Print this page

تصفيات الانتخابات الأمريكية: في «الثلاثاء الأكبر» كلينتون وترامب دائما في الصّدارة

كما كان متوقعا حسب سبر الآراء فاز دونالد ترامب بتصفيات «الثلاثاء الأكبر» في الولايات الخمس المبرمجة في الساحل الشرقي الأمريكي وهي ماريلاند وبانسيلفانيا وديلاوار وكونكتيكوت ورود أيلاند. وفازت هيلاري كلينتون بأربع ولايات أمام برني ساندرس الذي تمكن من نيل الأغلبية في ولاية رود أيلاند صغيرة الحجم.

شكلت هذه الإنتخابات مرحلة حاسمة في السباق النهائي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. وإن كان دونالد ترامب يشكو من قلة مساندة من قبل زعماء الحزب الجمهوري و انضمام بعضهم لحملة المرشح تاد كروز، فإن هيلاري كلينتون واجهت منافسة شديدة من المرشح برني ساندرس الذي لم يتمكن من الالتحاق بها في هذه المرحلة. حسب التعداد الأخير حصل تاد كروز على 949 ممثلا للحزب على 1237 كافية لفوزه بالترشيح النهائي. و توصلت هيلاري إلى الحصول على 2159 من 2383 نائب للحصول على ثقة الحزب الديمقراطي.

ثنائي سياسي طريف
سير حملة التصفيات تشير إلى إمكانية أن تتقابل لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية مرشحة ضد مرشح. ولا يبقى لهيلاري كلينتون إلا 224 نائبا لفوزها النهائي.
و حسب ما ورد من استطلاعات الرأي، لا بد لبرني ساندرس الذي في رصيده الآن 1370 نائبا أن يحصل على 85 % من الأصوات في باقي الولايات ليفوز على هيلاري كلينتون. وهو أمر لم يؤكده أي استطلاع للرأي بل كلها تشير إلى فوز كلينتون النهائي علما أن الاستطلاعات أكدت على تصدرها باقي الولايات .

من ناحيته فاز دونالد ترامب بكل الولايات الخمس وهو، في حد ذاته، تأكيد على الشعبية التي يحظى بها في صفوف الجمهوريين القاعديين حيث تمكن من إعادة الروح إلى الحزب في مختلف الولايات عبر مشاركة شرائح عديدة من الناخبين الذين عزفوا عن المشاركة في السنوات الأخيرة. ومنهم عدد كبير من الأمريكيين الذين لم يشاركوا من قبل في أي دورة انتخابية بسبب نفورهم من الطبقة السياسية التي لم تخدمهم في المقام الأول بل سلكت سياسة تخدم كبار المستثمرين ورجالات «الإستابليشمينت» أي المؤسسة الأمريكية المتكونة من ممثلي اللوبيات وأصحاب القرار في الدولة و المجتمع. وقال ترامب عقب فوزه «إني أعتبر نفسي المرشح الطبيعي» للجمهوريين ردا على محاولات إدارة الحزب لإفشال مخططاته في السباق نحو البيت الأبيض.

معارك ضارية للنهاية
وإن اعترف أنصار فريق برني ساندرس بصعوبة الموقف وبإمكانية عدم فوز مرشحهم في نهاية الطريق فإن المرشح الديمقراطي أكد أنه سوف يبقى في السباق إلى الآخر ملوّحا بانتخابات كاليفورنيا، التي كسبت عددا هاما من النواب، حيث يريد فرض أفكاره على الحملة ومطالبة هيلاري كلينتون بأخذها بعين الاعتبار في الاختيارات الإستراتيجية القادمة. من ناحيتها عبرت المرشحة الديمقراطية في كلمتها بفيلادلفيا لمناصري الحزب الديمقراطي أن «ما يجمعنا أهم مما يفرقنا و ذلك إن صوتوا لفائدة السيناتور ساندرس أو لفائدتي» وهو ما اعتبره المحللون في واشنطن «تفتحا» على الناخبين المناصرين لساندرس في محاولة لتجميع صفوف الحزب قبل نهاية السباق.

أما في الجانب الجمهوري فالمعارك لا تزال متواصلة بين دونالد ترامب وجانب من إدارة الحزب التي لا تشاطره مواقفه وتصريحاته المتطرفة والعنصرية وكذلك بينه وبين المرشحين. من ذلك أن قرر جون كازيتش المرشح الجمهوري التنحي لفائدة تاد كروز في انتخابات ولاية إنديانا القادمة في محاولة لمنع ترامب من الحصول على أغلبية مطلقة. يبقى الهدف الذي تعمل من أجله أجهزة الحزب هو أن يصل كل المرشحين بعدد من النواب لا يصل إلى الأغلبية المريحة.

هكذا يمكن للحزب أن يلعب دوره «السياسوي» لفرض مرشح جديد يتكون حوله إجماع سياسي يمكن من سد الطريق أمام دونالد ترامب. اختيار المرشح عن الحزب الجمهوري سوف يتقرر في مؤتمر انتخابي (كونفانشيون) يمكن أن يلتئم لأول مرة منذ 40 سنة بدون مرشح حائز على أغلبية واضحة. وهو ما يجبر المؤتمرين على التصويت عدة مرات للحصول على أغلبية الأصوات. وهو السيناريو الذي يمكن ركائز الحزب من المناورة داخل المؤتمر لإزاحة دونالد ترامب. وتزايد عدد الأصوات التي تخشى أن يساهم ترشح دونالد ترامب في هزيمة الحزب أمام هيلاري كلينتون والحال أن الحزب الديمقراطي خسر جل معاقله في الانتخابات الأخيرة.

المشاركة في هذا المقال