Print this page

لبنان: بين الصعوبات الاقتصادية والانقسام السياسي ورهان إنجاح الإنتخابات البرلمانية

يعيش لبنان في هذه الآونة كأغلب دول العالم على واقع اقتصادي مترد في وقت يواجه فيه الإقتصاد العالمي ككلّ ، مطبّات خطيرة وذلك بالتزامن

مع المتغيرات الدولية السياسية والعسكرية والصحية . ويقترب لبنان يوما بعد يوم من موعد الإنتخابات البرلمانية المُقرّر إجراؤها في منتصف شهر المقبل وذلك وسط تحديات داخلية على كافة الأصعدة ووسط مخاوف من عدم القدرة على تأمين مستلزمات مثل هذا الحدث الهام.
و لئن أكد الرئيس اللبناني ميشال عون التصميم على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في 15 ماي المقبل بعد تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لها وإنجاز الكثير من الترتيبات المرتبطة بها ، إلاّ أن الوضع الإقتصادي الصعب الذي تمرّ به بلاد الأرز منذ سنوات والذي زادت حدته منذ انفجار مرفإ بيروت عام 2020 وما عقبه من خسائر مادية وبشرية. وقال عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا رونيسكا: «ادعو إلى تأمين المساعدات للسوريين داخل الأراضي السورية لتشجيعهم على العودة لأن حصولهم على مساعدات وهم في لبنان سيشجعهم على عدم العودة».
كما أشار إلى «سبب عدم التجاوب الدولي مع هذا المطلب اللبناني الذي تكرّر في أكثر من مناسبة دون أن يلقى أي ردة فعل إيجابية، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول نيّات بعض الدول في إبقاء النازحين في لبنان رغم عودة الأمن والاستقرار إلى جل المناطق السورية».
ولفت إلى أن « لبنان كان يأمل أن يركز تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطبيق القرار 1701 الذي تمت مناقشته قبل أيام في نيويورك ، في إطار الإحاطة الدورية، على تداعيات النزوح السوري الى لبنان».وأشار إلى أن « الأمين العام للأمم المتحدة زار بيروت وعاين عن كثب واقع النزوح السوري واستمع إلى وجهات نظر المسؤولين اللبنانيين في هذا الصدد».
واقع إقتصادي صعب
فيما يحذّر مراقبون من ان الوضع الإقتصادي صعب في لبنان المخاوف الأكبر اليوم في البلاد في الإضطراب الذي يخيم على المشهد السياسي. إذ يتزامن الإستحقاق الإنتخابي مع ظهور حركية جديدة ومنافسة وانقسام كبيرين في الساحة السياسية. هذا التخبط السياسي في المشهد اللبناني سينعكس وفق متابعين على نتائج هذه الإنتخابات وعلى مستقبل المشهد اللبناني برمته خلال السنوات المقبلة .
ولئن يحمل اللبنانيون مسؤولية الواقع الإقتصادي المتردّي والظروف الإجتماعية الكارثية للسلطة والمسؤولين الحاليين فإنّ المخاوف مستمرة لدى الشعب رغم وعود التغيير والإصلاح التي يترنّم بها المرشحون. إذ يشهد الشارع اللبناني في هذه الآونة احتجاجات كبيرة نتيجة إثقال كاهله بالضرائب مقابل الزيادة غير المسبوقة في الأسعار .
ويقف لبنان اليوم أمام مفترق طرق خطير على كافة الأصعدة وذلك مع التحديات التي يواجهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفريقه الحكومي، وذلك في وقت تتزايد فيه الخلافات والانقسامات الداخلية بين مختلف مكوّنات المشهد السياسي اللبناني. ويعاني لبنان منذ سنوات من واقع اقتصادي حرج علاوة على الصعوبات التي تواجه عمل مؤسسات الدولة في مجابهة المعضلات الاقتصادية الاجتماعية والصحية.
وساهم انهيار الليرة اللبنانية وزيادة التضخم وارتفاع البطالة في مزيد تدهور المشهد اللبناني في وقت تسير فيه المفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي ببطء كبير وسط مخاوف من الدخول في مرحلة جديدة لم يمر بها بلد الأرز منذ عقود في علاقة بقدرة المواطن البناني الشرائية وأسلوب عيشه والخدمات المعتادة من سفر وسياحة وغذاء وغيرها من العادات التي ستتأثر كما سيتأثر الواقع الاجتماعي المرتبط بالمتغيرات الاقتصادية والمالية الصعبة في لبنان.

المشاركة في هذا المقال