أنّ إيران يجب أن "توُقِف تمامًا برنامج تخصيب اليورانيوم وتُفكِّك قدراتها النووية" للوصول إلى اتفاق جديد، مما يوحي بتشدد موقف واشنطن ويُمثّل تراجعًا عن إشارات سابقة بإمكانية القبول بتخصيب محدود. وفيما ينظر إليه على أنه بمثابة تهديدات عسكرية صريحة، حذّر الرئيس "ترامب" من أنّ إيران إذا واصلت سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن "رداً عسكريًّا حاسمًا" سيكون مطروحًا على الطاولة. وتشير تصريحات مسؤولين أمريكيين إلى أن واشنطن تسعي إلى اختبار مدى استعداد إيران لإجراء مناقشات قد تؤدي إلى مفاوضات حول برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعمها للوكلاء في المنطقة.
وبالتوازي مع المفاوضات والتساؤلات المطروحة حول إستمرار طهران في المفاوضات من عدمه ، قامت واشنطن بتعزيز تواجدها العسكرى ، حيث دفعت بحاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون " ومجموعة مقاتلاتها إلى "الخليج العربي"، لتنضمّ إلى "هاري إس ترومان"، في خطوة عسكرية كوسيلة للضغط على إيران ولتعزيز الموقف التفاوضى.
بناءً علي رفض طهران نقل مخزون اليورانيوم، طرحت واشنطن فكرة نقل اليورانيوم الإيراني المخصب إلى دولة ثالثة، إلا أنّ "طهران" رفضت ذلك واعتبرت الاحتفاظ به داخل البلاد تحت رقابة دولية "ضمانة سيادية"، ولكن واشنطن تصر على توسيع نطاق تفتيش منشآت إيران النووية وتوسيع صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان مزيد من الشفافية. ورفضت روسيا التعليق على ما إذا كانت ستقبل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب كجزء من اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، مما يعكس تحفظًا في الموقف الروسي بشأن هذه المسألة.
تطرق تقرير للمعهد الملكي للخدمات المتحدة إلى ما يمثله فتح مسارات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران من تطورات إيجابية. وفي حين ركز علي أن المفاوضات لن تكون سهلةً، فقد شدد علً أن يكون لأوروبا دورٌ في دعم إحراز تقدمٍ هادف فيها، مع التنويه بأهمية الدور الذى قد تلعبه مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (E3) «المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا» وأهمية اتخاذ قرارٍ في وقتٍ لاحقٍ من العام الجاري بشأن إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران، أو السماح بانقضائها.
ذهب التقرير إلى أن النتيجة النهائية المتفائلة والمعقولة للدبلوماسية النووية مع إيران قد تكون التوصُّل لاتفاقٍ يُغطي جوانبَ مُشابهة لخطة العمل الشاملة المشتركة، وأنه فى حين قد لا تشارك مجموعة «E3» بشكلٍ مباشر في المفاوضات الأمريكية-الإيرانية مع بدء الجولة الثانية، يوم السبت المُقبل، فإن خبرة أوروبا الواسعة في تفاصيل البرنامج النووي الإيراني والتفاوض مع «طهران» قد تُساعد في دفْع المحادثات قدمًا بشكلٍ مُثمر.
وإمتداداً للتصريحات التي خرجت من طهران بأن الجولة الأولى للمفاوضات التى إستضافتها مسقط تمت في أجواء بناءة ، فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً هذا الأسبوع يتناول المساعي الإسرائيلية لاستغلال ضعف إيران ( تحديات إقتصادية داخلية - إخفاقات إقليمية ) لتفكيك برنامجها النووي. وتحدث التقرير عن وضع إسرائيل خطة شاملة في الأشهر الأخيرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، ولكنَّ الرئيس ترامب عرقلها واختار السعي للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي جديد مع إيران.
ولا تخفى الدوائر السياسية والإعلامية القلق الذي يسود تل أبيب من عودة إيران إلى طاولة المفاوضات وتخشي من تراجع مكانتها في الشرق الأوسط إذا توصلت واشنطن وطهران لإتفاق ، لذلك تتأرجح وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب بشأن المدي الذى يجب أن يصل إليه الضغط علي إيران ، وتشير التقديرات الدبلوماسية إلى حجم التفاوت بين الرغبة الإسرائيلية فى تفكيك البرنامج النووي، والحديث عن المطالب الأمريكية بتقليل نسب التخصيب، الأمر الذى يوحي برغبة تل أبيب في استغلال الضعف الذي تمر به طهران ( رحيل بشار الأسد - تحييد حزب الله ) للتخلص من البرنامج النووي . كما تسعى تل أبيب إلى إقناع واشنطن بأن اتفاق نووي بخفض نسب التخصيب بدون تفكيك البرنامج قد يعطي إيران فرصة للتعافي بإزالة العقوبات واستكمال البرنامج فى وقت لاحق مثلما حدث في عام 2015.
ونقلت صحيفة ' يديعوت أحرونوت ' نقلاً عن مصدر أمني قوله أن تل أبيب لا تستوعب ماذا يريد ترامب فعلاً والقلق الأساسي هو عدم معرفة ما هي خطوط ترامب الحمراء وحتى نتنياهو لا يعرف فعلاً ، وأنه في تقدير الأجهزة الأمنية في تل أبيب أنه إذا ذهبت واشنطن إلى إتفاق سيء، فإنه سيكون سيئاً جداً بالنسبة إلى إسرائيل ، وسيقيد يديها لأنها لن تكون قادرة على الهجوم. وفق الصحيفة الصهيونية.