Print this page

ليبيا: طائرات امريكية تتدرب قرب سواحل شمال إفريقيا تمهيدا للتدخل في ليبيا

ذكر قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، الأفريكوم، بأن عدد الأمريكيين المتواجدين في ليبيا يكفي في الوقت الحاضر ،وتحاط مسألة تواجد القوات الغربية في ليبيا بسرية وتكتم كبير سواء فيما يتعلق بحجم تلك القوات أو أماكن تواجدها.
فالولايات

المتحدة تحتفظ بفرق خاصة في ليبيا منذ إسقاط معمر القذافي 2011 ويقتصر التواجد الأمريكي في غرب البلاد ما بين طرابلس وقاعدة الوطنية الجوية، ووفق تسريبات في هذا الإطار فإن العدد الإجمالي للعسكريين الأمريكيين كان في حدود 500 فرد حتى نهاية 2015 لكن بعد ذلك تم رفع عدد العسكريين الأمريكيين ومضاعفة عدد عناصر المخابرات. علما وأن التواجد العسكري الأمريكي وخاصة في جانب الاستخبارات في ليبيا مازال يعاني تبعات وآثار واقعة مقتل سفير الولايات المتحدة في بنغازي و3 من كبار موظفي البعثة الديبلوماسية لتقصير واضح في تصدير المخاطر من طرف المخابرات الأمريكية.

فشل الاستخبارات الأمريكية لا يمكن أن يحجب أهمية الدور الذي لعبه الطيران الحربي الأمريكي ضمن التدخل الغربي في 2011 عند إسقاط القذافي وتدمير كتائبه وتدمير البنية التحتية في ليبيا. سيناريو تدخل غربي ثان في ليبيا تحت مبرر محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي بات على وشك الحدوث، ودون الحاجة لإصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي فحرمة القرارات الأممية جميعها تطالب بحماية المدنيين ومحاربة معرقلي الحل السياسي، وفرض عقوبات عليهم كما أن كل تلك القرارات تقر التدخل لحماية ثروات البلاد ووحدتها الترابية وآخر هذه القرارات نجد القرار رقم 2292 والقرار 2259.

تقدم الاستعداد للتدخل العسكري الغربي
لاحظ خبراء روس بأن تنقلات لمسؤولين أمريكيين خلال الأيام الفارطة توحي وتؤشر لاقتراب إقدام الولايات المتحدة على عمل عسكري جديد في ليبيا تحت غطاء محاربة داعش ليبيا. لكن الحديث عن موضوع شن غارات أو تدخل عسكري في ليبيا هو ما أوردته تقارير أمريكية هذه المرة، والتي أشارت خلاله إلى عمليات تدريب للقاذفات الأمريكية بي 52 قرب سواحل شمال إفريقيا تمهيدا للمشاركة في عمل عسكري جديد في ليبيا يقوم به الحلف الأطلسي وفي إطار عملية وتحالف غربي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا. للتذكير فإن القاذفات من نوع بي 52 الأمريكية الصنع يبلغ طولها 49 مترا وعرضها 56 مترا وتبلغ سرعتها القصوى 1014 كلم في الساعة كما يمكن للقاذفة بي 52 التحليق والطيران لمسافة 2870 كلم دون الحاجة للتزود بالوقود ،وباستطاعة البي 52 حمل 4536 كلغ ذخيرة ويمكن لذات الطائرة الحربية أن ترتفع لحد 50 ألف قدم في المقابل يمكنها الطيران على مستوى منخفض جدا بفضل امتلاكها لردار يسمح بالرؤية لمسافة 10 أميال.والسؤال المطروح ماذا يخفي ويحجب التدخل العسكري أو العملية العسكرية الجديدة في ليبيا؟ وهل أن حجم تنظيم «داعش» يتطلب الاستنجاد بهذه القاذفات العملاقة والمكلف استعمالها؟ وما سر تواجد 3 غواصات مجهولة قبالة ساحل سرت؟

وللإجابة عن جملة تلك الاستفهامات لا بد من الإشارة إلى ضبابية الاستراتيجية الأمريكية في ليبيا، حيث تميزت المواقف الأمريكية سياسية كانت أم عسكرية بالغموض إذ تتقدم نحو الواجهة حينا وتتأخر أحيانا فاسحة المجال لإيطاليا وفرنسا أو بريطانيا ،لكن رغم ذلك الغموض وغياب الاسترايتجية عادت إدارة أوباما لتركز على ليبيا وضرورة توجيه ضربات جوية ضد «داعش» ليبيا مع أن عدة مؤشرات تؤكد أن العملية هذه المرة سوف تتعدى مجرد القصف إلى تدخل عسكري برؤى محدودة في المكان ولأهداف محددة حماية حكومة السراج، ووضع اليد على الهلال النفطي وغيره من المواقع النفطية البرية والبحرية.

المشاركة في هذا المقال