Print this page

للحديث بقية لبنان بين التهدئة ومخاوف تجدد الحرب الصهيونية

لا يكاد يمر يوم في لبنان دون حوادث واختراقات صهيونية

تستهدف أمن البلد وسيادته . ورغم اتفاق وقف اطلاق النار الذي نصّ على انسحاب "إسرائيل" من مناطق تقدّمت إليها خلال الحرب، الا أن الاحتلال يواصل سياسة ابتلاع وقضم المزيد من الأراضي اللبنانية وتدمير الجنوب اللبناني ، كما أنه أبقى على تواجده في خمس نقاط حدودية.

وفي خضم هذا الوضع المعقد وجه حزب الله رسالة الى المسؤولين والشعب اللبناني أعلن خلالها رفضه استدراج لبنان الى "تفاوض سياسي مع إسرائيل". واعتبر الحزب في رسالته بانه طالما هناك احتلال على حدود لبنان ستبقى المقاومة واجبا وطنيا وحقا لا يمس . في حين اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون إن "التفاوض هو النتيجة المتاحة لوقف الاعتداءات" الإسرائيلية. كما أصدر رئيس الجمهورية قرارا طالب فيه قائد الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي.
وزادت الضغوطات الداخلية على الحزب المقاوم -والذي أسهم في طرد الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000 -، فقرار الحكومة اللبنانية استجابة للضغوط الأمريكية في اوت الماضي بتجريد حزب الله من سلاحه عبر خطة من خمس مراحل ، في نظر العديدين فتح البلاد على سيناريوهات صعبة .
يبدو جليا بأن دولة الاحتلال لن تكف عن الاعتداءات على لبنان عندما يتم تجريد مقاومته من سلاحها، وأكبر دليل ما يحصل في سوريا التي تعيش يوميا على وقع الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية . بل ان تجريد مقاومة لبنان من سلاحها سيفتح شهية دولة الاحتلال لتوسيع كيانه على حساب لبنان وباقي دول المنطقة .
ويرى البعض ان الحل للخروج من الأزمة الراهنة هو الضغط الدولي على كيان الاحتلال للتراجع ووقف عدوانه ، وتجهير استراتيجية متكاملة تحمي لبنان تكون المقاومة جزءا أساسيا منها ،تماما مثلما هي جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي اللبناني فهي مقاومة شعبية قبل أن تكون عسكرية .
ان شعب الجنوب حمل السلاح بعد حروب أليمة خاضها وطنهم مع دولة مجرمة لا تعترفا بالقوانين والمواثيق الدولية . ولم يجد أهل الجنوب في معركة الكرامة والعزة والشرف سوى أجسادهم ودماءهم لتزود عن أرضهم التي ورثوها من أجدادهم .
اليوم دخلت الوساطة المصرية على خط الأحداث بعد ان تكثفت التحركات المصرية لوضع حد للتوتر بين لبنان وكيان الاحتلال . في حين تزداد المخاوف من عودة شبح الحرب طالما ان "إسرائيل" لم تحقق كل غاياتها من الحرب الأخيرة باجتثاث المقاومة وضرب سلاحها والهيمنة على لبنان سياسيا وعسكريا .
وكانت القاهرة قد طرحت ما يُعرف بـ"المبادرة المصرية" لحل الأزمة بين لبنان والاحتلال بمشاركة أطراف من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان، وتهدف إلى تسوية شاملة للأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار، مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من خمس نقاط في جنوب لبنان. والسؤال الأهم اليوم هو إلى أين تتجه الأوضاع في بلد الأرز نحو التهدئة أم نحو حرب جديدة؟

المشاركة في هذا المقال