Print this page

في ذكرى طوفان الأقصى ...المقاومة مستمرة

لا يغيب على أحد ان المقاومة مرتبطة بوجود

الاحتلال واستغلال البشر ولا تقدر أي قوة او قانون مهما كان جائرا على إنهائها مادام السبب قائم، والاصل في الشيء هو سن قوانين وتفعيلها لإيقاف أي احتلال مهما كان نوعه ودعم حروب التحرر والكرامة.

تأتينا الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر التي أفشلت مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ومزَقت السردية الصهيونية القائمة على رواية كاذبة وتشويه للحقائق وقيم زائفة قصد هندسة شعب مزعوم وسرقة تاريخ لم يكن لهم أثر فيه
كما كشفت وحشية واجرام الكيان ومخططه لاستهداف الوجود الفلسطيني والعربي عامة واذكر هنا مقولة زعيم الصهيونية هرتسل " إذا حصلنا يوما على القدس وما زلت حيا سوف ازيل كل شيء غير مقدس لليهود."
وازالت أيضا قناع الديمقراطية وحقوق الانسان اللذان استعملا غالبا كذريعة للاعتداء والاحتلال امام ضعف وسلبية المؤسسات القائمة عليها
كما فضح طوفان الأقصى استمرار دعم الامبريالية الامريكية والأوروبية للكيان المجرم لتحقيق أهدافهم المشتركة منها انهاء المقاومة والمعارضة وإلحاق ما تبقى من الأقطار العربية لطابور التطبيع.
لقد توحدت الامبرياليات والدول المطبعة بكل ما تملك من تقنيات ومعدات حربية واعلام ماجور لمدة سنتين ضد فصائل مقاومة وشعب اعزل بتهمة تمسكهم بأرضهم وحقهم في العيش الكريم وانطلاقا منها تفنن المجرم نتانياهو وداعموه في إبادة الفلسطينيين في غزة وضرب البنية التحتية من مستشفيات ومدارس وضل يلاحق النساء والأطفال والشيوخ بصواريخه والأسلحة الممنوعة بهدف ارغامهم على الاستسلام. لكنه تفاجا بصمود اسطوري لمقاومة وشعب مستعدين للتضحية مهما علا سقف طغيان واجرام العدو الى جانب ادراكهم بانهم يدافعون ليس فقط عن غزة بل عن وجود الامة العربية ويؤسسون لمشروع تحرر انساني عالمي.
وترجمت هذه الرسالة النضالية استنهاض الضمائر وشحذ الهمم واعلاء صوت الحق عالميا وعربيا .فانضم كل الاحرار لمعركة الشرف وأبدعوا في خلق اشكال نضالية متنوعة بدأً بالتظاهر والاحتجاج وتعرية المتعاونين مع الكيان وصولا لغزله ومحاولة كسر الحصار عن غزة
بذلك نخلص الى ان معركة طوفان الأقصى تفوقت انسانيا واخلاقيا واستبسالا ميدانيا على أعداء متجمعين وبذلك اثبتوا تمسكهم بالأرض وبحق المقاومة رغم تكلفتها التي لا تقاس بتكلفة الاستسلام.

بقلم: خميسة العبيدي 

المشاركة في هذا المقال