والذي فتح مغامرة الجهاد أمام آلاف الشباب في بلادنا . فيشير الكاتب « أشياء جديدة بدأت تحدث في الحي والبلاد - لم يعد تدين الشباب الباحث عن شيء يملأ به حياته ويبث فيها ما استطاع من معنى لوجوده مجرد لعبة لعبوا لعبة الشرطة الدينية في الأحياء وبعض المدن والقرى الصغيرة . أعجبهم أن يجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها أصحاب سلطة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، يجمعون القفاف ليوزعوها على ضعاف الحال والمساكين ويسمعون منهم آيات الشكر والامتنان والدعوة لهم بالتوفيق وطيب الجنان .. وجدوا سبيلا إلى أنفسهم وما كان بعضهم داريا بأن الآلة تتحرك وراءهم في الخفاء لتوجيه تلك الطاقة الجديدة وجهة المنتهى. بدا يختفي في كل مرة احدهم أو بعضهم عن المشهد وتتناقل صفحات الفايسبوك صورته مقتولا أو سجينا بين أيدي الشبيحة في سوريا».

ثم يأتي الكاتب لوضعية التوافق بين الحزب المدني والحركة الإسلامية اثر انتخابات 2014 وقدرة الشيخين على فرض هذا الالتقاء على قواعدهما الراديكالية والتي لا تحلم إلا بالانتهاء من الحزب الأخر . فيشير الكاتب « للشيخان طريقتهما في المسك بلعبة التوازنات فكان كل منهما يمسك كنشا صغيرا يسجل فيه كل كبيرة وصغيرة عما يفتكه من الآخر من مكتسبات وما يقدمه من تنازلات».

والى جانب هذه المواقف وهذه الوضعيات سيحاول الكاتب فك رموز هذا المشهد من خلال نحت بعض الشخصيات التي ظهرت والتي نجح في تصويرها بالكثير من الدعابة والسخرية ليفسح المجال واسعا لمعرفته الدقيقة بالأحياء الشعبية والتصاقه بهذه الأوضاع . ومن ضمن هذه الشخصيات سنقف على شخصية مدام سعاد والتي ستكون المترجمة بين كارل ماركس وحمة والتي يقول في شأنها الكاتب « وبما أن الوقت لا يرحم كما هو معلوم فقد وقع الاكتفاء بمدام سعاد وهي مدرسة ألمانية لا تفهم في السياسة سوى مقدار ما تبثه التلفزة ولكن ماركس بالنسبة لها أيقونة وتراث وأدب ومعلم ورمز وعلامة من علامات الحضارة الألمانية المعاصرة التي درستها بتفان ومحبة واحتفظت منها بأسماء أعلام دون ترتيب أو تقيد بمجال اختصاص معين كقولك هيقل وبيتهوفن وكانط ولوثر وغوته وغيرهم « وستكون المعرفة السياسية المحدودة للمترجمة وراء العديد من المقالب وسوء الفهم خاصة عندما يلح عليها حمة «قوليلوا يا مدام سعاد قوليلوا».

الشخصية الثانية والمهمة في هذه الرواية هي شخصية أبو حمزة الألماني وهي المثال لعديد الشخصيات التي ظهرت في الأحياء في ركاب لجان حماية الثورة والتي انتقلت بسرعة من عالم الجريمة إلى عالم الحركات الدعوية والسلفية . وقد نجح فتحي بن الحاج يحيي بالكثير من الدعابة والسخرية في نحت معالم هذه الشخصيات والقيام بدراسة سوسيولوجية لأهم خصائصها. وقد أتحفنا الكاتب بالكثير من المواقف المضحكة في حركات هذه الشخصية كرده على الشيخ الذي اقترح عليه اسم المقداد بن عمرو بن الأسود في إطار البحث عن اسم من التاريخ الإسلامي تباركا بهذا التحول المبارك . فرد الألماني على الشيخ «يا شيخ يهديك، هذاكا C y est.. قفز به ولد زينة .. وزيد نقلك الحق .. من غيرما تتغشش.. هاذي أسامي متاع مراقزية شفتو بياع السلامي بجنب الكوشة .. امالا اسمو مقداد زادة وخلي الآخر .. هذاكا متاع التلفزة اللي يبكي في البركون .. ما قال حد لحد ..»

كما يمكن أن نشير كذلك إلى شخصية الأزهر احد شيوخ مدينة سيدي علي بن نصر الله أين قرر حمة الوقوف في طريقه إلى الحوض المنجمي ليمكن الرفيق كارل ماركس من قضاء حاجة بشرية ملحة . يقول الكاتب عن عم الأزهر الشريف والذي صار صديق حمة ويفرض عليه في كل زيارة للقرية التوقف بالزاوية لقراءة فاتحة على ضريح الولي الصالح «عم الشريف هذا كان يحلو له أن يناديه الناس بسيدي الشيخ رغم قلة المتطوعين نظرا لتفشي قلة الحياء وانعدام تقدير الكباربين شباب الحي الذين كانوا لا ينادونه سوى باسمه الصغير «الأزهر» . وعلى كل فاسمه طالع خير عليه كما كان يردد كلما انتصر في طرح خربقة . كان دائما يقول « اللي يغلبني يجي يحاسبني ، نا الأزهر المزهار».
من خلال هذه المواقف والوضعيات غاص فتحي بن الحاج يحيى في أعماق الحركية الاجتماعية وتناقضاتها في محاولة صعبة وبل مستحيلة لفك رموزها . وعبثية هذه التطورات وسرياليتها جعلت أهم واعتى المنظرين في العالم عاجزين عن فك طلاسمها والغوص في أسرارها بالرغم من المحاولات المتعددة لحمة الهمامي وراشد الغنوشي ورجاء بن سلامة مدهم ببعض المفاتيح والشفرات .

إلا أنه وبالرغم من هذه السريالية فقد نجح بن الحاج يحيي من خلال سرديته واعتماده على السخرية والدعابة والاستهزاء من مسك أهم تجليات الواقع وتداعياته.

ولئن كانت الدعابة شكلا من أشكال الصمود والمقاومة وبناء الذات في التجربة السجنية فقد شكلت في كبيروكو» شكلا راديكاليا لنقد الواقع والتعاطي معه في محاولة صعبة وفي بعض الأحيان مستحيلة لتبين حركته ومعناه .
كما تراجع أدورنو عن موقفه وطلب من الشعراء كتابة المزيد من القصائد للتعبير عن المعاناة والأمل فاني أدعو فتحي بن الحاج يحيى إلى مواصلة استعمال الدعابة والازدراء والاستهزاء لفضح عبثية الواقع ونقد سرياليته .

المشاركة في هذا المقال