Print this page

ليـــــــــــــبيا: بورصة السياسة.. ارتفاع أسهم رئيس البرلمان وانخفاض حاد للسراج

تحول عبد الله المصري رئيس ديوان البرلمان المعترف به دوليا إلى كل من مدينتي بنغازي والمرج لبحث ترتيبات واستعدادات نقل مجلس النواب الى بنغازي بدلا عن دار السلام طبرق مثلما ينص الإعلان الدستوري.المصري التقى في المرج الحاكم العسكري رئيس أركان القوات المسلحة

وتناول الاجتماع كيفية ضبط الترتيبات الأمنية في بنغازي ، وفي الاجتماع الثاني التقى عبد الله بعميد بلدية بنغازي وقد تعهد عميد البلدية بتهيئة الظروف ضمانا لانطلاق أعمال البرلمان في أفضل الظروف.

إلى ذلك أعلن الحراك المناهض للاتفاق السياسي بمدن الجبل الأخضر تحديد كل يوم جمعة لتنظيم مظاهرات شعبية مطالبة بإسقاط المجلس الرئاسي، وإجبار الأمم المتحدة على تغيير مبعوثها لدى ليبيا الألماني مارتن كوبلر.
من جانبه هدد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويدر بعثة الأمم المتحدة للدعم بمقاضاتها لدى محكمة العدل الدولية بسبب خرقها الاتفاق السياسي الموقع تحت رعايتها بين الفرقاء السياسيين الليبيين في 17 ديسمبر 2015. وندد رئيس مجلس النواب عبر رسالة شديدة اللهجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بموقف رئيس البعثة الأممية، من رفض البرلمان منح الثقة لحكومة الوفاق في 22 أوت الجاري. كان مارتن كوبلر المبعوث الأممي هنأ البرلمان على نجاحه عقد جلسة بالنصاب القانوني ثم تراجع بعد ذلك ليطالب وزراء حكومة السراج بمواصلة عملهم وعدم الاكتراث برفض البرلمان المصادقة على حكومة الوفاق.

يرى متابعون أن أسهم مجلس النواب ورئيسه المستشار عقيلة صالح قد ارتفعت بشكل واضح ،سواء من خلال التصدي لمحاولات القوى الخارجية والأمم المتحدة الرامية لفرض حكومة السراج أو من خلال ردود فعل الشارع الليبي في شرق البلاد ،وفي غربها حيث تحرك الشارع داخل طرابلس نفسها مطالبا بإسقاط المجلس الرئاسي بسبب تردي الأوضاع المعيشية وعجز المجلس الرئاسي حلحلة الأزمة في كل جوانبها.

بسبب انكفاء الرئاسي داخل قاعدة أبو ستة البحرية وعدم قدرته على فعل شيء يذكر لنيل ثقة المواطن. تجرأت المليشيات على الانقلاب عليه ،وبدل تدارك الموقف فضل المجلس الرئاسي الانسحاب مؤقتا نحو تونس أين يقيم أغلب سفراء الدول الكبرى والمبعوثين الدوليين الخاصين إلى ليبيا. ما أقدم عليه الرئاسي خدم مجلس النواب سياسيا ووسع شريحة الداعمين له بين الليبيين وأضر كثيرا بمكانة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

البرلمان يعقد جلسة حاسمة الاثنين
في سياق هذه التطورات كشف المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان عن قرار مكتب رئاسة مجلس النواب عقد جلسة الاثنين المقبل ،لتدارس فكرة منح فرصة ومهلة ثالثة لرئيس الحكومة المكلف فائز السراج ولإعادة طرح مقترح تشكيل حكومي مصغر عضو البرلمان .فحيمة أشار إلى أن مسألة منح الفرصة الثالثة للسراج غير مؤكدة إلى حد الآن وربما أسفرت جلسة النواب القادمة على التخلي عن فكرة تمكين السراج من تلك الفرصة تحت ضغط الشارع سواء شرق ليبيا أو في العاصمة طرابلس. أضاف فحيمة أن المجلس الرئاسي سوف لن يكون باستطاعته الاجتماع بكامل أعضائه ،وإرسال قائمة مرشحي الحكومة ممضاة من طرف كل الأعضاء بسبب تصميم كل من علي القطراني وعمر الأسود على عدم العودة لأحضان الرئاسي.
السراج لن يكون بوسعه إقناع زميليه على الأقل بالرئاسي على التحول إلى مقر مجلس النواب لحضور جلسة منح الثقة للحكومة والعضوان هما كاجمان والعماري. وهما المحسوبان على تيار الإسلام السياسي المتشدد ولا يعترفان جملة وتفصيلا بالبرلمان المعترف به دوليا والمتزايدة شعبيته محليا.

في المقابل يصر مجلس النواب متمثلا في النواب المعارضين للاتفاق السياسي والمصادقة على حكومة السراج على ضرورة وصول السيرة الذاتية لكل مرشح، ورفض تمرير بعض الأسماء لوجود شبهات فساد وتزوير متعلقة ببعضهم. هذه العقبات مجتمعة تؤشر لتلاشي حلم فائز السراج والداعمين له في أن تحظى حكومة الوفاق بمصادقة مجلس النواب.

الباروماتر المتعلق بصعود وانخفاض أسهم الفرقاء الليبيين ومثلما سبق الإشارة إليه كشف صعود اسم رئيس البرلمان وتدنيا لافتا لاسم السراج لدوافع متعددة منها الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي اعترضت فائز السراج وتعويله على الأجنبي بداية من سفراء الدول الكبرى الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وفشله الذريع في كسب تعاطف شعبي حتى في موطنه طرابلس بينما نجد في الجانب المقابل رئيس البرلمان محاطا بمستشارين أكفاء من القدرات الوطنية عقيلة صالح كذلك ضمن دعم مشائخ القبائل وهو أحد أبرز شيوخها وعقيلة صالح لديه مؤسسة عسكرية تكاد تبلغ الجيش النظامي على رأسه جنرال اسمه خليفة حفتر مسنود هو الآخر من أغلب قبائل ليبيا.

معلوم أن بعض الأسماء السياسية المؤثرة غابت بالكامل وأفلست سياسيا جراء التطورات والمتغيرات المتسارعة هنا وهناك ومن هؤلاء نجد اسم رئيس المؤتمر الوطني الأسبق النوري بوسهمين، واسم خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس وبدرجة أقل المدعي عبد الحكيم بلحاج ومحمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني. أما عسكريا فقد صعد اسم الجنرال حفتر بفضل تقدم عملية الكرامة وثباته على موقفه من الاعتراف بالمجلس الرئاسي طالما لم تنل حكومة الوفاق مصادقة البرلمان. عسكريا دوما صعدت أسماء كل من هيثم التاجوري وعبد الرؤوف كارة وغنيوة الككلي في طرابلس على خلفية تحرك مجموعاتهم المسلحة لطرد مليشيات مصراتة والضغط على المجلس الرئاسي. ويبقى الغموض يلف مستقبل وزير الدفاع المرشح لحكومة الوفاق العقيد المهدي البرعصي الذي راجت أنباء عن تعرض مرافقين له لواقعة اختطاف في طرابلس.

الأباتشي الأمريكية تصطاد مقاتلي داعش بسهولة في سرت
أكدت قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا – الأفريكوم – إنجاز طيرانها المقاتل لأكثر من 81 غارة جوية ضد مواقع ومناطق تواجد عناصر داعش الإرهابي في سرت في إطار عملية عسكرية تحمل اسم – فجر أوديسا
من جانبه ذكر المتحدث الإعلامي لغرفة البنيان المرصوص محمد العصري خلال ندوة صحفية أن طائرات الأباتشي الأمريكية تصطاد بسهولة مقاتلي الدواعش ،مشيرا إلى تواصل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الأحياء 3 و1 من المدينة وأردف الغصري عدم تقدم قوات المجلس الرئاسي منذ يومين بسبب ما سماها بالعقبات كانتشار قناصة داعش فوق السطوح وسرعة اختفائهم بين المدنيين في المدينة.

450 قتيلا و2200 جريح
يشار إلى أن عملية البنيان المرصوص التي انطلقت في الرابع من شهر مارس الماضي تكبدت فيها كتائب مصراتة المكون الرئيسي للبنيان المرصوص ولئن حققت تقدما كبيرا في الأسابيع الأولى من العملية العسكرية ،وحررت كل المناطق المتاخمة لسرت معقل التنظيم وجدت صعوبات في السيطرة على المدينة.

هذه الكتائب تكبدت خسائر فادحة للغاية في الأرواح لكونها فاقت 450 قتيل و2200 جريح وجراء ذلك أصبحت قيادة البنيان المرصوص تخشى من رد فعل أهالي مصراتة ودعوتهم وقف العملية العسكرية، فمنذ انطلاق الحرب في سرت تستقبل مصراتة العشرات من جثث أبنائها والمئات من الجرحى ومشهد كهذا ليس من السهل على عائلات المدينة السكوت عليه. وربما لهذا السبب كان تصريح قيادة البنيان المرصوص يبشر مصراتة بقرب تحقيق الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي وأن المسألة هي مسألة وقف لا أكثر غير أن الواقع أن الحرب على داعش سرت دخلت شهرها الرابع دون بلوغ المراد.

المشاركة في هذا المقال