Print this page

للحديث بقية الأطفال وقود النزاعات حول العالم

كشف آخر تقرير صادر عن منظمة " إنقاذ الطفولة"

عن أرقام صادمة تتعلق بالأطفال ضحايا الحروب حول العالم . فأكثر من 520 مليون طفل عاشوا في مناطق النزاع خلال العام الماضي ، وهم يدفعون ثمنا باهظا من حاضرهم ومستقبلهم وصحتهم النفسية والبدنية فاتورة هذه الحروب العبثية .

ويتحمل أطفال غزة العبء الأكبر من فاتورة الحرب الصهيونية ومشاريع الاحتلال التوسعية . في غزة تحولت أحلام الطفولة الى كوابيس طويلة لدى هؤلاء الأطفال الذين يبحثون عما يسد رمقهم في طوابير الحزن والألم والانتظار الطويلة ، وأولئك الذين حولتهم المجاعة الى أرقام في سجل المنظمات الدولية دون إعطاء أي حل نهائي لإنهاء جبروت الاحتلال وردعه عن جرائمه .
وذكر التقرير الصادر عن المنظمة بأن عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع ارتفع بمقدار 47 مليون طفل مقارنة بعام 2023، كما سجلت المنظمة 41 ألفًا و763 انتهاكًا جسيمًا ارتكب ضد الأطفال خلال العام الماضي، بزيادة بلغت 30 في المائة عن العام الذي سبقه. وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من نصف هذه الانتهاكات وقعت في أربع مناطق فقط هي الأراضي الفلسطينية المحتلة، جمهورية الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، والصومال. وكذلك فان السودان يعيش حربا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم منذ سنة 2023 ، تأثر خلالها أكثر من ثمانية ملايين طفل خاصة في ولايتي الخرطوم والجزيرة وإقليمي كردفان ودارفور.
ويحذر التقرير من ان استمرار النزاعات سيجعل ملايين الأطفال حول العالم معرضين للعنف المباشر أو الحرمان من أبسط حقوقهم في التعلم والرعاية الصحية والنفسية . وفي غزة فان الأطفال لم يحرموا فقط من حقهم في عائلة وبيت يأويهم الى جانب باقي الحقوق التي باتت ترفا لجيل كامل ، بل حرموا أيضا من وطن ضائع في أروقة الأمم المتحدة . فمن يعيد الأرض المسلوبة والمحتلة لأطفال غزة ومن ينفض كل هذا الدمار عن الأشلاء المتناثرة ومن ينهي المحرقة.؟
تطالب اليوم منظمة "إنقاذ الطفولة" الحكومات والمنظمات الدولية بتعزيز آليات حماية المدنيين، والالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الطفل التي تلزم الدول بمنع استهداف الأطفال في النزاعات وتوفير الرعاية لهم حتى في أوقات الحرب.
لقد ارتفع عدد النزاعات في العالم الى أكثر من 60 نزاعا بحسب بيانات الأمم المتحدة ، ولكن كل الخوف والخشية اليوم من أن يدفع جيل كامل تكلفة هذه النزاعات التي تتوسع يوما بعد يوما وتضاف الى القائمة نزاعات أخرى تحركها الأطماع الدولية ومعادلات القوى وتقاسم الثروات والنفوذ .

المشاركة في هذا المقال