Print this page

في زيارة رسمية إلى ليبيا: رئيس الحكومة الإيطالية يبحث دفع التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك

التقى رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد ادبيبة أمس في مقر رئاسة الوزراء بطرابلس مع رئيس الحكومة الايطالية الذي حل بطرابلس

في زيارة رسمية لا تعرف مدتها وقد كشف المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية .وفي تصريح لوسائل الإعلام أن مسالة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك كانت محور المباحثات بين دبيبة ودراغي، وقد سبقتها زيارة لوزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو في نهاية مارس الفارط.
وتراهن روما على إعادة الاستقرار الى ليبيا باعتبارها الشريك الاقتصادي رقم واحد في ضفة المتوسط الجنوبية، وحتى تتمكن ايطاليا من الحد من الهجرة غير النظامية كما ترنو ايطاليا إلى أن يتمكن الليبيون من إنهاء الفوضى وتوحيد مؤسساتهم السيادية سيما الجيش والأمن. وقد رحبت ايطاليا شأنها شأن دول العالم بانفراج الأزمة السياسية في ليبيا من خلال الاتفاق السياسي المنبثق عن الحوار السياسي واستمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
و يرى متابعون بان زيارة ماريو دراغي على رأس وفد رفيع إلى طرابلس في هذا التوقيت بالذات تحمل رسائل للخارج والداخل الليبي، خارجيا موجهة الى فرنسا تحديدا وللمجتمع الدولي إذ أنّ الزيارة جاءت بعد تحول رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي لباريس واستقباله من طرف ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان ايف لودريان وتوقيع عدة اتفاقيات ثنائية وتأكيد ماكرون بان فرنسا تعهدت بحماية وتامين الحدود الجنوبية والبحرية لليبيا والتزامها بدعم المؤسسة العسكرية والأمنية .
أهداف الزيارة
ووفق مراقبين فإنّ تطور العلاقات والتعاون بين فرنسا وليبيا أزعج ايطاليا ودفع بوزير خارجيتها دي مايو لزيارة طرابلس وهاهو رئيس الحكومة ماريو دراغي يحل بطرابلس في محاولة لتدارك أسبقية الحكومة الفرنسية في الاهتمام بليبيا وتوقيع حزمة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية أو تلك المتعلقة بإعادة الإعمار.
الرسائل الخارجية لزيارة ماريو دراغي إلى طرابلس موجهة للمجتمع الدولي ومضمونها أن ايطاليا تظل مؤثرة في تكريس الحل السلمي وتشجيع الليبيين على التسريع بتنفيذ خارطة الطريق وبلوغ الانتخابات العامة المقررة مع نهاية العام الحالي. الواقع والحقيقة أنّ ايطاليا لعبت دورا في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بعد سلسلة من الزيارات إلى كل من القيادة العامة بالرجمة وحكومة الوفاق. وقبل ذلك ضغطت روما على حفتر لسحب قواته كما ضغطت على قوات الوفاق للالتزام بوقف الاقتتال علما بان وزارة الدفاع الايطالية تحتفظ بقوة عسكرية تعداد أفرادها بين 200 و300 جنديا يتواجدون بالكلية الحربية في مصراتة لكن تتدخل تلك القوة في الحرب الدائرة بين حفتر وقوات الوفاق.
أما الرسائل الموجهة للداخل الليبي فمفادها أنّ الحكومة الايطالية لن تتخلى عن دعم ومساعدة ومرافقة السلطة الجديدة في ليبيا لإعادة الاستقرار وإنهاء الفترة الانتقالية حتى تتمكن ايطاليا من وقف معضلة تدفق الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود
المحصلة أن التنافس بين روما وباريس ورغم التصريحات الصادرة مؤخرا من بلوغ توافق ببن البلدين حول ليبيا إلا أن الواقع وتحرك مسؤولي البلدين تجاه ليبيا يؤكد استمرار التنافس والتسابق حول النفوذ في بلد غني وقريب جغرافيا ومقبل على مشاريع ضخمة جدا لإعادة الاعمار.

المشاركة في هذا المقال