Print this page

ليبيا: شورى درنة يعلن رسميا تحرير المدينة من تنظيم «داعـش» الإرهابـي

أعلن المتحدث باسم ما يسمى بمجلس شورى المجاهدين درنة حافظ الضبع سيطرة قوات المجلس والمسلحين الداعمين له على كافة مواقع «داعش» الإرهابي ،وكان التنظيم أعلن بدوره انسحاب عناصره من آخر مواقعه التي كان يسيطر عليها وهي مواقع الفتايح والحيلة وحي الأربعمائة.

إلى ذلك هنّأ المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية أهالي درنة بمناسبة تحرر المدينة من بقايا الدواعش.

عملية تحرير درنة من «الدواعش» طرحت مجددا جملة من الاستفهامات والأسئلة حول حجم وقدرات التنظيم ومدى قدرته على الصمود والحفاظ على مواقعه. ففي معارك درنة لم يكن الطرف الذي يقاتل «داعش» بتلك القوة او الكفاءة القتالية العالية ،فمجلس شورى مجاهدي المدينة هو مليشيات غير منضبطة ولا هي بذلك الجيش النظامي والمتدرب جيدا. وحتى أسلحته فهي ليست بالحديثة ،ومن هذا يمكن الإجابة عن تلك الاستفهامات والأسئلة وهي أن تنظيم «داعش» أضعف مما يتصوره البعض وأنّ الماكينة الإعلامية هي التي ضخّمته.

وأثبتت تجربة مدينة درنة أن «داعش» لا يمكنه الصمود أبدا أمام خصومه حتى وإن كانوا مجرد مليشيات مسلحة فما بالك في حال مواجهته لجيش نظامي، وهذه الصورة الأخيرة تنطبق على ما وقع في مدينة بن قردان جنوب تونس حيث تم القضاء على العشرات من الدواعش في ظرف 5 أو 6 ساعات فقط ولاذ باقي الدواعش بالفرار ليتم القبض عليهم لاحقا الواحد تلو الآخر.

إذن ما دام التنظيم على هذا الضعف لماذا كل هذه التخوفات من توسعه وما سر الحشد الدولي والاستعداد للتدخل في ليبيا لمحاربته؟ ولِمَ كل هذه الاعتمادات المالية المخصصة لمحاربته وقصفه والدفع بالطائرات دون طيار إلى سماء ليبيا؟

نعلم أن الغرب يوظف الظاهرة ويستغلها لتنفيذ استراتيجياته ومشاريعه وقد عمل على استغلال ظاهرة تنظيم القاعدة فكان غزو العراق وقبله أفغانستان، والآن ها هو نفس السيناريو يعاد مع اختلاف المكان والزمان تم تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق وبالتالي أمكن للغرب بقيادة الولايات المتحدة تحت أنظار إسرائيل السيطرة على أجواء سوريا وفي هذا السياق يؤكد خبراء عسكريون أن المقاتلات الروسية وعند الإقلاع من القواعد في سوريا كانت تعلم أيضا الأمريكان وإسرائيل. استغلال الغرب لظاهرة داعش في منطقة الشام سوف يتكرر في ليبيا لا محالة عبر إقرار التدخل العسكري. مع أن الغرب المندفع بذلك للتدخل يدرك ويعلم أن قوة داعش ورقية وهو أضعف من الضعف نفسه فهو مصمم على تنفيذ التدخل لوضع اليد على ثروات ليبيا.

أي مستقبل لتنظيم «داعش» في ليبيا؟
بعد إعلان تحرير درنة من الدواعش على يد ما يعرف بشورى مجاهدي المدينة وبداية بتسجيل عمليات مسلحة ضده في سرت وأيضا عمليات ملاحقة وتفكيك خلايا داعش النائمة في طرابلس بعد كل هذا ما الذي تبقّى من داعش ليبيا وما حقيقة وجود 3 أو 5 آلاف داعشي في سرت؟

في ما يتعلق بتحرك أهالي سرت ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، أكدت مصادر أمنية من داخل المدينة تعرض رتل تابع لداعش أمس إلى هجوم مسلح مما أسفر عن مقتل قيادي بارز من الدواعش ،وخلال الأسابيع الفارطة تناقلت وسائل إعلام محلية ما مفاده أن «داعش» يعيش حالة من الرعب الشديد بسبب وجود قناص لم يعرفوا له مكانا كان وراء مقتل أعداد من الدواعش.

إضافة إلى ذلك حققت قوات الجيش تقدما لافتا في حربها ضد الإرهاب في بنغازي حيث تم تحرير 95% من المدينة وكان الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش أدى زيارة تفقد لمحاور القتال في بنغازي، قبل أن يشرف على اجتماع بحضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح. الفريق حفتر أعلن قرب التحرك لتحرير مدينة سرت من الدواعش. المحصلة أن الحديث عن وجود مخاطر ومخاوف متأتية من قوة داعش ربما يبدو مبالغا فيه إلى حد كبير أو على الأقل ليس في حاجة لمثل هذا الحشد الدولي وإرباك المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية.

مجلس النواب يعقد جلسة الخميس القادم
كشفت عضو مجلس النواب سهام سرقيوة أن لجنة 6+6 التي تشكلت بين النواب المعارضين والمؤيدين للحكومة توصلت إلى إجماع فيما بينها حول خمسة مقترحات لتجاوز الإشكالية السياسية والمرور لمنح الثقة للحكومة من ضمن المقترحات تأجيل إجراء التعديل الدستوري إلى ما بعد المصادقة على الحكومة وأيضا تجميد المادة الثامنة وبالتالي سوف يكون اختصاص تعيين المسؤولين العسكريين والأمنيين وكبار الموظفين من مهام مجلس النواب لحين انتخاب رئيس للدولة. وهكذا سوف يعين مجلس النواب الفريق حفتر قائدا عاما للجيش مقابل رفع الفيتو عن ترشيح المهدي البرغثي لوزارة الدفاع.

وحول موعد انعقاد جلسة المصادقة على الحكومة رجحت مصادر مقربة من رئاسة البرلمان أن يكون الخميس القادم موعدا لها. وأشارت نفس المصادر إلى عدم إمكانية نقل جلسة البرلمان لأي مدينة أخرى. سيما وأن جهاز الحرس الرئاسي والجيش الوطني نجحا في تأمين مقر انعقاد جلسات البرلمان.

المشاركة في هذا المقال