Print this page

تقديرات مراكز الفكر لخطة «ترامب» للسلام في أوكرانيا

يمثل البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة

وأوكرانيا بشأن خطة السلام التي طرحها مؤخراً الرئيس ترامب تدشيناً لمرحلة جديدة من الحراك والجهود المبذولة لتسوية الأزمة التي تستنفذ موارد القارة العجوز وتساهم في جزء مهم من اضطرابات سلاسل الإمداد والتوريد ، وقد أكد البيان على أن أي اتفاق يجب أن يحترم بشكل كامل سيادة أوكرانيا ويضمن أمنها على المدى الطويل، وأن القرارات النهائية بشأن الإطار التفاوضي المفتوح ستُتخذ من قبل رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا .

وبالتزامن مع البيان المشترك وصل إلى أبو ظبي دان دريسكول " وزير الجيش الأمريكي" لإجراء محادثات سلام مع رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية ووفد روسي ، وتلك المحادثات تهدف إلى إحياء مسار المفاوضات ولكنها تناقض ما ورد في تصريحات الكرملين نهاية الأسبوع الماضي بأن واشنطن لم تناقش مع موسكو خطتها للسلام في أوكرانيا. وكان الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيس الصيني أول أمس قد تطرق - ضمن مسائل أخرى - إلى المسألة الأوكرانية هذا، وقد تفاعلت العديد من مراكز الفكر مع خطة ترامب للسلام ، وصدر عن تشاتام هاوس (Chatham House) تقدير موقف يوضح أن خطة السلام الأمريكية في أوكرانيا تعكس توجّهًا روسيًا لفرض تسوية تُضعف «كييف» عبر شروط تنتقص سيادتها وتقلّص قدراتها الدفاعية، بينما تُستخدم المفاوضات كأداة لعرقلة إعادة التسلّح الأوروبي، الأمر الذي يجعل السلام المعلن بمثابة غطاء لإعادة ترسيخ التفوق الروسي.
وقد صدر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) تقريراً يركز على أن المعطيات تُشير إلى أن خطة «ترامب» ليست اتفاقًا نهائيًا بل مناورة افتتاحية لجرّ «موسكو» إلى مفاوضات أوسع، فيما يتعيّن على أوروبا الانخراط لصياغة تسوية واقعية، وسط غياب حسم عسكري يرجّح خسارة أوكرانيا أراضي إضافية.
كما دخل المجلس الأطلسي (The Atlantic Council) على خط التقديرات الإستراتيجية التي تتناول واقع ومستقبل الحرب الأوكرانية، إذ أوضح المجلس المرحلة المقبلة توضح أن كييف مُحاصرة بين خطر فقدان الدعم الأمريكي وضرورة تعديل خطة السلام لتفادي كارثة سياسية، فيما قد يوفر تصديق مجلس الشيوخ على الخطة كمعاهدة، رسالة ردع قوية لـ«بوتين»، تؤكد وحدة الموقف الأمريكي تجاه الالتزام بتنفيذ الضمانات الأمنية تجاه أوكرانيا.
وفي سياقٍ موازٍ كشف تقرير أصدره مجلس العلاقات الخارجية (CFR) الضمانات الأمنية المقترحة عن فجوة خطيرة بين ما تحتاجه أوكرانيا لردع روسيا وما تعرضه «واشنطن»، إذ تُستبدل التزامات دفاعية حقيقية بآليات عقابية رمزية ضد روسيا، ويُستبعد الانتشار العسكري الغربي في أوكرانيا، الأمر الذي يقوّض قدرة كييف على حماية أمنها المستقبلي. وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان عن اتفاق دفاع فرنسي أوكراني لشراء كييف نحو 100 مقاتلة رافال ، وما تناولته وسائل الإعلام الغربية حوّل مفاوضات سرية جمعت بين المبعوث الأمريكي " ويتكوف" ومساعد بوتين وأن روسيا صاغت أجزاءاً كبيرة من وثيقة إنهاء الحرب ، نشر مركز التقدم الأمريكي (CAP) تقريراً يستند إلى ما يعكسه الموقف الحالي من غياب أي انسحاب روسي من أوكرانيا وعدم وجود ضمانات ردعية حقيقية يجعل أي تسوية مجرد غطاء لفرض تنازلات على أوكرانيا، ما يحرم أوروبا من الاستقرار ويُمهّد لعدوان روسي جديد، بينما تكتفي «واشنطن» بدور المراقب العاجز.

 

المشاركة في هذا المقال