Print this page

وزير الدفاع الأمريكي يحذّر: «تنظيم القاعدة قد يعود إلى الظهور مجددا في أفغانستان»

حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس الخميس، من أن تنظيم القاعدة المتشدد الذي استخدم أفغانستان كقاعدة لشن هجومه

على الولايات المتحدة قبل 20 عاما، قد يحاول العودة هناك في أعقاب الانسحاب الأمريكي الذي ترك طالبان في السلطة، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشيتدبراس».
وخلال حديثه مع عدد من الصحفيين في العاصمة الكويتية في ختام جولة خليجية استمرت أربعة أيام، قال أوستن إن الولايات المتحدة مستعدة لمنع عودة القاعدة في أفغانستان والتي ستهدد الولايات المتحدة.

وقال أوستن إن المجتمع بأسره يراقب لمشاهدة ما يحدث، وما إذا كان لدى القاعدة القدرة على التجدد في أفغانستان. وأضاف أن طبيعة القاعدة وداعش هي أنهم سيظلوا يحاولون دائما إيجاد حيز للنمو والتجدد، سواء كان هناك أو في الصومال أو في أي فضاء آخر غير محكوم، مضيفا أنه يعتقد ان تلك طبيعة التنظيم. وقال أوستن إنهم أبلغوا طالبان أنهم يتوقعون منهم عدم السماح بحدوث ذلك، مشيرا إلى احتمالية استخدام القاعة لأفغانستان كقاعدة لشن الهجمات في المستقبل.

وتوضح ‘’أسوشيتدبراس’’ أنه في الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة ترامب مع طالبان في فيفري 2020، تعهد قادة الحركة بعدم دعم القاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى يمكن أن تهدد الولايات المتحدة. لكن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن طالبان تحتفظ بروابط مع القاعدة، وتشعر عدد من الدول، من بينها دول الخليج بمخاوف من أن عودة طالبان إلى السلطة قد تفتح البابا لعودة نفوذ القاعدة من جديد.

وأكد أوستن أن الجيش الأمريكي قادر على احتواء القاعدة أو أي تهديد متطرف آخر للولايات المتحدة يأتي من أفغانستان باستخدام طائرات المراقبة والهجوم المتمركزة في مناطق أخرى، لكنه اعترف أيضا أن الوضع سيكون أكثر صعوبة بدون القوات الأمريكية وفرق الاستخبارات في أفغانستان.

أفغان يخشون على وظائفهم
هذا الأسبوع حذّرت الأمم المتحدة من ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير في أفغانستان. وقالت «هناك مخاوف من نقص في المواد الغذائية وارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة، وكل ذلك يسهم في مفاقمة الطوارئ الإنسانية في أنحاء البلاد».
والعديد من الخدمات الحكومية لم تعد تعمل، فيما المجتمع الدولي الذي كثيرا ما كان يدعم الاقتصاد المعتمد على المساعدات، يتردد في تمويل أفغانستان.
في بعض القطاعات التي لا تزال تعمل، عرضت طالبان أجورا مختلفة للغاية.وقال مسؤول سابق في الجمارك طلب عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، وفق وكالة «فرانس براس» إنه عمل على معبر سبين بولداك الحدودي مع أفغانستان لأكثر من سبع سنوات.
في ظل الحكومة السابقة كان يكسب نحو 240 دولار شهريا، لكن طالبان قالت إنها ستدفع 110 دولارات فقط. وأبلغته الحركة «يعود لك اتخاذ القرار بمواصلة العمل أو الاستقالة». وقال المسؤول إنه استقال بعد أن قارن راتبه بكلفة النقل من وإلى العمل.
وطوابير الانتظار الطويلة أمام المصارف للحصول على سيولة نقدية، باتت مشاهد عادية في أنحاء أفغانستان.ولا يمكن للبنك المركزي الأفغاني الوصول إلا إلى جزء صغير من موارده العادية، بعد أن قُطع عن النظام المالي الدولي وحرم من الوصول إلى احتياطي البلد من العملة الأجنبية.وهذا يعني أنّ السيولة النقدية شحيحة، علما بأنّ طالبان حددت سقفا للسحب لا يتعدّى 200 دولار للشخص أسبوعيا.

إرسال 300 من أفراد قوّات الناتو
من جهة أخرى قال مسؤول عسكري من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه تم إرسال نحو 300 من أفراد قوة الرد التابعة للناتو لمساعدة من تم إجلاؤهم من أفغانستان أثناء انتظارهم إعادة توطينهم.
وكان قد تم تفعيل قوة الرد التابعة لحلف الناتو أخر مرة منذ نحو 16 عاما من أجل توزيع المساعدات في أعقاب إعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية و تقديم المساعدة في أعقاب وقوع زلزال قوى في باكستان.
وقال المسؤول إن أفراد القوات متمركزون في عدة مواقع يتم استضافة اللاجئين فيها في أوروبا. وأضاف أن أكثر من 20 دولة من بين دول الحلف الـ30 مشاركون في هذه الجهود بصورة أو بأخرى.وبالإضافة لذلك، يشارك المئات من العاملين في الحلف في العملية من مراكز القيادة الإقليمية ومقر التحالف في بروكسل.وكان بيان مكتوب منفصل من التحالف صدر مطلع هذا الأسبوع قد أفاد بأنه تم إجلاء نحو 2000 من الأفغان الذين كانوا يعملون مع الناتو أو أسرهم الشهر الماضي بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة.
وقال الحلف الا « يتم توطين الكثير منهم في دول التحالف، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية».وطبقا لمصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) داخل الحلف فإنّ نحو 1400 من هؤلاء الأفغان كانوا مازالوا في انتظار توطينهم .

المشاركة في هذا المقال