Print this page

فلاديمير بوتين يعلن عن «التعبئة العسكرية الجزئية» لمقاومة التقدم الأوكراني في الدونباس: تنظيم استفتاء في أربع مقاطعات أوكرانية تمهيدا لضمها إلى روسيا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح الأربعاء 21 سبتمبر 2022 في خطاب مسجل نقله التلفزيون الروسي عن أنه قرر «التعبئة الجزئية للجيش»

الفورية من أجل «الدفاع عن الأراضي الروسية» بسب ما اعتبره «إرادة الغرب تدمير «روسيا.
واتهم بوتين، الذي سبق ان هدد باستعمال السلاح النووي في عدة مناسبات، الغرب بممارسة ابتزاز نووي ضد بلاده محذرا بان روسيا مستعدة لاستخدام «كل وسائلها الدفاعيةلحماية نفسها». وأضاف أن روسيا لديها «أسلحة كثيرة للرد» على ما وصفها بالتهديدات الغربية وقال إنه لا يمزح.وكان من المفترض أن يلقي الرئيس الروسي خطابا في مقر الأمم المتحدة بنيو يورك الا انه أعلن عن الغائه.
ضم مناطق أوكرانيا للتحكم في بحر آزوف
يأتي خطاب بوتين بعد يوم واحد من إعلان السلطات التي عينتها موسكو في أربع مناطق من التراب الأوكراني المحتل وهي لوغانسكو ودونيتسكو وخيرسون ومنطقة زابوريجيا التي تحوي أكبر محطة نووية في أوروبا عن تنظيم استفتاء يوم 23 سبتمبر لضمها لروسيا الإتحادية. وهي المناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرق وجنوب أوكرانيا بعد اجتياح الأراضي الأوكرانية في فيفري 2022 والتي تجري فيها حاليا معارك دامية بعد أن نظمت السلطات الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية هجوما مضادا أسفر عن «تحرير» أكثر من أربعين مدينة وقرية. وكانت أنباء رسمية روسية قد أشارت منذ أيام الى نية تنظيم الاستفتاء يوم 4 نوفمبر القادم. لكن فلاديمير بوتين أقر تقديم موعد الاستفتاءلفرض فكرة «العدوان على الأراضي الروسية» التي تسمح له بضمان مساندة الرأي العام الروسي في حربه على أوكرانيا.
وأصبح المد العسكري الأوكراني يهدد مخططات موسكو في التحكم في الرقعة الترابية الأوكرانية المحتلة التي تضمن لموسكو تحكما كاملا في بحر آزوف بعد أن ضم شبه جزيرة القرم. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تجنيد 300 ألف عسكري من الجيش الاحتياطي لإرسالهم للقتال في منطقة دونباس التي شهدت في الأيام الأخيرة تقهقرا لفيالق الجيش الروسي التي فرت من القتال تاركة وراءها عتادا عسكريا وأسلحة وذخيرة استولت عليها القوات الأوكرانية بعد تحرير أكثر من 40 ألف كم مربع من الأراضي.
تهديد باستخدام السلاح النووي
وكان تهديد الرئيس الروسي ب»استخدام كل الوسائل الدفاعية» بما في ذلك السلاح النووي قد أقلق العواصم الغربية لما له من تبعات وخيمة على الوضع الدولي في صورة استخدام موسكو للسلاح النووي ضد أوكرانيا. ولا يعرف ما إذا كان التهديد الروسي يدخل في إطار المناورات الكلامية أو أنه تهديد حقيقي.وقالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان لشبكة سكاي نيوز إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء يمثل تصعيدا مقلقا ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أبقى على سلسلة اتصالاته مع بوتين من أجل إقناعه بإيقاف الحرب، فقد غير من لهجته في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اعتبر أن موقف بوتين «استفزاز إضافي» مضيفا أن «فكرة تنظيم الاستفتاءات في مناطق شهدت الحرب ورضخت للقصف وأجبر أهلها على الفرار هي توقيع الوقاحة». وأعلن أن نتائج الاستفتاء لن يتم الاعتراف بها. من جهته حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء مع قناة تلفزيونية أمريكية من استخدام السلاح النووي في إشارة إلى ما كان قد أشار إليه ضمنيا مسبقا في إمكانية ردة فعل مماثلة مدمرة لروسا من قبل الدول الغربية الحليفة.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية عن أنها عازمة على «القضاء» على التهديد الروسي بينما قارنت وزارة الدفاع الأوكرانية تلك الاستفتاءات بـ«آنشلوس»، في إشارة إلى ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في1938.وكانت كييف قد طالبت الولايات المتحدة بتزويدها بأسلحة متطورة منها صواريخ طويلة المدى تمكنها من قصف التراب الروسي. لكن واشنطن لم تستجب لهذا الطلب. وأشارت تقارير عسكرية إلى امتلاك كييف لأسلحة أمريكية وفرنسية قادرة على ضرب المواقع القيادية الروسية في منطقة الدونباس. ويقوم البنتاغون بتقديم معلومات دقيقة لأوكرانيا عن مواقع الجيش الروسي المتواجد على الأراضي الأوكرانية بفضل شبكة الأقمار الصناعية العسكرية التي ترصد المنطقة. ولا يعرف إلى حد الآن ما إذا كان تجنيد مئات الآلاف من الجنود الاحتياطيين الروس كافيا لاستعادة ما خسره الجيش الأحمر في الأيام السابقة في غياب الأسلحة الميدانية من دبابات ومدرعات قادرة على حسم المعركة بسبب فقدان قطع الغيار وبعض المكوناتالصناعية المستوردة من البلدان الأوروبية التي تفرض حصارا على روسيا وعقوبات مالية واقتصادية خانقة.

المشاركة في هذا المقال