Print this page

بعد قرارها حل اللجنة الادارية لقطاع غزة حماس والمتغيرات الاقليمية .. والدفع نحو المصالحة

اثار قرار حماس حل اللجنة المركزية لقطاع غزة ردود فعل عديدة داخلية وخارجية ورحبت قوى فلسطينية بهذه الخطوة التي –وان جاءت متأخرة– إلا انها فتحت الباب واسعا امام تنفيذ المصالحة الحقيقية المرجوة بين حماس وفتح ...

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أن تشكيل اللجنة الإدارية يُعد تكريساً للانقسام وتجاوزا لحكومة الوفاق الوطني مشيرا إلى أن حل اللجنة طلب لا رجعة فيه. وأشار عزام الأحمد، إلى أن اجتماعات مطولة عقدت بين وفد حركة فتح المتواجد في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير مبينا انه سيتم عقد اجتماع ثنائي بين فتح وحماس يعقبه اجتماع لكافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة من أجل البدء في الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق بكافة بنوده .

لقد دفع الفلسطينيون ثمنا باهظا جراء هذا الانقسام الذي اضعف قضيتهم في وجه العدو المحتل لذلك فان دعوة حكومة رامي الحمد الله الى قطاع غزة لمباشرة مهامها ينهي احد اكبر المعضلات التي لطالما اثقلت كاهل الفلسطينيين .
والمعلوم ان حماس وفتح قد توصلتا الى اتفاق القاهرة في سنة 2011 برعاية مصرية والذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية إضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية. لكن شيئا لم ينفذ من هذا الاتفاق وطوال الاعوام الماضية كانت توجه لحماس اتهامات بتعطيله.
فما الذي يدفع حماس الى القيام بهذه الخطوة التاريخية ؟ وهل تسهم التحولات الاقليمية التي تشهدها المنطقة في الدفع بالحركة في اتجاه مصافحة فتح؟.

القطيعة
قال مستشار الرئيس الفلسطيني مأمون سويدان والقيادي في حركة فتح في حديثه لـ «المغرب» ان من يتابع الشأن الفلسطيني يدرك خطورة ما فعلته حركة حماس عام 2007، حين احتكمت للسلاح في الخلافات الفلسطينية الطبيعية، وقامت بانقلاب عسكري ترتب عنه سيطرتها المطلقة بقوة السلاح على قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين وبعد مضي ما يقارب أحد عشر عاما على حكم حركة حماس لقطاع غزة، يمكن القول أن حركة حماس فشلت في الادارة والحكم، وقدمت نموذجا سيئا بحكم النتائج الموضوعية التي ترتبت على حكمها، حيث تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية وتقييد للحريات وانتشار الفقر والبطالة والجريمة، وتردي الحالة المعنوية للمواطنين نظرا لما آلت اليه أحوالهم بسبب اجراءات وسياسات حركة حماس.
وتابع بالقول :«منذ اليوم الاول طالبت القيادة الفلسطينية ممثلة بسيادة الرئيس محمود عباس حركة حماس بالتراجع عن انقلابها دون جدوى، ولأجل حماية المصالح الوطنية الفلسطينية والحفاظ على وحدة الشعب، استجابت القيادة الفلسطينية لجميع المبادرات المحلية والاقليمية لإنهاء الانقسام وانجاز مصالحة وطنية تضمن تحقيق الوحدة لشعبنا وتقطع الطريق امام اعدائنا والمتربصين بقضيتنا.»

تغيرات اقليمية
وعن سبب تراجع حماس اجاب محدثنا:«في الاشهر الاخيرة كان واضحا أن تغيرات اقليمية كبرى بدأت تتشكل وخاصة بعد تشكل حلف عربي ضد سياسات دولة قطر بزعم دعمها للارهاب، وفي السياق ذاته تبنت دول المحور العربي الجديد سياسات صارمة تجاه حركة الاخوان المسلمين التي تنتمي لها حركة حماس. وبدا الامر ان موقفا عربيا جديدا قد تبلور بشأن أطراف اتهمت بممارسة او دعم الارهاب ومنها جماعة الاخوان المسلمين.

كان موقف القيادة الفلسطينية ولايزال متمسكا بمبدأ الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول العربية الشقيقة وعدم التدخل في شؤون الاخرين وبذل مساعي حميدة لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء العرب والعمل على احتواء اي خلاف عربي بالطرق الودية بما يحفظ للامة العربية هيبتها ويحقق وحدتها.
وبين انه في بداية الأزمة القطرية وما ترتب عنها من انعكاسات على مستقبل حركة حماس، حاولت حركة حماس التقرب من القيادي الفلسطيني المطرود من حركة فتح محمد دحلان الذي يعمل مستشارا لجهات امنية اماراتية بغية مساعدتها في الخروج من ازمتها. اثار هذا التقارب حفيظة دول قريبة من حماس تكن العداء لدحلان وتتهمه بالعبث في شؤونها الداخلية واستقرارها.

واعتبر ان حركة حماس أدركت خطورة الواقع الراهن في قطاع غزة وقابليته للانفجار في اي لحظة بحكم تدهور الأوضاع المعيشية على نحو غير مسبوق، وتزامن ذلك مع تغيرات اقليمية تخللها تهديدات حقيقية لحركة حماس من قبل اطراف دولية وعربية. وقال انه ومن المتوقع ان تبدأ حكومة الوفاق بممارسة مهامها في قطاع غزة خلال ايام وتولي مسؤولياتها الفعلية، وهنا الاختبار الحقيقي الذي سيظهر من خلاله مدى التزام حركة حماس بما اتفق عليه.

نحو تنفيذ الاتفاقيات
من جهته قال المحلل السياسي الفلسطيني فادي عبيد لـ «المغرب» أن حدوث «اختراق» كهذا هو أمر مهم، ولكن الأولى في هذه المرحلة الإسراع في الذهاب إلى تطبيق ما اتفق عليه، لتجنب الخيبات السابقة». واضاف :»الظروف اليوم ربما تغيرت، وأعني بذلك المشهد الإقليمي تحديدًا، فضلًا عن وصول الأوضاع داخل (سجن غزة) الكبير إلى أسوأ نقطة، وهذا باعتقادي ما أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن من حل اللجنة الإدارية ووضع الأطراف كافة عند مسؤوليتها».
وفيما يتعلق بانعكاس الأزمة الخليجية على حماس قال :» يعني الحديث عن انعكاس للأزمة الخليجية وربط الأمر بما حصل أتصور أنه غير دقيق ، لكن هذا لا يعني أن المتغيرات من حول الفلسطينيين بما فيها تلك الأزمة لعبت دوراً في الوصول إلى هذه النقطة الآن بالتحديد ، رغم أن ما تم الاتفاق عليه بين الفرقاء ليس جديداً» ..واضاف :» لا حاجة الآن للغرق كثيراً في التحديات والعقبات التي قد تطل برأسها ؛ بل علينا جميعاً أن ندفع باتجاه إبقاء قطار المصالحة على السكة».

المشاركة في هذا المقال