Print this page

متحورة دلتا ... المعركة مع كورونا لم تنته بعد

ليس هناك حديث في هذه الأيام في أوروبا والعالم الا عن متحورة دلتا او السلالة الهندية شديدة العدوى من فيروس كورونا والتي

رصدت للمرة الأولى في الهند، وباتت اليوم منتشرة في 85 بلدا على الأقل، بحسب أرقام وبيانات منظمة الصحة العالمية. وهذا ما يضع تحديات جديدة أمام الدول من إمكانية حدوث موجات وبائية جديدة رغم تسارع حملات التلقيح حول العالم .
ففي الوقت الذي بدأت فيه عديد الدول في رفع إجراءات البروتوكول الصحي والتخفيف عنها والسماح بعدم استخدام الكمامات في الأماكن العامة مثل فرنسا وإيطاليا فاجأت سلالة دلتا الجميع وحتمت على عديد الدول مراجعة استراتيجياتها لمكافحة الجائحة وإعادة فرض بعض القيود . على سبيل المثال سجّلت جنوب إفريقيا 1,9 مليون إصابة بينها 59900 وفاة وهي الاكثر تضررا في القارة السمراء الى حد الآن. ويؤكد عديد المراقبين والمختصين بان هذه الموجة المدمرة ستكون أسوأ من سابقاتها».
لقد تسبب فيروس كورونا في وفاة 3,919,801 شخص في العالم منذ نهاية ديسمبر 2019 الى حد اليوم وقد اعتقد كثيرون بان صفحة كورونا ستغلق قريبا مع حملات التلقيح المتسارعة ، ولكن النسخة الهندية دلتا جاءت لتعيد فرض معادلاتها بقوة وتؤكد بان المعركة مع الوباء لم تنته بعد. فحتى أعتى العواصم العالمية مثل موسكو تبدو عاجزة عن السيطرة على فيروس كورونا رغم القيود الصارمة التي فُرضت في الأسابيع الأخيرة . فقد سجلت العاصمة الروسية أعداد وفيات قياسية متتالية جراء كوفيد-19 مع 144 وفاة خلال 24 ساعة، وهي أسوأ حصيلة منذ بدء تفشي الوباء في المدينة. وذلك في الوقت الذي تواصل فيه النسخة المتحوّرة «دلتا» تفشيها في العالم في ظلّ استياء كبير لدى الدول التي تترقب العودة إلى الحياة الطبيعية.
جميع هذه المؤشرات تؤكد اليوم بان امام العالم تحديات كبيرة في ما يتعلق بحرب اللقاحات وتوزيعها بالتساوي وبالعدل بين الدول الغنية والفقيرة . فمنذ تفشي كورونا في أواخر سنة 2019 ، وما شهده العالم من حجر صحي اجباري شامل وما اعقبه من توقف حركة تبادل البضائع والنقل في مختلف القارات الا ان هناك حقيقة واحدة كانت تتأكد يوما بعد يوم وهي ان الخروج بأقل الأضرار من هذه المحنة الصحية الصعبة تتطلب تضافر الجهود الدولية . لان عودة الوباء بسلالات جديدة أكثر فتكا باتت أمرا واقعا في ظل تباطئ وتيرة التلقيح في الدول الأقل نموا والأكثر هشاشة .

المشاركة في هذا المقال