Print this page

ليبيا: المجلس الرئاسي وتركيبة جديدة في الأفق

يجمع المهتمون بالشأن الليبي في جانبه السياسي ومسار التسوية السياسية المتعثر على أن رئيس بعثة الدعم الأممية مارتن كوبلر وفريقه العامل معه أصبحوا على قناعة تامة بصعوبة تناغم وتجانس التشكيلة الحالية للمجلس الرئاسي برئيس و8 أعضاء، وأنه لا مناص من العودة

إلى اعتماد الآلية التي جاءت بها المسودة الرابعة للاتفاق السياسي أي أن يكون الرئاسي برئيس ونائبين.

يطرح هنا سؤال منطقي هو هل تضمن الأمم المتحدة نجاح تنفيذ الاتفاق بإحداث ذلك التغيير الذي تطالب به رئاسة مجلس النواب والمعارضون للمسودة الخامسة سواء من إقليم برقة أو دول الإقليم وخاصة مصر والإمارات المنتقدة لسيطرة تيار الإسلام السياسي على المجلس الرئاسي؟

للإجابة فإن عقبات أخرى بإمكانها أن تحول دون تمرير حكومة السراج ومن بين العقبات مستقبل القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر والضباط التابعين له، وأيضا تشكل الحكومة المرتقبة هل تكون حكومة مصغّرة؟ هل تكون حكومة محاصصة وجهوية أم حكومة كفاءات؟
جدير بالملاحظة كذلك أن المبعوث الدولي أجرى مؤخرا بالقاهرة لقاءات ذكر في شأنها أنها مفيدة وصريحة مع كلّ من رئيس البرلمان وعلي القطراني والعارف النايض، وعلى ضوء تلك المحادثات يبدو أن كوبلر اتخذ قرار العودة إلى المسودة الرابعة وإحداث تغيير بالمجلس الرئاسي بعد تلقيه الضوء الأخضر من سفراء الدول الكبرى وموافقة الجامعة العربية.

في الواقع فإن خطوة بعثة الأمم المتحدة بالعودة الى المسودة الرابعة جاءت بسبب فشل ذريع للرئاسي تمرير حكومته وإنجاز فعل على الأرض ،وأيضا حصول مستجدات عسكرية لافتة شرق البلاد وهي تلك المتعلقة بسيطرة قوات مجلس النواب على الهلال النفطي. وتصاعد غضب الشارع على المجلس الرئاسي وانتقاد أدائه الضعيف للغاية. أمام هذا لم تجد بعثة الأمم المتحدة من حل سوى إحداث تغيير على الرئاسي قبل انهيار الاتفاق السياسي برمته.

نقل مقر البرلمان
كشف فتحي المريمي المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب خلال تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بأن الجهات الأمنية في بنغازي أنهت وضع الترتيبات الأمنية لانتقال جلسات البرلمان إلى المدينة مثلما ينص الإعلان الدستوري. وأضاف المريمي أن الأمر رهين إعلان القيادة العامة للجيش تحرير بنغازي بالكامل.

يشار إلى أنه ومنذ تعيين العقيد صلاح هويدي على رأس مديرية أمن بنغازي تحسنت الأوضاع الأمنية واستعادت أجهزة الدولة مقراتها الرسمية ،ولم تبق غير جيوب قليلة للإرهابيين في حي قنفودة والقوارشة حيث يقوم سلاح جو الكرامة بغارات دقيقة على معاقل الإرهابيين فيما تتعالى أصوات في طرابلس تطالب بفك الحصار عن العائلات العالقة في قنفودة وتطالب منظمات حقوقية وإنسانية بإنقاذ المدنيين العالقين.

عسكريا وفي تطور خطير قامت طائرات حربية تابعة لرئاسة أركان المجلس الرئاسي بتنفيذ غارة جوية على تجمع لقوات رئاسة أركان طبرق في إحدى مزارع سبها التي يقودها العميد محمد بنايل ووفق مصادر عسكرية من طبرق فإن حصيلة الغارة 7 شهداء من الجيش. وهذه أول مرة منذ إعلان عملية الكرامة تحصل فيها عملية عسكرية وسلاح الجو بين الطرفين أي قوات برقة وقوات طرابلس.

تطور جاء بعد تقدم قوات حفتر أمس خارج الهلال النفطي وسيطرتها على هراوة والنوفلية شرق سرت وأيضا بلدة بن جواد وذلك لإبعاد مليشيات الجضران ومجموعات إرهابية موالية لتنظيم القاعدة الإرهابي عن الموانئ النفطية.

المشاركة في هذا المقال