Print this page

لبنان وبداية الخروج من النفق المظلم

جاء الإعلان عن الاتفاق النهائي بين لبنان والأردن وسوريا لنقل الكهرباء إلى بلد الأرز ليكون بمثابة نقطة ضوء في العتمة التي يغرق

فيها هذا البلد وشعبه كل يوم . صحيح ان مشاكل لبنان عديدة ولا تقتصر فقط على أزمة الكهرباء والتي تعتبر أولوية حياتية لعموم المواطنين، الا ان محاولة حل هذه الأزمة المستعصية من شأنها أن تفتح بابا لحل مشاكل أخرى أعمق وأصعب . فالإعلان عن هذا الاتفاق تم على لسان وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه من سوريا والأردن مشيرا الى إن البنك الدولي شارك في الاجتماع وسيمول الاتفاق.
ويؤكد مراقبون بان القبول بهذا الاتفاق برعاية البنك الدولي يؤشر إلى أنّ الولايات المتحدة بدأت برفع الحصار جزئيا عن لبنان وسوريا . ويأتي ذلك في خضم تغيرات عديدة تشهدها المنطقة كانت أبرز نتائجها عودة العلاقات تدريجيا بين دمشق وعديد الدول العربية . كما أنّ البعض يترقبون عودة سوريا من الباب الواسع للحضن العربي قريبا من خلال المشاركة في القمة العربية القادمة.
تعوّل اليوم شرائح لبنانية عديدة على الانتخابات القادمة من أجل تحقيق التغيير المنشود نحو الأفضل عبر ضخ دماء جديدة تعيد الأمل للشباب في وطنهم الضائع. ومن المتوقع أن تُجرى الانتخابات في 27 مارس وذلك بعد أن وافق مجلس النواب على الموعد خلال تصويت أجراه اليوم بأغلبية 77 نائبا، لكن البعض ممن كانوا يعارضون هذا الموعد المبكر للانتخابات -ومن بينهم أعضاء في التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه الرئيس عون- أعربوا عن القلق إزاء اكتمال النصاب القانوني لتصويت ثان يتعلق بانتخابات اللبنانيين المقيمين في الخارج.
يشار إلى أن أهم الأولويات التي أعلن عنها نجيب ميقاتي إجراء الانتخابات في موعدها عسى أن تكون جسرا يخرج اللبنانيين من النفق المظلم الذي يعيشونه. ولكن هناك خلاف حول توقيت إجراء الانتخابات إذ يقترح البعض تأجيلها باعتبار أنّ يوم 27 مارس موعد قريب لا يسمح لحكومة ميقاتي بترتيب أولوياته ووضع خطة إنقاذ شاملة لعرضها على صندوق النقد الدولي وذلك في خضم الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد وتتصاعد حدته يوما بعد يوم .

المشاركة في هذا المقال