Print this page

لقاء بين «جو بايدن» و«شي جين بينغ» على هامش قمة «آسيان»: التوتر الصيني الأمريكي على طاولة النقاش ... والخلافات تعكّر الأجواء

تنعقد اليوم الأحد في العاصمة الكمبودية «بنوم بنه»، الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ،

وذلك في أول لقاء سيجمع بين الجانبين بعد التوتر الأخير بسبب التقارب بين أمريكا وتايوان. وتستمر جولة بايدن خمسة أيام سيشارك خلالها في سلسلة من القمم مع الزعماء المشاركين علما بأن مشاركة الرئيس الأمريكي هي الأولى منذ سنة 2017 حيث لم يشارك الرئيس السابق دونالد ترامب في الإجتماعات السابقة .
بعد المشاركة في قمة آسيان، سيتوجه بايدن إلى جزيرة بالي الإندونيسية لحضور قمة مجموعة العشرين يومي الثلاثاء والأربعاء.ووفق تقارير يعتزم بايدن خلال القمة الحالية للرابطة في كمبوديا التأكيد على رؤيته لمنطقة «آسيا والمحيط الهادئ» حرة ومفتوحة، لمواجهة النمو العسكري الصيني والتكنولوجي.وفي اليوم الأول من زيارته التي ستستغرق يومين للمشاركة في قمة آسيان في بنوم بنه، سيلتقي بايدن مع رئيس وزراء كمبوديا هون سين.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في قمة شرق آسيا اليوم الأحد، قبل لقائه يوم غد الاثنين مع نظيره الصيني شي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي. قاً واقرأ
وتعرف العلاقات الأمريكية الصينية خاصة خلال الاعوام الأخيرة توترا غير مسبوق بدأ منذ تولي الرئيس السابق دونالد ترامب الحكم ، بالإضافة إلى أن الصراع بين الصين وأمريكا صراع تقليدي تنافسي يمتد منذ عقود طويلة حول زعامة العالم اقتصاديا وهو تنافس زادت وتيرته خلال السنوات الأخيرة مما تسبب في مزيد تعكير الأجواء بين البلدين .
ولعلّ أهم نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين هي دائرة التحالفات والإصطفافات بين حلفي البلدين ، إذ تعارض أمريكا التقارب الروسي الصيني وتعتبره تهديدا لنفوذها، في حين تعتبر بكين ان دعم واشنطن لتايوان استهداف لأمنها واستقرارها.

معركة سياسية وإقتصادية بين الصين وأمريكا
وقد رافقت الإنتقادات والجدل تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن «تايوان إذا تعرضت لهجوم، مضيفا أنه ليس الصين أي حق في السيطرة على الجزيرة بالقوة’’. وأعادت تصريحات ساكن البيت الأبيض الإهتمام للصراع التقليدي الكبير بين واشنطن وبكين حول زعامة العالم اقتصاديا والتي تتعدد أوجهها ومجالاتها، حيث أصبحت العلاقات الصينية الأمريكية أشبه بحرب اقتصادية سياسية يعمل فيها كل طرف للضغط على الطرف الثاني من خلال ملفات عالقة وحساسة على غرار أزمة تايوان التي تحاول واشنطن اعتمادها كورقة ضغط ضدّ الصين مقابل تنازلات وضمانات.
ووفق مراقبين فإنّ التوتر بين أمريكا والصين شهد منعرجا جديدا خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي غذت المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة خشية متزايدة من اندلاع صراع مسلح في جبهة جديدة تتعلق بغزو صيني محتمل لتايوان في ظل صراع دائر بين الطرفين منذ عقود طويلة. وتعتبر الصين عدوا تقليديا للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا ،وقد باتت قضية تايوان بدورها في قلب الحرب غير المعلنة بين بكين وواشنطن .
ورافق التصعيد العسكري في أوكرانيا وما تبعه من تنديد دولي وقلق من توسع رقعة النزاع الدائر، استنفارا في تايوان إذ يتمثل أصل الصراع الصيني التايواني في أن بكين تعتبر تايوان مقاطعة متمردة انشقت عنها يجب إعادتها إلى البر الصيني في كل الإحتمالات، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة ودولة مستقلة، سواء أتم إعلان استقلالها رسميا أم لا. هذا الخلاف بين الصين وتايوان رافقه دعم أمريكي وغربي غير مسبوق خصوصا في الآونة الأخيرة وهو ما يفسره مراقبون بحرب الضغوطات بين الجانبين إذ يعد أصل الخلاف بين واشنطن وبكين إقتصاديا تجاريا بالأساس حول الزعامة الإقتصادية للعالم إلا أن قضية تايوان كانت دائما ورقة ضغط الصين من خلال دعمها سياسيا وأحيانا لوجستيا وحقوقيا.

وتعتبر الصين تايوان خطّا أحمر يمس بشكل مباشر من أمنها الداخلي واستقرارها الأمني والسياسي . وفي سياق تطورات المشهد الدولي الراهن واندلاع الحرب بين موسكو وكييف وفي ظل مستويات التعاون الكبير بين روسيا والصين والتي توسعت بشكل كبير خلال العقد الأخير ،يرى مراقبون أن التنين الصيني قد يكون في وضع مراقبة حذرة لتداعيات أي خطوة عسكرية محتملة للسيطرة على تايوان . ومنذ إعلان موسكو عن دخولها إلى التراب الأوكراني أعلنت حكومة تايون عن حالة استنفار من الدرجة الأولى في البلاد وذلك نتيجة توفر عوامل حدوث غزو صيني لأراضيها على غرار السيناريو الروسي الأوكراني.
وتعليقا على القمة المرتقبة بين الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي قال الرئيس الإندونيسي - في لقاء خاص مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) أذيع أمس السبت - أن اللقاء الصيني-الأمريكي أمر هام خاصة إذا تمكن الرئيسان من التوصل لاتفاق حول كيفية مساعدة العالم على التعافي. وأضاف «التنافسية أمر طبيعي طالما أديرت بشكل مناسب، ولم تؤد لصراع مفتوح، وإذا كان هناك حوار فسيكون ذلك أمرا جيدا للتعافي العالمي وخاصة الاقتصادي...لن يكون هناك سلام دون حوار».

المشاركة في هذا المقال