Print this page

بريطانيا: تريزا ماي «المرأة الحديدية» خلفا لديفيد كاميرون

اعتلت تيريزا ماي ابتداء من الأربعاء 13 جويلية كرسي الحكم كوزيرة أولى لبريطانيا خلفا لدافيد كامرون بعد أن قدم هذا الأخير استقالته إثر انهزامه التاريخي في الاستفتاء حول البقاء في الإتحاد الأوروبي. كان من المتوقع، كما صرح به الوزير الأول المستقيل ان يتم

تعيين خلفه في خريف هذه السنة من قبل مؤتمر حزب المحافظين. لكن الأحداث تسارعت بعد لقاء القمة الأوروبية الذي شارك دافيد كامرون في أعمال يومه الأول والذي طالبت فيه جل الدول الأوروبية الإسراع بإعلان الخروج الرسمي لتفادي تفاقم الأزمة المالية في أوروبا والعالم من جراء «البريكسيت» خاصة وأن بورصات العالم أظهرت تقلبات مخيفة هددت بزعزعة النظام المالي العالمي.

بعد إعلان بوريس جونسون عمدة لندن السابق، الذي ساهم في تدعيم شق المنسحبين من أوروبا، عدم تقديم ترشحه لزعامة حسب المحافظين، بات من المتأكد أن تتسارع الأحداث. ولم يبق إلا مترشحتين هما تيريزا ماي وأندريا ليدسوم. إعلان انسحاب هذه الأخيرة يوم الإثنين الماضي من السباق على زعامة الحزب جعل من تيريزا ماي المنتصرة برمي المنديل. التقاليد السياسية البريطانية لا تفرض تنظيم انتخابات جديدة في صورة استقالة الوزير الأول بل تعيين زعيم جديد للحزب المنتصر في الإنتخابات السابقة. وهو ما عجل بتوضيح المشهد السياسي البريطاني.

«المرأة الحديدية الثانية»
بعد مارغريث تاتشر «المرأة الحديدية « التي حكمت بريطانيا في الثمانينات بقبضة من حديد أطاحت بها سلطة النقابات و فتحت السوق البريطانية على النظام الرأسمالي الجديد، ووقفت في وجه كل الزعماء الأوروبيين الذين أرادوا تطوير الإتحاد الأوروبي نحو أكثر انسجاما في التشريعات، تأتي تيريزا ماي وهي تحمل نفس السمعة القوية. ولقبتها الصحافة البريطانية بـ«المرأة الحديدية» لما لها من عزم و قوة شخصية في إدارة وزارة الداخلية منذ 2010.
تيريزا ماي معروفة بتواضعها وعدم خوضها في نقاشات التلفزيونات التي تشغل العائلات البريطانية. وهي بالرغم من الصورة العادية التي تظهرها كوزيرة لم تتأخر على أخذ قرارات صارمة في حملتها ضد الإرهاب العالمي . و كانت أول مسؤول أوروبي قرر سحب الجنسية البريطانية عن الإرهابيين البريطانيين المتحصلين على جواز سفر المملكة قبل أن تتبعها دول أوروبية أخرى.

وزيرة البريكسيت
من المفارقات أن تيريزا ماي كانت متشبثة ببقاء بريطانيا في الإتحاد الأوروبي، على عكس 60 % من أنصار حزبها الذين صوتوا لخروج المملكة من أوروبا. لكنها لم تشارك بصورة فعلية في الحملة الإنتخابية للإستفتاء. وهو ما جعلها تتصدر قائمة المترشحين لزعامة الحزب وبريطانيا لما لها من حنكة في عدم خلق مشاكل مع الخصوم. و أكدت منذ دخولها السباق أن «البريكسيت هو البريكسيت» مشيرة إلى عدم التراجع عن قرار البريطانيين واحترام صندوق الإقتراع. و قالت إنها سوف تعمل على إنجاح عملية الخروج و جعلها تدخل بريطانيا في مرحلة نمو جديدة لتفادي التبعات السلبية للبريكسيت. وهو ما يجعل من تيريزا ماي الوزيرة الأولى التي سوف تسهر على إخراج بريطانيا الفعلي من الإتحاد الأوروبي بعد استخدام البند 50 من اتفاقية الشراكة الذي يأذن بالشروع في المفاوضات حول سبل الخروج الفعلي. وهي عملية معقدة جدا لأنها تمس بإعادة صياغة العلاقة مع أوروبا في كل المجالات وتشمل 50 اتفاقية وأكثر من....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال