ويشنّ عدوانا على الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفا شقة سكنية تابعة للقيادي العسكري هيثم الطبطبائي . ويعد الرجل من أهم القيادات العسكرية في الحزب ولعب دورا محوريا في التخطيط للعمليات العسكرية خلال معركة أولي البأس في خريف 2024 .
يبدو جليا أن الاحتلال عاد لسياسة الاغتيالات وذلك بعد سبعة أشهر من آخر استهداف للضاحية الجنوبية . ويحمل هذا العدوان رسائل عديدة أهمها محاولة عزل حزب الله واضعافه من خلال العودة لاغتيال القادة . كما تسعى حكومة الاحتلال برئاسة مجرم الحرب نتنياهو الى تحقيق انتصارات وهمية من خلال استهداف قادة أشداء ولهم دورهم المحوري في رسم ملامح حزب الله راهنا ومستقبلا . وفي مقابل هذا الوضع ، فإن الحكومة اللبنانية تبدو عاجزة على الضغط على المجتمع الدولي لوقف جرائم العدو الذي لا يزال حتى اليوم يحتل خمس تلال خلال حربه الأخيرة ويغتال يوميا المدنيين العزل ويهدد قرى جنوب لبنان وأمنها.
ورغم كل مساعي "إسرائيل" لاضعاف المقاومة في لبنان الا ان ما يجري شمال الليطاني يثير ذعر العدو ، طالما ان حزب الله يعتمد سياسة الغموض فيما يتعلق بإعادة التسليح وترميم بيته الداخلي متحصنا بحاضنة شعبية مخلصة وفية لكل قيادات الحزب ونهجه . وفي الطرف المقابل تطالب شرائح لبنانية بنأي البلد عن حروب المنطقة . وفي خضم ذلك وفيما تبدو المنطقة مقبلة على شتاء ملتهب بالحروب، تبقى الهواجس بشأن حماية لبنان وسيادته طالما هناك عدو متربص ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على المزيد من الأراضي وعلى ثروات لبنان المائية وغيرها من أجل تحقيق حلم" إسرائيل الكبرى" بدعم أمريكي منقطع النظير.
السؤال اليوم الأهم هو كيف سيرد حزب الله بعد هذه العملية ، وأين . وهل تسعى "إسرائيل" الى جرّ الحزب لمواجهة جديدة قبل أن يعيد ترميم بنيته التنظيمية والعسكرية وإعادة فرض معادلة توازن الرعب والقوة والرد؟.