Print this page

الصحفي الفلسطيني معاذ العمور لـ«المغرب»: «إغتيال شيرين أبو عاقلة كان صدمة وفاجعة.. لكن ما نعوّل عليه هو أن الفلسطينيين سيستمرون في النضال »

• «على السلطة الفلسطينية تدويل القضية ورفع قضايا ضد إنتهاكات الإحتلال أمام الجنائية الدولية»

قال الصحفي الفلسطيني معاذ العمور لـ«المغرب» إنّ اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة ليست الجريمة الأولى التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي في حق الصحفيين الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية أو في فلسطين بشكل عام.وتابع محدثنا أنّ الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر متوازنا يتشابه مع ما يمكن أن يطالب به الفلسطينيون ، وهي محاكمات دولية للإحتلال الإسرائيلي .

• ماهو تعليقكم على حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة ، ولو تقدمون لنا لمحة عن واقع الصحفيين الفلسطينيين في ظلّ الإحتلال؟
اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة ليست الجريمة الأولى التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي في حق الصحفيين الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية أو في فلسطين بشكل عام، فقبل عامين الإحتلال استهدف أيضا الزميل الصحفي الشهيد عبد الله مرتجى خلال مسيرات العودة في غزة وهي مسيرات سلمية . قبل 3 أعوام أطلقت قوات الإحتلال النار على عين الصحفي معاذ عمارنة ففقأت عينه . الإعتداءات الإسرائيلية مستمرة منذ عقود إلاّ أنّ الإنتهاكات والإعتداءات تزايدت وتيرتها وسط محاولات من سلطات الإحتلال للتنصّل من جرائمه . بطريقة أو بأخرى هناك من يحمي سلطات الإحتلال، للأسف الجانب الإسرائيلي يتمادى في إنتهاكاته ضدّ الصحفيين وضدّ الفلسطينيين بصفة عامة وهو يعلم أن هناك إعلاما غربيا وأطرافا غربية تحميه وتسانده في ذلك .
هنا نطرح تساؤلا بسيطا ماذا لو كانت الشهيدة شيرين أبو عاقلة صحفية تغطي الأحداث في أوكرانيا ، كيف سيكون التعاطي الإعلامي والرسمي الغربي للحادثة؟ للأسف لاحظنا محاولات تبرير لما حصل ومحاولات خلق ذرائع للتغطية على الجريمة البشعة التي نفذها الإحتلال ضدّ الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

• كيف كان وقع إغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة على الداخل الفلسطيني؟
أغلب الشعب الفلسطيني ترعرع على صوت وحضور وتغطية الشهيدة شيرين أبو عاقلة لما يدور في ساحة الحرب، عرفناها في تغطية الإجتياح الإسرائيلي للضفة المحتلة عام 2002.. مواكبتها للانتفاضة الفلسطينية ونقلها عام 2005 لكل حيثيات الانسحاب الإسرائيلي . الحقيقة نحن تربينا منذ نعومة أظافرنا على صوت شيرين أبو عاقلة.. وفجأة حصلت الفاجعة واستشهدت شيرين.
الحقيقة حادثة الإغتيال كانت صدمة كبيرة جدا للشارع الفلسطيني صحفيين مدنيين ومسؤولين ، لكن ما نعوّل عليه هو أنّ هذا الشعب لن ينسى شهداءه سيستمر بالمسيرة حتى إكمال طريق الشهداء وأهدافهم. شيرين قبل استشهادها كانت تقول «الطريق بدّها نفس.. الطريق طويل»،فعلا الطريق طويل والمسؤولية كبيرة .

• كيف ترون الموقف الرسمي من الفاجعة ؟
الموقف الرسمي يعتبر متوازنا يتشابه مع ما يمكن أن نطالب به كصحفيين وكفلسطينيين ، وهي محاكمات دولية للإحتلال الإسرائيلي.. لكن كنا نأمل من الموقف الرسمي الفلسطيني أن يوقف التنسيق الأمني وأن يقطع العلاقات وأن يكون هناك نوع من الحدة في التعاطي مع الإحتلال الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة وغيرها ضدّ المدنيين الصحفيين الأطباء المحامين وغيرهم . وليس ببعيد عنا ذكرى اغتيال «رزان النجار» الممرضة الفلسطينية عام 2018 ، كل هذه الجرائم والإنتهاكات تستوجب من السلطة الفلسطينية رفع قضايا للجنائية الدولية والتحرّك بجدية في هذا الإتجاه وأن لا تساوم الإحتلال الإسرائيلي على هذه القضايا وأن تقطع التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي .

• هل هناك تحركات للهياكل الصحفية الفلسطينية بعد هذه الفاجعة؟
الهيئات الصحفية الفلسطينية كان لها فعاليات تضامنية ووقفات احتجاجية أمس. بالنسبة لنا كصحفيين فلسطينيين أظن أنّ أفضل ما يمكن أن نقدمه لروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة هو إيصال صوتها وصوت الإنسان الفلسطيني المظلوم .. وكما قالت شيرين «ليس سهلا ربما أن أغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم».

المشاركة في هذا المقال