Print this page

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: المرشح الديمقراطي جو بايدن يختار كامالا هاريس كنائبة رئيس

أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسيات الأمريكية جو بايدن عن اختياره للنائية في مجلس الشيوخ كامالا هاريس عن ولاية كاليفورنيا

في خطوة تاريخية تفتح الباب، في آن واحد، أمام امرأة ونائبة سوداء تنحدر من أصل جمايكي و هندي. كامالا هاريس كانت قد نافست في تصفيات الحزب الديمقراطي للرئاسة المرشح جو بايدن قبل أن تعلن عن مساندتها له كرئيس محتمل.
ونوه المرشح الديمقراطي بخصالها معتبرا أنها «مناضلة بلا خوف من أجل الضعفاء وهي من أحسن من يخدم البلاد». كما نوه الرئيس السابق باراك أوباما بخصالها في تغريدة تقول: «قضت مدة مهامها في الدفاع عن الدستور وفي النضال من أجل من يحتاج معاملة عادلة». واعتبر جو بايدن في مراسم تقديم المرشحة أن «الفتيات الصغيرات من السود اللاتي تشعرن أنها منسية و محتقرة ، اليوم ربما تشعر أنها مختلفة لأول مرة في ثوب رئيس أو نائب رئيس.» و عبرت المرشحة هاريس على فكرة أن الأمريكان اليوم «في حالة مراجعة الضمير أمام مظاهر للعنصرية والظلم واسعة النطاق».

اختيار صائب؟
كامالا هاريس تبلغ من العمر 55 عاما ، تنتمي إلى عائلة مهاجرة ، أبوها أستاذ جامعي من جمايكا و أمها طبيبة باحثة من الهند، قضت حياتها كمدعية عامة في كاليفورنيا في بداية العشرية الأولى من القرن ثم تم انتخابها في مجلس الشيوخ عام 2016. عرفت بمواقفها المعتدلة وبحرصها على تطبيق القانون بصورة صارمة. لكنها أخذت بعدا جديدا مع اندلاع أزمة قتل المواطن جورج فلويد حيث انحازت إلى طرح المناضلين ضد العنصرية في صفوف أجهزة الشرطة.

اختيار كامالا هاريس يجمع بين أهداف عدة. أولها إبراز توجه نسوي معاد لسياسات و خطابات دونالد ترامب المعادية للمرأة. ثاني معنى لهذا الإختيار يتوجه للشباب لأن هاريس سوف تكون نائبة رئيس يبلغ من العمر 77 عاما. ثالث مقاربة تتجه لليهود بسبب أن هاريس متزوجة من يهودي. بذلك يكون جو بايدن قد أطلق رسائل إلى شرائج مختلفة من ناخبين لهم وزنهم في انتخابات 3 نوفمبر القادم.و في أخر المطاف، ورقة بايدن-هاريس تكرر الورقة الناجحة أوباما-بايدن و تفتح الباب، في صورة نجت في الإنتخابات، أمام دخول أول امرأة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024.

حضوض ورقة بايدن– هاريس
يراهن جو بايدن باختيار السيدة هاريس على قدراتها التي أظهرتها في منصبها كمدعية عامة في كاليفورنيا و على ما ترمز إليه من نجاح في النظام الأمريكي الذي يدمج الأقليات في الحياة الأمريكية على عكس ما أظهره دونالد ترامب من عداء لهذه الأقليات من سود و لاتينيين و مهاجرين قادمين من كل أصقاع العالم. و قدرات كامالا هاريس التي يشهد بها الإستابليشمانت الأمريكي سنتظر منها جو بايدن أن تتجسمفي مساهمتها الفعالة في «إعادة بناء أمريكا».

وتشكل كامالا هاريس إضافات الى الخبرة التي يتمتع بها جو بايدن كنائب رئيس سابق و مطلع على الإدارة الفدرالية. أولها قدرتها على الدخول في جلباب نائية الرئيس من حيف خبرتها الميدانية و معرفتها بالقوانين و الدستور. وهي وجه معروف بتوجهاتها التوافقية التي سوف تمكنها من توسيع رقعة المساندة للرئيس داخل الحزب الديمقراطي الذي شهد انقسامات حادة مع صعود نجم بارني ساندرسو الشق اليساري للحزب. و البعد الثالث هو قدرة الثنائي للرئاسة على استقطاب الأصوات النسائية في حركة «مي تو» و الأقليات في صلب الناخبين. توحيد السود و النساء و الأقليات الأخرى ضد ترامب بعد أن أعلن الحرب عليهم خلال ولايته سوف يكون لها وقع في صناديق الإقتراع يوم 3 نوفمبر خاصة أن اختيار كامالاهاريس قوبل بترحيب واسع من قبل مختلف وسائل الإعلام الفاعلة في الرأي العام الذي لا يزال يساند ترشح جو بايدن و يعطيه 9 نقاط أسبقية على دونالد ترامب في مختلف عمليات سبر الآراء منذ شهر جوان الماضي.

المشاركة في هذا المقال