Print this page

أصداء استهداف ''إسرائيل'' لقيادات حماس في الدوحة

تحمل الغارات على قيادات حماس رسالة مباشرة

من تل أبيب تتطاير في أجواء محيطها الإقليمي ونقاط التماس معه بأن لها اليد الطولي دون حدود ، وهو ما جاء على لسان يسرائيل كاتس، وزير الحرب ، بأن سياسة تل أبيب الأمنية واضحة وثابتة ، وأن يد " إسرائيل " الطويلة ستهاجم أعدائها في كل مكان، ولا مكان لهم للاختباء. وأنه سيتم تكبيد كل من تورط في 7 أكتوبر ثمنًا باهظًا، ونلاحظ هنا أن سردية ومظلومية الهولوكوست التي إمتدت لعقود تتوارى شيئاً فشيئاً لصالح الحدث الجلل في اكتوبر 2023 .

ولعل من العلامات الإيجابية القليلة التي تشهدها منطقتنا المأزومة ، رفع درجة التحسبات الأمنية لدى الدول الفاعلة في الشرق الأوسط من خطورة تمادي دولة الاحتلال في سياساتها التوسعية وعدم احترام سيادة الدول ، وتلقت حماس تحذيرات قبل العملية. إذ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تركيا ومصر أوصتا قادة حماس بتشديد الإجراءات الأمنية خلال اجتماعاتهم، وذلك قبل أسابيع من محاولة استهدافهم في قطر، وبالتوازي مع ردود الفعل الإقليمية والدولية ومحاولة تنصل واشنطن من الفجاجة الإسرائيلية ، تنامت الشكوك بشأن نتائج الضربة، وفى المقابل نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تعبيرهم عن شكوكهم بخصوص تحقيق الأهداف المحددة من عملية استهداف قيادة حماس في الدوحة ، ونقلت صحيفة "معاريف" عن ضابط رفيع بسلاح الجو الإسرائيلي قوله إنه "لا يمكن لأي شخص كان في المبنى المستهدف في الدوحة وقت الهجوم أن ينجو".كما نقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قوله إن تل أبيب لا تتصرّف دائمًا وفق مصالح واشنطن، وأضاف: "أحيانًا نبلغ واشنطن مسبقًا، وأحيانًا أثناء التنفيذ، وفي النهاية نحن من نتحمل المسؤولية".
هذا، وقد تباينت ردود الأفعال في كيان الاحتلال ، ما بين إشادات وتحفظات حول العملية، حيث وصف الرئيس إسحاق هرتسوغ العملية بأنها "خطوة مهمة وصحيحة"، في حين أشاد زعيم المعارضة يائير لابيد بأداء سلاح الجو وجهاز الشاباك. لكنه طالب الحكومة بتقديم توضيحات بشأن كيفية تجنب الخطر على حياة الرهائن . كما ذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" أنه من المتوقع أن تنتقل وساطة المفاوضات إلى مصر، حيث ستتولى المخابرات العامة المصرية تمرير الرسائل بين الأطراف المختلفة ، وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى عدم توجيه الدعوة لمسؤول ملف الرهائن في جيش الاحتلال الإسرائيلي لحضور الاجتماعات الخاصة ببحث استهداف قيادة حماس في قطر، في حين أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن رئيس جهاز الموساد لم يعارض تنفيذ العملية في الدوحة من حيث المبدأ، لكنه كان رافضًا لتوقيتها، معتبرًا أنه لا يجوز استهداف قادة حماس بينما لا تزال المفاوضات معهم جارية .
هذا، وقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مهندس صفقة شاليط قوله إن "العملية في قطر حكمت بالموت على المختطفين"، مؤكدًا أنها قطعت مفاوضات كانت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة وربما كانت ستفضي إلى صفقة تبادل.كما صدرت تصريحات جدلية عن مسؤولين أبرزها حديث سفير إسرائيل لدى واشنطن لـ"فوكس نيوز" وتأكيده على إذا كانت الضربة في الدوحة قد أخطأت أي أهداف فستصيبها المرة المقبلة، وأن " ترامب" أفضل صديق لإسرائيل ونحن متحدون بشأن القضاء على حماس.

المشاركة في هذا المقال