Print this page

عن الطفل ريان الذي أزال الحواجز وكسر القيود

لا حديث اليوم في الشارعين المغربي والعربي وفي وسائل الإعلام المحلية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعي إلا عن الطفل ريان المغربي

البالغ من العمر 5 سنوات والعالق منذ يوم الثلاثاء في بئر إرتوازي في قرية أغران بإقليم شفشاون، وقد هزّ المغرب وكامل المنطقة العربية من المحيط الى الخليج . ورُفع شعار «أنقذوا ريان» على مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الماضية في عدة دول عربية ...
في موجة تعاطف كبيرة مع هذا الطفل الذي يعيش أصعب معاناة ويصارع في ظلمات الأرض من أجل البقاء، بينما تراقبه كاميرا خاصة لتنقل همسات قلبه الضعيف الى والديه عسى ان يلهمهم الصبر من أجل الخروج من هذه التجربة الأليمة بخبر يفرح القلوب ويعيد اليهما فلذة كبديهما سالما معافى وبأقل الأضرار.
وتمكنت مصالح الحماية المدنية المغربية «من تزويد الطفل ريان بالماء والأوكسجين عقب التأكد من أنه حي وعالق». وقد تناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فيديو عملية الإغاثة لحظة بلحظة وتابعوا بالدعاء وقلوبهم ترتعش بشأن مصير طفل صغير يكابد بجسده الهشّ من أجل الحياة والخروج إلى الضوء. ولعل المفارقة انه في عمق هذا المشهد المؤلم استطاع الطفل ريان المغربي ان يمدّ الجسور بين الدول العربية وبين الشعوب وان يكسر كل الحواجز... فقد كسب تعاطف الجمهور الجزائري كذلك أبناء منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية... وفي لحظة واحدة ذابت كل الثلوج وحل مكانها شعور عام بالتعاطف غير المسبوق إزاء قضية ريان ...فطفولته البريئة كانت أقوى من كل الأزمات السياسية والدبلوماسية والعسكرية العابرة للدول العربية وبرهن على أنّ القلوب لا تعرف المسافات وأنّ الإنسانية لا حدود لها .
يبقى الأمل اليوم لدى كل عائلته ولدى كل هذه الجماهير المتعاطفة أنّ يخرج حيا يرزق وان ينفض عنه التراب ويلتقط الضوء القادم من بعيد .

المشاركة في هذا المقال