Print this page

أوروبا في مواجهة إرهاب جديد: «داعش» الإرهابي يمرّ إلى مرحلة «تجييش» الذئاب المنفردة

بعد تبني تنظيم ‘داعش’ الإرهابي الهجوم الدموي الذي هزّ مدينة نيس الفرنسية عشية العيد الوطني الفرنسي ، مخلفا 84 قتيلا ومئات الجرحى ، تبنى التنظيم مجددا هجوما في ألمانيا نفذه لاجئ من أصول أفغانية استهدف قطارا وأدى إلى سقوط 20 جريحا . هجومي نيس

الفرنسية و فولسبورغ إحدى الضواحي الألمانية، رغم أنهما يحملان توقيع نفس التنظيم الإرهابي «داعش» ، إلاّ أنهما كانا بأسلوبين مختلفين يدلان على استحداثه طرقا جديدة لتنفيذ نشاطاته الإرهابية داخل أوروبا.

وقال مسؤولون ألمان إن لاجئا أفغانيا مراهقا مسلحا بفأس وسكين جرح 20 شخصا داخل قطار في جنوبي ألمانيا قبل أن تتمكن الشرطة من إطلاق النار عليه وقتله.

هجوم نيس الفرنسية وفولسبورغ الألمانية ومن قبلهما الهجوم الذي استهدف ملهى ليليا للمثليين في مدينة أورلاندو الأمريكية (رغم أن التنظيم الإرهابي «داعش» لم يتبن هذا الهجوم إلا أن تقارير استخباراتية أمريكية تؤكد أن الهجوم ذو صبغة إرهابية) ، تمّت جميعها باعتماد أساليب جديدة للتنظيم من التفجيرات الانتحارية التي تم اعتمادها في تفجير مطار بروكسال ببلجيكا قبل شهرين وفي عملية مسرح الباتكلان بفرنسا ، مرورا بالدهس الطريقة المعتمدة في هجوم نيس الفرنسية وصولا إلى عملية ألمانيا الأخيرة باستعمال سكين وفأس .

اعتماد «داعش» الارهابي لأساليب جديدة في نشاطاته في أوروبا لم يكن بالأمر المستغرب خصوصا بعد التضييق عليه عبر استنفار امني طال اغلب الدول الأوروبية خشية وقوع هجمات على أراضيها ، خصوصا عقب النفير الذي دعا إليه التنظيم في الأسابيع الماضية داعيا «مناصريه» إلى تنفيذ هجمات منفردة . وينبئ هذا الاتجاه الجديد الذي باتت تتبعه التنظيمات الإرهابية بدخول الحرب الدولية ضد الإرهاب مرحلة جديدة تعيد خلط الأوراق وترتيبها لإحداث تغيير في الطّرق المتّبعة في مكافحة أعمال التنظيم الإرهابية.

وتخشى أوروبا – التي تتفق فيما بينها على ان التنظيم الإرهابي يتجه إلى تحديث أساليبه المتبعة عبر اعتماد طرق غير مسبوقة- تخشى من نية التنظيم الأوربية استخدام النساء والأطفال في عملياته الانتحارية المقبلة، وهي المخاوف التي أكدها جهاز المخابرات الهولندي، وصادق عليها جهاز المخابرات البلجيكي «OCAD»، مؤكدا تزايد الاحتمالات في استخدام «داعش» الارهابي للأطفال والنساء في عملياته الانتحارية المقبلة. وتربط التقارير الغربية دراساتها بالتنامي المطرد لأعداد الأجانب الذين انضموا الى مناطق النزاع للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية .

منعطف خطير
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي مصطفى الطوسة لـ«المغرب» إن الأحداث الأخيرة في نيس وألمانيا تمثل منعطفا خطيرا ونوعيا في الأساليب التي يتبعها «داعش» الإرهابي في أوروبا ، مشيرا إلى أن التنظيم اعتمد أساليب أخرى فبعوض إرسال عناصر من العراق او سوريا بدأ بتعبئة الأشخاص «الضعفاء والمرضى» والمريضة عبر إعطائهم أهدافا إيديولوجية مزعومة لتنفيذ عملياتهم الانتحارية مما يصعّب عمليات المراقبة للمخابرات ويُصعّب أيضا الحرب الدولية ضد الإرهاب لان الإرهابي أصبح غير مرئي على حدّ تعبيره. وأشار محدثنا الى وجود عدة حلول ستطرح حاليا في أوروبا للقضاء على الفكر الإرهابي المتطرف، أولها ضرب «رأس الحية» الموجود في العراق وسوريا عبر شن حرب حقيقية ضد من....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال