Print this page

كاتب «الحياة مفاوضات» يترجّل.. فلسطين تودّع السياسي المُخضرم صائب عريقات

ترجّل يوم أمس السياسي المخضرم وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن سن تناهز الـ65 عاما متأثرا بإصابته بفيروس «كورونا»، وذلك بعد مسيرة سياسية حافلة بالنضال

والمقاومة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي. وهو أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ومن أبرز قادتها. ويعد عريقات من أبرز السياسيين الذين مروا في تاريخ فلسطين وقد اضطلع بأدوار هامة في مسار القضية الفلسطينية ضدّ الإحتلال ، وألف صائب عريقات تسعة كتب سياسية، أبرزها «الحياة مفاوضات» الذي صدر عام 2008، و«بين علي وروجز» عام 2014.

ونعت الرئاسة الفلسطينية أمس صائب عريقات، وقالت أنّه «أحد الأصوات البارزة على المسرح السياسي الفلسطيني على مدى عقود». وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين «خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا».

وجاء في بيان النعي أن عريقات «أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل.وأضاف «تفتقد فلسطين اليوم الى هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عاليا والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية في المحافل الدولية كافة».
وكان عريقات المصاب بتليف رئوي، خضع لعملية زرع رئة في مستشفى بالولايات المتحدة عام 2017 قبل استئناف أنشطته وهو ما جعل حالته الصحية حرجة بعد إصابته بـ«فيروس كورونا» في أوائل شهر أكتوبر الماضي ويشار إلى أن عريقات كان عضوا بحركة فتح الفلسطينية ، ووصف بأنه «الابن المُدلّل» للزعيم الراحل ياسر عرفات ورفيق دربه في سنوات النضال وكان له دور محوري في اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير وكيان «اسرائيل» وقد شغل منصب كبير المفاوضين على امتداد عقود طويلة من 1995 إلى حدود عام 2004.

وعرف الراحل بعلاقته الفريدة بالزعيم الراحل ياسر عرفات، كما عرف بذكائه ودهائه السياسي في إدارة المفاوضات مع كيان الإحتلال والغرب بصفة عامة باعتبار خبرته السياسية الطويلة وحيازته لثقة السلطات الفلسطينية المتعاقبة من قيادة ياسر عرفات وصولا إلى قيادة محمود عباس .
وكان موقف عريقات الأخير من هرولة عدد من الدول العربية نحو التطبيع مع كيان «اسرائيل»، رافضا لهذه الخطوة التي اعتبرها «خيانة صريحة» للقضية الفلسطينية. حيث انتقد كبير المفاوضين -الذي اعتبر محاورا ومناورا غير مسبوق في مفاوضات بلاده مع الغرب- التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية. ورأى أنّ «اتفاق تطبيع العلاقات بين «إسرائيل» والإمارات «يقتل» حل الدولتين و«يقوي المتشددين» و»يقضي على» أي إمكانية إحلال السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين.

وخلّف خبر وفاة عريقات حالة من الحزن والوجع في عموم فلسطين التي ودّعت قامة من قاماتها بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات وخليل الوزير «أبوجهاد» وغيرهم من المناضلين الذين زخرت بهم السياسية الفلسطينية ولازالت.

المشاركة في هذا المقال