Print this page

هجمات إرهابية متعددة ضد إسبانيا: 13 قتيلا و 100 جريح في برشلونة وتصفية 5 إرهابيين في مدينة كامبريلس

بعد باريس ولندن ونيس وبرلين يضرب تنظيم داعش الارهابي إسبانيا حيث قام إرهابي اول امس الخميس 17 أوت بدهس المارة بسيارة “فان” في شارع “لآ رامبلاص” بمدينة برشلونة مخلفا 13 قتيلا و 100 جريح. و بعد ساعات من الهجوم قام فريق آخر من الإرهابيين بعملية دهس مماثلة بمدينة كامبريلس، التي تقع على بعد 100 كم من برشلونة، وتمكنت الشرطة

من تصفية كل المهاجمين. و خلف هذا الهجوم 7 جرحى من بينهم شرطي. و أعلنت الشرطة الإسبانية أن الضحايا أغلبهم من السياح ينتمون إلى 18 جنسية من إسبانيا وفرنسا و ألمانيا و هولندا و الأرجنتين و كوبا واليونان وفنزويلا ومقدونيا والجزائر و رومانيا وأيرلندا و المجر والصين و الأرجنتين و أستراليا و بلجيكا و إيطاليا.
و بادر الملك فيليبي السادس بقطع عطلته السنوية والذهاب إلى برشلونة يوم الجمعة وشارك صحبة الوزير الأول ماريانو راخوي و آلاف الأسبان و السياح في دقيقة صمت ترحما على الضحايا . وأصدر القصر الملكي تغريدة على شبكة تويتر جاء فيها : «لن يرعبونا. كل إسبانيا برشلونة. لآ رامبلاص هي للجميع مجددا». و قررت السلطات الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وقامت الشرطة مباشرة بإيقاف 3 أشخاص مشتبه فيهم. و لكنها لم تتمكن، إلى حد كتابة هذه الأسطر، من القبض على سائق السيارة الذي قام بالعملية الإرهابية قبل الفرار. وتواترت الأخبار حول إمكانية أن يكون مختبئا في بعض المنازل في برشلونة. وأخذت الشرطة إجراءات صارمة لتطويق منطقة «لا رامبلاص» وغلق المترو وسير الحافلات والأنهج المجاورة حتى تتمكن أجهزة الأمن و الشرطة من ملاحقة الإرهابي الفار. وأعلنت الشرطة في مرحلة لاحقة أن أحد الموقوفين إدريس أوكابير ،وهو مغربي يحمل الجنسية الفرنسية، تم القبض عليه في مدينة ريبول على بعد 100 كم من برشلونة. و ادعى للشرطة أن أخاه الأصغر موسى أوكابير قد سرق منه جواز سفره لاستخدامه في كراء سيارة. ولم تعط الشرطة معلومات عن هوية الإرهابيين الآخرين.

وربطت الشرطة الحادثين بانفجار منزل جنوب كاتالونيا أين عثرت الشرطة على قوارير غاز مجهزة لصنع قنابل. وتعتقد أجهزة الأمن أن المنزل كان مهيئا من قبل خلية إرهابية لتخطيط عمليات إرهابية على التراب الإسباني. وتبنى تنظيم داعش الإرهابي عملية برشلونة على موقعه الإلكتروني معتبرا أن العملية قام بها «جنود الدولة الإسلامية». وهي العبارة التي يستعملها التنظيم في حالة تنظيمه عملية إرهابية يقودها مباشرة، في أغلب الأحيان، من التراب السوري عبر شبكة الأنترنت. وتعتقد الشرطة أن للعمليات الثلاث رابط واحد.

خلايا الإرهاب في كاتالونيا
وإن فاجأت العملية الإرهابية في برشلونة الشرطة الإسبانية فإن أسبانيا قامت منذ أفريل الماضي بتفكيك عديد الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش وقامت بإيقافات في منطقة كاتالونيا بالذات التي تعتبر ملجأ للإرهابيين وللحركة السلفية المغربية التي أخذت من منطقة برشلونة مرتعا لها بعد هجوم 2004 الذي قام به تنظيم القاعدة. و تعتبر العاصمة مدريد و مقاطعتي سبتة و مليلة المغربيتين التي هي تحت الإدارة الإسبانية ملاذا للحركات السلفية والجهادية.
ويعتقد بعض المحللين أن هجمات 17 أوت هي رد على الاعتقالات التي طالت المجموعات المسلحة المختبئة في جنوب اسبانيا. و قد قامت الشرطة الإسبانية في الأشهر الماضية بتنظيم عمليات تفتيش في عدد من المنازل عثرت خلالها على أسلحة و ذخائر ومتفجرات و مواد رقمية و مخدرات. وتمكنت الشرطة من إيقاف 9 إرهابيين يوم 25 أفريل الماضي في مدينة برشلونة من بينهم عدد من الأشخاص كانوا على ارتباط بعملية بروكسل الإرهابية عام 2016. وتذكر تقارير رسمية أن إسبانيا صدرت 200 مقاتلا لسوريا و أن الشركة أوقفت منذ هجوم 2004 ما لا يقل عن 700 إرهابي وفككت 40 خلية، خاصة في سبتة ومليلة.

تنديد عالمي
ونددت عديد العواصم بالهجمات الإرهابية على إسبانيا . و كان في مقدمتها وزير الخارجية الأمريكي الذي عبر خلال ندوة صحفية كان يقوم بها عن تضامن الولايات المتحدة واستعدادها لتقديم المساعدة المباشرة لإسبانيا. و توالت عبارات التضامن من إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا وتيريزا ماي الوزيرة الأولى البريطانية وباولو جانتيلوني رئيس الوزراء الإيطالي وأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وعدد كبير من زعماء العالم. وقرر جون إيف لو دريان وزير خارجية فرنسا الإنتقال إلى برشلونة لتقديم الدعم للضحايا و عائلاتهم علما و أن من بين الضحايا 26 هم من جنسية فرنسية. و قامت الدول الأخرى التي لها ضحايا في برشلونة بتقديم المساعدة للسلطات المحلية وبتخصيص مساعدة للمجروحين وعائلاتهم. واعتبرت أجهزة الأمن الأوروبي أن اختيار الموقع وطريقة التنظيم تدل على أن تنظيم داعش شرع في تنفيذ نداء قادته في سوريا بالقيام بعمليات نوعية ضد البلدان الأوروبية. وسوف توجه أجهزة الأمن أعمالها تجاه العمليات المنظمة التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك سوف تلاحق الأفراد المشتبه في انتمائهم لشبكات إرهابية عبر تكثيف الرقابة عبر الحدود الأوروبية والتعاون المشترك بين الأجهزة الأمنية.

المشاركة في هذا المقال