Print this page

لبنان ومهمة البحث عن حكومة جديدة

انطلقت في لبنان مساعي تشكيل حكومة جديدة وذلك بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في ماي الماضي وافرزت مشهدا سياسيا جديدا في البلاد.

وقد بدأ الرئيس اللبناني، ميشال عون مشاورات مع أعضاء الكتل النيابية لتسمية رئيس وزراء جديد وهي استشارات نيابية ملزمة وفق الدستور، وتشمل لقاء رئيس الدولة مع الكتل الانتخابية، يتخذ بعدها الرئيس قرارا بتسمية مرشح معين عليه تأليف الحكومة، التي ينبغي أن تحصل على ثقة البرلمان.
وتتجه كل المؤشرات الى إمكانية إعادة اختيار رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي. فالرجل يحظى بتوافق بين جل الكتل النيابية واستطاع ان يقود حكومته في أشد الأزمات قتامة في تاريخ البلاد . ورغم كل الصعوبات والأزمات المالية غير المسبوقة الا انه تمكن من المرور باختبار الانتخابات النيابية بأقل الأضرار ونجح في اجتياز هذا الامتحان الصعب له ولحكومته. ويرى عديد المتابعين ان عمر هذه الحكومة سيكون قصيرا اذ انها ترتبط بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكمل ست سنوات . ويتوقع البعض ان تطول مدة تشكيل الحكومة بالنظر الى حالة الاستقطاب والتجاذبات السياسية التي تجعل من الصعب ولادة الحكومة الجديدة في وقت وجيز وتتمثل اهم مهمة لها في مواصلة المحادثات مع صندوق النقد الدولي للتوصل الى خطة انعاش للاقتصادي اللبناني المنهار .
الى حد هذه اللحظة يبدو نجيب ميقاتي الاوفر حظا لإعادة تسميته كرئيس للحكومة . يشار الى انه من بين الأسماء الأخرى المطروحة الوازنة والتي تنال أيضا ثقة كتل برلمانية عديدة هو نواف سلام سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة .
ويعتبر أقصى ما يخشاه اللبنانيون اليوم ان يعيشوا مجددا سيناريو البحث عن رئيس حكومة يحظى بثقة الاطياف المتنازعة في لبنان والمنقسمة بين محور داعم للمقاومة وحزب الله وانصاره ، ومحور معارض لها ومدعوم من دول خليجية وغربية . ومهما يكن من أمر فان الأكيد ان لبنان بانتظار اختبار جديد هو المرور بأقل الاضرار الى مرحلة جديدة يشفي فيها من جروحه الاقتصادية والسياسية والأمنية خاصة في ظل الظرف الإقليمي الصعب الذي يواجه فيه أطماع صهيونية متصاعدة في ثرواته الطاقية في البحر المتوسط .

المشاركة في هذا المقال