Print this page

المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني أحمد عساف لـ «المغرب»: «عاهدنا شعبنا بأن نكون صوتا فلسطينيا وإعلاما وطنيا مناضلا مهما كان الثمن»

تطرق المشرف العام على الاعلام الرسمي الفلسطيني احمد عساف في هذا الحديث مع «المغرب» الى الوضع الفلسطيني والمشهد العربي اليوم في ظل ما نشهده من حروب ودمار في اكثر من منطقة . وقال ان الرئيس الفلسطيني ابو مازن يسعى الى تدويل القضية الفلسطينية من خلال المبادرة الفرنسية .

واوضح ان الاعلام العربي هو انعكاس للحالة التي يعيشها العالم العربي وبالتالي هو جزء من هذه الحالة وعملية الاستقطاب الموجودة في المنطقة في ما يتعلق بالقضايا العربية.
احتفى العالم مند يومين باليوم العالمي لحرية الصحافة ..بصفتك مديرا للاذاعة والتلفزيون الفلسطيني كيف ترون واقع الاعلام الفلسطيني اليوم؟

الاعلام الفلسطيني هو صاحب رسالة وطنية هدفها ايصال صوت وصورة الشعب الفلسطيني الى العالم اجمع ضد ممارسات هذا الاحتلال الاسرائيلي ولكشف جرائمه وفضحها امام العالم اجمع . الاعلام الفلسطيني بما انه صاحب قضية وطنية دفع ثمنا كبيرا نتيجة هذه المواقف الوطنية حيث سقط المئات من الشهداء الاعلاميين عبر مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ العام 1956. والى وقت قريب سقط شهداء من الاعلام الفلسطيني والسبب هو سعيهم لإيصال صوت الشعب الفلسطيني الى العالم . لم تكتف اسرائيل بهذا بل ضيقت على الصحفيين وقصفت مقرات الاعلام الفلسطيني على سبيل المثال هيئة الاعلام والتلفزيون التي أرأسها الآن وقصفت ابراج البث واستهدفت الصحفيين بكل الوسائل، فعن اي حرية للصحافة الفلسطينية نتحدث في ظل وجود هذا الاحتلال الاسرائيلي المجرم الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني ومن يسعى الى فضح هذه المؤامرات الاسرائيلية؟ نحن في الاعلام الفلسطيني عاهدنا شعبنا بان نكون صوتا فلسطينيا واعلاما وطنيا مناضلا مهما كان الثمن ولن نتراجع عن مطالبنا بالحرية والاستقلال .

واقع الاعلام العربي اليوم الى اي مدى ينصر القضية الفلسطينية؟
الاعلام العربي هو انعكاس للحالة التي تعيشها امتنا العربية وبالتالي هو جزء من هذه الحالة وعملية الاستقطاب الموجودة في المنطقة في ما يتعلق بالقضايا العربية المحلية. نحن لسنا طرفا في ما يجري في القضايا العربية الداخلية ونطلب من جميع اشقائنا العرب ان يساندوا القضية الفلسطينية وان تبقى هي قضية الاجماع العربي التي يتفقون ويلتفون حولها . هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية ولكنه في الحقيقة تراجع وهذا واضح للجميع . كان الخبر الفلسطيني هو الخبر الاول عبر مختلف وسائل الاعلام العربية . اليوم في ظل الانشغالات العربية بالقضايا الداخلية تراجع الخبر الفلسطيني . عندما يذكر مصطلح القضية كان يعني القضية الفلسطينية اما اليوم فهناك القضية اليمنية والليبية والعراقية والسورية. وبالتالي اصبح هناك العديد من القضايا التي تفرض نفسها على الساحة العربية . بالرغم من كل ذلك اقول لك ان العرب لن يجتمعوا الا على القضية الفلسطينية وما زالت القضية تحظى باهتمام من قبل وسائل الاعلام ونسعى الى ان يكون هذا الاهتمام موجودا حتى نقطع الطريق امام الاسرائيليين للاستفراد بالشعب الفلسطيني .

برأيكم هل ستنجح المبادرات الدولية باستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية؟
الحديث الآن ليس عن استئناف المفاوضات بل عن مؤتمر دولي للسلام وعن تدخل دولي بشكل اكثر فاعلية من السابق . فقط جربنا المفاوضات الثنائية وللأسف لم تحقق اهدافها في ظل تمسك « اسرائيل» بالاستيطان وفي ظل عجز الولايات المتحدة حتى على فرض الاتفاقيات التي كانت برعايتها على «اسرائيل» . فالطريق السابق لم يحقق اهدافه نهائيا لذلك يسعى الرئيس ابو مازن الى تدويل القضية الفلسطينية من خلال المبادرة الفرنسية التي تحدثت عن مؤتمر دولي ومجموعة دولية لدعم المفاوضات وهذا ما رحبنا به والعملية بدأت فعليا . في نهاية هذا الشهر سيعقد اجتماع في فرنسا للجنة دولية تضم الاقليم والمجتمع الدولي والوطن العربي من اجل بلورة وصياغة جدول اعمال المؤتمر الدولي للسلام الذي نتحدث عنه . وبالتالي نستطيع ان نخرج من ثنائية المفاوضات السابقة لكي نضع «اسرائيل» في الزاوية لان مشكلتها لن تكون مع الشعب الفلسطيني بل مع العالم اجمع.

وهل هناك استراتيجية اعلامية عربية موحدة للدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال الاعلام؟
لا توجد استراتيجية عربية موحدة للدفاع لا عن القضية الفلسطينية ولا حتى عن القضايا العربية وهذا ما يجب ان نعمل من أجله جميعا. ويجب ان تكون هناك استراتيجية عربية لدعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ولا اخفيك ان هناك حديثا مع وسائل الاعلام العربي من اجل الاتفاق على استراتيجية عربية موحدة للتعاطي معها على كل المستويات ولكي نعيد النظر في خطابنا الاعلامي الموجه نحو شعوبنا بطريقة مختلفة عن السابق خشية من انجرار جماهيرنا خلف اجندات مشبوهة ، وكذلك مخاطبة الآخر اي المجتمع الغربي بطريقة مختلفة عن السابق خاصة في ظل التطور الحاصل في وسائل الاتصال ووسائل الاعلام وهذا الانفجار ممكن ان نستفيد منه لصالح قضايانا العربية .

لاحظنا خلال الانتفاضة الاخيرة دورا كبيرا للإعلام في فضح الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية فكيف تقيّمون هذا الدور؟
الاعلام المتطور او الاعلام الحديث لعب دورا كبيرا لصالح القضية الفلسطينية وخلال الانتفاضة الاخيرة الحاصلة في فلسطين اكدنا على كل النشطاء بان يصوروا ويوثقوا كل جرائم الاحتلال الاسرائيلي حتى عن طريق الهواتف الخلوية وعدم انتظار الصحفي ليصور الجرائم بكاميرته . وفعلا نجحنا من خلال عشرات الافلام التي وثقت الاعدامات المباشرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين ونشرها على مستوى العالم ولقيت صدى غير مسبوق . وبالتالي كشفت وأزالت القناع عن وجه الاحتلال القبيح . «اسرائيل» كانت تدعي بان جيشها هو الاكثر اخلاقية ، فشاهد العالم من خلال هذا الاعلام الحديث جرائمه بحق شعبنا فعن اي ديمقراطية تتحدث «اسرائيل»؟ . بالتالي استفدنا كشعب فلسطيني من التطور الحاصل في الاعلام ومن وسائل التواصل الاجتماعي وهذا الانفتاح من اجل ايصال صوت وصورة شعبنا الى العالم اجمع .

تحدث تقرير «اليونيسيف» الاخير عن وجود 13 مليون طفل في الشرق الاوسط دون تعليم فكيف ترى هذا الرقم المفزع؟
هذا رقم مفزع ومخيف ويجب ان نوفر لهذه الاجيال كل الظروف من اجل ان تكون مهيأة لقيادة المستقبل . واذا لم نكن مستعدين جيدا فان المستقبل سيكون صعبا وبالتالي ندعو كل اشقائنا العرب إلى الاهتمام بالأطفال واجيال المستقبل والتركيز على هذا الجيل الذي سيحمل الراية من بعدنا ،حتى لا نترك الفرصة لأعداء امتنا العربية لتنفيذ اجنداتهم الهادفة الى السيطرة على هذه الامة ومقدراتها وهذا بالتأكيد سيعيدنا الى خانة اعتقد انه لن يكون احد رابحا منها .

اين تتنزل زيارتكم الى تونس؟
جئنا للمشاركة في الدورة 17 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وكانت فرصة ثمينة للقاء الاشقاء المشاركين في هذا المهرجان من اجل التفاهم معهم على صيغة عمل عربي مشترك لمواجهة الاخطار المحدقة بالأمة العربية . لاحظنا وجودا عربيا مكثفا واهتماما بهذه الدورة التي تجمع لأول مرة هذا العدد من الاعلاميين . وهذا يؤكد الاهتمام العربي بوسائل الاعلام لما لها من دور في صياغة الوعي العربي لمواجهة الاخطار المحدقة بالقضايا العربية. كما لاحظنا اهتماما تونسيا بالقضية الفلسطينية واتفقنا على تفعيل التعاون المشترك مع الاشقاء التونسيين والعرب من خلال اتحاد الاذاعات العربية وقدمنا مجموعة من الاعمال الفلسطينية للمشاركة في هذا المهرجان.

المشاركة في هذا المقال