Print this page

الموقف الامريكي من احتجاجات طهران الأخيرة: مساع لمنع الهيمنة الإيرانية وعرقلة الطموح الروسي

تستمر في ايران للأسبوع الثاني الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام مقابل خروج مظاهرات اخرى مساندة لحكومة حسن روحاني

، وتزامنت الاحتجاجات الداخلية في ايران مع ردود فعل دولية متناقضة إلاّ ان ابرزها كان الموقف الأمريكي المؤيد للتحرّك المناهض للنظام في طهران . ولقيت واشنطن انتقادات دولية واسعة بسبب موقفها الصدامي تجاه مااعتبره مراقبون شأنا داخليا يخصّ ايران.

ولم تنجح الولايات المتحدة الامريكية في الحصول على دعم من مجلس الامن بعد ان دعت الى انعقاده يوم امس بشأن التظاهرات الأخيرة في إيران. يشار الى ان ادارة البيت الابيض حاولت من خلال جلسة مجلس الامن حشد اكبر قدر ممكن من الدعم الدولي للتنديد بما اسمته خروقات النظام الايراني ضد المحتجين ،وايضا من خلال طرح سجل حقوق الإنسان في إيران في جلسة استمرت حتى ساعات فجر يوم امس السبت إلاّ ان مواقف الدول الأعضاء بالمجلس وأيضا الامم المتحدة دعت إلى ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع طهران وهو مايعدّ نسفا لجهود امريكا التي سعت الى كسب ورقة ضغط جديدة ضد طهران .

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر صالح لـ«المغرب» انّ مركزية إيران في استراتيجية الأمن القوميّ الأمريكية وفق الرؤية الترامبية فهيّ «مستبدةٌ ومارقةٌ» باعتبارها منافسا عنيدا للمصالح الاقتصادية الأمريكية، مضيفا ان تحالف طهران مع موسكو يعتبر عنصر تهديد للأمن والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط..
وتابع محدّثنا ان ‘’الأحداث التي حصلت في إيران وانشغال قيادة المحور بالسيناريوهات المتوقعة، شكّلت وقتا مستقطعا للعدو الصهيوني وعمد سريعاً إلى استغلال الوقت لتصفية القضية الفلسطينية عبر تعديل «قانون أساس القدس عاصمة لإسرائيل» والتمهيد لقانون يضم الضفة الغربية للكيان المعادي في ظلّ صمتٍ عربي وانخفاض مستوى الضجيج التركيّ بعد التقارب مع السعودية’’.

وتابع محدّثنا «هذا وتعتبر طريقة التعاطي الإيرانية مع المحتجين اختبارا لردة الفعل الإيرانية بعد الخبرة في التعامل التي اكتسبتها المنطقة في ما سمي «الربيع العربي» وهو شتاء دموي قاس، وبناء على ردّة الفعل هذه قد تستخدمها واشنطن في تحضير سيناريوهاتٍ مشابهةٍ قبيل الانتخابات الرئاسية الروسية» على حد تعبيره.

عرقلة طموحات روسيا
واضاف صالح أنّ الاستثمار الأمريكي في أحداث إيران هو جزء من استراتيجية المواجهة الأمريكية ضد روسيا 2018، والأمر لا يتعلق فقط بأحداث إيران الأخيرة بل يتعدى الأمر إلى مواجهة مباشرة مع إيران على عدّة جبهات إقليمية وهو جوهر ما أعلنه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت، أنّ إسرائيل قد تصبح قريبا عضوا في تحالف واسعٍ يضم دولا ساعية لمنع فرض الهيمنة الإيرانية .

واكد الباحث السوري انه «إذا ما تعرضت إيران إلى حرب مباشرة أو بالإنابة في المنطقة فهذا يعني عرقلة طموحات روسيا في بلوغ التعددية القطبية.. لأنّ في ذلك عزلا لروسيا شرق المتوسط واحتوائها، إذاً عام المواجهة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا قد بدأ بأحداث إيران، ومن المتوقع أن تشهد أوكرانيا والبلطيق وكوريا تطوراتٍ مفاجئة ضد روسيا في ذات المواجهة.. وهنا نشير إلى أنّ الضرب بيد من نار في سوريا ضدّ أدوات واشنطن سيكون رادعاً أمام نمذجة السيناريو السوري في إيران».

المشاركة في هذا المقال