Print this page

قراءة في أبرز الإحاطات الإعلامية لترامب

صرح ترامب فى العشر الأيام الأخيرة من الـ100 يوم الأولى أن الرسوم المفروضة على الصين البالغة 145% مرتفعة جدًا،

وسيتم تخفيضها بشكل كبير ، وكأن ما سبق من تصريحات وسجال إعلامي مع بكين كانت مجرد هلاوس أو أضغاث أحلام . وإتساقاً مع حالة الشيزوفرينيا أوضح ترامب أنه يعتقد بأن صفقة مع الصين تقترب، وأن واشنطن ستضع شروطها إذا لم تبرم "بكين" اتفاقًا تجاريًا، وأنه يرى أن الأمور تسير بشكلٍ جيد مع الصين، وكذلك مع جميع الدول تقريبًا. 

يلاحظ أن وزير الخارجية الأمريكي' مارك روبيو ' أقر فى 5 أفريل الحارى بـ"انهيار الأسواق" فى أعقاب فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية عالمية شاملة، لكنه زعم أن "الأسواق ستتكيف"، وجاءت تصريحات الوزير ' روبيو ' بعد وقت قصير من إعلان الصين أنها ستفرض رسومًا جمركية متبادلة بنسبة 34% على جميع الواردات القادمة لها من الولايات المتحدة بداية من 10 أبريل 2025.

ومن أكثر ما جاء على لسان ترامب ويمس أقرب الحلفاء إشارته إلى أن الاتحاد الأوروبي كان على استعداد لاستغلال واشنطن ، لكن ذلك لن يتحقق وإستفاض فى شطحاته الكلامية بأنه تم استغلال الولايات المتحدة من قِبل ، والإدعاء أن أمريكا هى من تعرضت للإستغلال أمر لا يستوعبه عقل بشرى ، وكأن الكلام تحول إلى سلعة مجانية ، وكل من يريد أن يدعى أمراً أصبح على يقين بأنه لن يتم مراجعته أو التعليق عليه نظراً لأنه بدون مقابل أو رسوم .

أخر الأحاديث قبل الوصول إلى الـ100 يوم
الأولى فى الولاية الترامبية الثانية، ما ذكره خلال مشاركته فى مراسم جنازة البابا فى روما أنه أبلغ نتنياهو بأن هناك حاجة إلى إرسال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، والعجيب فى هذا الأمر أن البنيامينى المشاكس قد عقد إجتماعاً للكابينت الأمنى . والذي صدر بيان عنه بأنه لن يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فى المستقبل القريب ، وأنه إذا ما تم إتخاذ قرار بالسماح بإدخال المساعدات فسيتم توزيعها بطريقة مختلفة عن الماضى، وركزت صحيفة "معاريف "على تصريحات ترامب ، وأنها تنطوي على تغيير في قناعاته وربما تسفر عن ضغوط إضافية على حكومة نتنياهو لتغيير موقفها من هذه المسألة .

هذا ، واستحوذت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة على جزء مهم من الـ100 يوم الأولى ، ولعل التقديرات التى تشير إلى إنفتاح طهران على استقبال الإستثمارات الأمريكية إذا ما أمكن التوصل لإتفاق بين طهران وواشنطن، تمثل إستنفاراً جديداً لشرور هذا النتنياهو الذى يسعى بقوة لتخريب المفاوضات، وأصبح الملف النووى الإيرانى من أبرز نقاط الخلاف بين ترامب ونتنياهو الذى يميل إلى تفكيك البرنامج النووى لطهران وتوجيه ضربة تنهي القدرات النووية الإيرانية، وهو ما لا يشجعه ترامب .

نظراً لأن سيل التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكى أشعلت الرأى العام الدولى بمختلف فئاته ، شكلت بعض الدول فرقاً متخصصة لدراسة نمط التفكير وردود الأفعال الخاصة بترامب ، ويهتم الأوروبيون بصفة خاصة بالتحضير للقاءات الرسمية معه فى البيت الأبيض ، ومن المسائل المهمة التى خلصت إليها الدراسات أهمية أن يتم الإشارة فى نهاية اللقاء الثنائى إلى مسألة حيوية أو الإعلان عن مفاجأة إيجابية -غير مسبوقة- ونسبها لترامب . كما أدرك بعض الخبراء أن ترامب يُحبذ البدء بلغة الترهيب ثم الإنتقال تدريجياً إلى الإنتفاخ والترغيب ، أو المزج بين التهديد والإنفتاح للحصول على صفقات، وهو ما يجد صداه فى إدارة العلاقات مع طهران ، حيث أشار قبل أسبوع إلى إنه منفتح على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى أو رئيس البلاد، وعبّر عن اعتقاده بأن البلدين سيُبرمان اتفاقًا جديدًا بشأن برنامج طهران النووي.

ويلاحظ أن "ترامب" بالتزامن مع اجتماعات روما، قد هدد -مجددًا - بشن عمل عسكرى ضد إيران ما لم تتوصل سريعًا إلى اتفاق جديد يمنعها من صنع أسلحة نووية، وردًا على سؤال عمّا إذا كان يخشى من أن يجر "نتنياهو" الولايات المتحدة إلى حربٍ مع إيران إذا أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة، قال ترامب "لا"، لكنه أوضح " قد أُشارك طواعية إذا لم نتمكن من التوصُّل إلى اتفاق".

وتفاعلاً مع تصريحات نتنياهو ، وتزامناً مع التفجيرات بالقرب من ميناء بندر عباس ( بنية تحتية للصواريخ ) وتعرُض إيران أيضاً لهجوم سيبراني هو الأعنف ، صرح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيرانى ، بأن وهم إسرائيل بأنها قادرة على إملاء ما قد نفعله أو لا نفعله لا يستحق أي رد، وإستفاض عراقجى بأنه اللافت للنظر هو مدى وقاحة "نتنياهو" في إملاء ما يمكن وما لا يمكن لـ"ترامب" فعله في دبلوماسيته مع إيران، وأكد أن إيران قوية وواثقة بما يكفى في قدراتها لإحباط أي محاولة من جهات خارجية خبيثة لتخريب سياستها الخارجية، وشدد " عراقجي" على أن أي هجوم على إيران سيُقابل بردٍ مماثل.

المشاركة في هذا المقال